المؤلف : الشيخ عز الدين بن إبراهيم بن أبي المعالي الزنجاني
القسم :اللغة
الحجم:7.2M
تاريخ :2017-07-12
حمله :1879
الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى سَيِّدِ الخَلْقِ مُحَمَّدٍ، وآلِهِ وأَصْحابِهِ أجْمَعِينَ.
اِعْلَمْ أنَّ التَّصْرِيفَ فِي اللُّغَةِ: التَّغْيِيرُ، وفِي الصِّناعَةِ: تَحْوِيلُ الأَصْلِ الواحِدِ إلى أمْثِلَةٍ مُخْتَلِفَةٍ لِمَعانٍ مَقْصُودَةٍ لا تَحْصُلُ إلّا بِها.
ثُمَّ الفِعْلُ: إمّا ثُلاثِيٌّ وإمّا رُباعِيٌّ، وكُلُّ واحِدٍ مِنهُما: إمّا مُجَرَّدٌ أوْ مَزِيدٌ فِيهِ، وكُلُّ واحِدٍ مِنها: إمّا سالِمٌ أوْ غَيْرُ سالِمٍ.
ونَعْنِي بِالسّالِمِ: ما سَلِمَتْ حُرُوفُهُ الأَصْلِيَّةُ الَّتِي تُقابَلُ بِالفاءِ والعَيْنِ واللّامِ، مِن حُرُوفِ العِلَّةِ والهَمْزَةِ والتَّضْعِيفِ.
أمّا الثُّلاثِيُّ المُجَرَّدُ: فَإنْ كانَ ماضِيهِ عَلى وزْنِ (فَعَلَ) مَفْتُوحَ العَيْنِ، فَمُضارِعُهُ (يَفْعُلُ أوْ يَفْعِلُ) بِضَمِّ العَيْنِ أوْ كَسْرِها، نَحْوُ: (نَصَرَ يَنْصُرُ، وضَرَبَ يَضْرِبُ).
ويَجِيءُ عَلى وزْنِ (يَفْعَلُ) بِفَتْحِ العَيْنِ: إذا كانَ عَيْنُ فِعْلِهِ أوْ لامُهُ حَرْفًا مِن حُرُوفِ الحَلْقِ، وهْيَ سِتَّةٌ: الهَمْزَةُ والهاءُ والعَيْنُ والحاءُ والغَيْنُ والخاءُ، نَحْوُ: (سَأَلَ يَسْأَلُ، ومَنَعَ يَمْنَعُ)، و(أبى يَأْبى) شاذٌّ.
وإنْ كانَ ماضِيهِ عَلى وزْنِ (فَعِلَ) مَكْسُورَ العَيْنِ: فَمُضارِعُهُ (يَفْعَلُ) بِفَتْحِ العَيْنِ، نَحْوُ: (عَلِمَ يَعْلَمُ)، إلّا ما شَذَّ مِن نَحْوِ: (حَسِبَ يَحْسِبُ) وأَخَواتِهِ.
وإنْ كانَ ماضِيهِ عَلى وزْنِ (فَعُلَ) مَضْمُومَ العَيْنِ: فَمُضارِعُهُ (يَفْعُلُ) بِضَمِّ العَيْنِ، نَحْوُ: (حَسُنَ يَحْسُنُ) وأَخَواتِهِ.
وأَمّا الرُّباعِيُّ المُجَرَّدُ: فَهُوَ بابٌ واحِدٌ (فَعْلَلَ)، (كَدَحْرَجَ يُدَحْرِجُ دَحْرَجَةً، ودِحْراجًا).
وأَمّا الثُّلاثِيُّ المَزِيدُ فِيهِ: فَهُوَ عَلى ثَلاثَةِ أقْسامٍ: الأَوَّلُ: ما كانَ ماضِيهِ عَلى أرْبَعَةِ أحْرُفٍ، كَأَفْعَلَ نَحْوُ: (أكْرَمَ يُكْرِمُ إكْرامًا)، وفَعَّلَ نَحْوُ: (فَرَّحَ يُفَرِّحُ تَفْرِيحًا)، وفاعَلَ نَحْوُ: (قاتَلَ يُقاتِلُ مُقاتَلَةً، وقِتالًا، وقِيتالًا).
والثّانِي: ما كانَ ماضِيهِ عَلى خَمْسَةِ أحْرُفٍ، إمّا فِي أوَّلِهِ التّاءُ مِثْلُ تَفَعَّلَ نَحْوُ: (تَكَسَّرَ يَتَكَسَّرُ تَكَسُّرًا)، وتَفاعَلَ نَحْوُ: (تَباعَدَ يَتَباعَدُ تَباعُدًا). وإمّا فِي أوَّلِهِ الهَمْزَةُ مِثْلُ انْفَعَلَ نَحْوُ: (انْقَطَعَ يَنْقَطِعُ انْقِطاعًا)، وافْتَعَلَ نَحْوُ: (اجْتَمَعَ يَجْتَمِعُ اجْتِماعًا)، وافْعَلَّ نَحْوُ: (احْمَرَّ يَحْمَرُّ احْمِرارًا).
والثّالِثُ: ما كانَ ماضِيهِ عَلى سِتَّةِ أحْرُفٍ، مِثْلُ اسْتَفْعَلَ نَحْوُ: (اسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ اسْتِخْراجًا)، وافْعالَّ نَحْوُ: (احْمارَّ يَحْمارُّ احْمِيرارًا)، وافْعَوْعَلَ نَحْوُ: (اعْشَوْشَبَ يَعْشَوْشِبُ اعْشِيشابًا)، وافْعَنْلَلَ نَحْوُ: (اقْعَنْسَسَ يَقْعَنْسِسُ اقْعِنْساسًا)، وافْعَنْلى نَحْوُ: (اسْلَنْقى يَسْلَنْقِي اسْلِنْقاءً)، وافْعَوَّلَ نَحْوُ: (اجْلَوَّذَ يَجْلَوِّذُ اجْلِوّاذًا).
وأَمّا الرُّباعِيُّ المَزِيدُ فِيهِ: فَأَمْثِلَتُهُ ثَلاثَةٌ، تَفَعْلَلَ: (كَتَدَحْرَجَ يَتَدَحْرَجُ تَدَحْرُجًا)، وافْعَنْلَلَ: (كاحْرَنْجَمَ يَحْرَنْجِمُ احْرِنْجامًا)، وافْعَلَلَّ: (كاقْشَعَرَّ اقْشِعْرارًا).
تنبيه
الفِعْلُ إمّا مُتَعَدٍّ: وهُوَ الَّذِي يَتَعَدّى مِنَ الفاعِلِ إلى المَفْعُولِ بِهِ، كَقَوْلِكَ: (ضَرَبْتُ زَيْدًا)، ويُسَمّى أيْضًا: واقِعًا ومُجاوِزًا.
وإمّا غَيْرُ مُتَعَدٍّ: وهُوَ الَّذِي لَمْ يَتَجاوَزِ الفاعِلَ إلى المَفْعُولِ بِهِ، كَقَوْلِكَ: (حَسُنَ زَيْدٌ)، ويُسَمّى أيْضًا: لازِمًا وغَيْرَ واقِعٍ.
وتَعْدِيَتُهُ فِي الثُّلاثِيِّ المُجَرَّدِ: بِتَضْعِيفِ العَيْنِ وبِالهَمْزَةِ، كَقَوْلِكَ: (فَرَّحْتُ زَيْدًا وأَجْلَسْتُهُ)، وبِحَرْفِ الجَرِّ فِي الكُلِّ نَحْوُ: (ذَهَبْتُ بِزَيْدٍ وانْطَلَقْتُ بِهِ).
أمّا الماضِي: فَهُوَ الفِعْلُ الَّذِي دَلَّ عَلى مَعْنًى وُجِدَ فِي الزَّمانِ الماضِي.
فالمَبْنِيُّ لِلْفاعِلِ مِنهُ: ما كانَ أوَّلُهُ مَفْتُوحًا، أوْ كانَ أوَّلُ مُتَحَرِّكٍ مِنهُ مَفْتُوحًا، مِثالُهُ: (نَصَرَ نَصَرا نَصَرُوا، نَصَرَتْ نَصَرَتا نَصَرْنَ، نَصَرْتَ نَصَرْتُما نَصَرْتُمْ، نَصَرْتِ نَصَرْتُما نَصَرْتُنَّ، نَصَرْتُ نَصَرْنا)، وقِسْ عَلى هَذا الفِعْلِ: (أفْعَلَ وفَعَّلَ وفاعَلَ وفَعْلَلَ وتَفَعْلَلَ وتَفاعَلَ وانْفَعَلَ وافْتَعَلَ وافْعَنْلَلَ واسْتَفْعَلَ وافْعَلَلَّ وافْعَوْعَلَ وافْعالَّ)، ولا تَعْتَبِرْ حَرَكاتِ الأَلِفاتِ فِي الأَوائِلِ، فَإنَّها زائِدَةٌ، تَثْبُتُ فِي الاِبْتِداءِ، وتَسْقُطُ فِي الدَّرْجِ.
والمَبْنِيُّ لِلْمَفْعُولِ مِنهُ: وهُوَ الفِعْلُ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، ما كانَ أوَّلُهُ مَضْمُومًا: (كَفُعِلَ وفُعْلِلَ وأُفْعِلَ وفُعِّلَ وفُوعِلَ وتُفُعِّلَ وتُفُوعِلَ وتُفُعْلِلَ)، أوْ ما كانَ أوَّلُ مُتَحَرِّكٍ مِنهُ مَضْمُومًا نَحْوُ: (افْتُعِلَ واسْتُفْعِلَ).
وهَمْزَةُ الوَصْلِ: تَتْبَعُ هَذا المَضْمُومَ فِي الضَّمِّ، وما قَبْلَ آخِرِهِ يَكُونُ مَكْسُورًا أبَدًا، تَقُولُ: (نُصِرَ زَيْدٌ، واسْتُخْرِجَ المالُ).
وأَمّا المُضارِعُ: فَهُوَ ما كانَ فِي أوَّلِهِ إحْدى الزَّوائِدِ الأَرْبَعِ، وهِيَ: الهَمْزَةُ والنُّونُ والتّاءُ والياءُ، يَجْمَعُها قَوْلُكَ: (أنَيْتُ أوْ أتَيْنَ أوْ نَأْتِي)، فالهَمْزَةُ: لِلْمُتَكَلِّمِ وحْدَهُ، والنُّونُ: لَهُ إذا كانَ مَعَهُ غَيْرُهُ، والتّاءُ: لِلْمُخاطَبِ مُفْرَدًا أوْ مُثَنًّى أوْ مَجْمُوعًا، مُذَكَّرًا كانَ أوْ مُؤَنَّثًا، ولِلْغائِبَةِ المُفْرَدَةِ ولِمُثَنّاها، والياءُ: لِلْغائِبِ المُذَكَّرِ مُفْرَدًا كانَ أوْ مُثَنًّى أوْ مَجْمُوعًا، ولِجَمْعِ المُؤَنَّثَةِ الغائِبَةِ.
وهَذا يَصْلُحُ لِلْحالِ والاِسْتِقْبالِ، تَقُولُ: (زَيْدٌ يَفْعَلُ الآنَ) ويُسَمّى حالًا وحاضِرًا، أوْ (زَيْدٌ يَفْعَلُ غَدًا) ويُسَمّى مُسْتَقْبَلًا. فَإذا أدْخَلْتَ عَلَيْهِ السِّينَ أوْ سَوْفَ فَقُلْتَ: (سَيَفْعَلُ، أوْ سَوْفَ يَفْعَلُ) اخْتَصَّ بِزَمانِ الاِسْتِقْبالِ، وإذا أدْخَلْتَ عَلَيْهِ اللّامَ: اخْتَصَّ بِزَمانِ الحالَ.
فالمَبْنِيُّ لِلْفاعِلِ مِنهُ: ما كانَ حَرْفُ المُضارَعَةِ مِنهُ مَفْتُوحًا، إلّا ما كانَ ماضِيهِ عَلى أرْبَعَةِ أحْرُفٍ، فَإنْ حَرْفَ المُضارَعَةِ مِنهُ يَكُونُ مَضْمُومًا أبَدًا، نَحْوُ: (يُدَحْرِجُ ويُكْرِمُ ويُقاتِلُ ويُفَرِّحُ)، وعَلامَةُ بِناءِ هَذِهِ الأَرْبَعَةِ لِلْفاعِلِ: كَوْنُ الحَرْفِ الَّذِي قَبْلَ آخِرِهِ مَكْسُورًا أبَدًا. مِثالُهُ مِن (يَفْعُلُ) بِضَمِّ العَيْنِ: (يَنْصُرُ يَنْصُرانِ يَنْصُرُونَ، تَنْصُرُ تَنْصُرانِ يَنْصُرْنَ، تَنْصُرُ تَنْصُرانِ تَنْصُرُونَ، تَنْصُرِينَ تَنْصُرانِ تَنْصُرْنَ، أنْصُرُ نَنْصُرُ). وقِسْ عَلى هَذا: (يَضْرِبُ ويَعْلَمُ ويُدَحْرِجُ ويُكْرِمُ ويُقاتِلُ ويُفَرِّحُ ويَتَكَسَّرُ ويَتَباعَدُ ويَنْقَطِعُ ويَجْتَمِعُ ويَحْمَرُّ ويَحْمارُّ ويَجْلَوِّذُ ويَسْتَخْرِجُ ويَعْشَوْشِبُ ويَقْعَنْسِسُ ويَسْلَنْقِي ويَتَدَحْرَجُ ويَحْرَنْجِمُ ويَقْشَعِرُّ).
والمَبْنِيُّ لِلْمَفْعُولِ مِنهُ: ما كانَ حَرْفُ المُضارَعَةِ مِنهُ مَضْمُومًا، وما قَبْلَ الآخِرِ مِنهُ مَفْتُوحًا، نَحْوُ: (يُنْصَرُ ويُدَحْرَجُ ويُكْرَمُ ويُفَرَّحُ ويُقاتَلُ ويُسْتَخْرَجُ).
واعْلَمْ أنَّهُ يَدْخُلُ عَلى الفِعْلِ المُضارِعِ (ما ولا) النّافِيَتانِ، فَلا يُغَيِّرانِ صِيغَتَهُ، تَقُولُ: (لا يَنْصُرُ لا يَنْصُرانِ لا يَنْصُرُونَ، لا تَنْصُرُ لا تَنْصُرانِ لا يَنْصُرْنَ، لا تَنْصُرُ لا تَنْصُرانِ لا تَنْصُرُونَ، لا تَنْصُرِينَ لا تَنْصُرانِ لا تَنْصُرْنَ، لا أنْصُرُ لا نَنْصُرُ)، وكَذَلِكَ: (ما يَنْصُرُ ما يَنْصُرانِ ما يَنْصُرُونَ) إلى آخِرِهِ.
ويَدْخُلُ الجازِمُ: فَيَحْذِفُ مِنهُ حَرَكَةَ الواحِدِ والواحِدَةِ الغائِبَةِ ونُونَ التَّثْنِيَةِ والجَمْعِ المُذَكَّرِ والواحِدَةِ المُخاطَبَةِ، ولا يَحْذِفُ نُونَ جَماعَةِ المُؤَنَّثِ فَإنَّهُ ضَمِيرٌ، كالواوِ فِي الجَمعِ المُذكَّرِ: فَتَثْبُتُ عَلى كُلِّ حالٍ، تَقُولُ: (لَمْ يَنْصُرْ لَمْ يَنْصُرا لَمْ يَنْصُرُوا، لَمْ تَنْصُرْ لَمْ تَنْصُرا لَمْ يَنْصُرْنَ، لَمْ تَنْصُرْ لَمْ تَنْصُرا لَمْ تَنْصُرُوا، لَمْ تَنْصُرِي لَمْ تَنْصُرا لَمْ تَنْصُرْنَ، لَمْ أنْصُرْ لَمْ نَنْصُرْ).
ويَدْخُلُ النّاصِبُ عَلَيْهِ: فَيُبْدِلُ مِنَ الضَّمَّةِ فَتْحَةً ويُسْقِطُ النُّوناتِ، سِوى نُونِ جَمْعِ المُؤَنَّثِ، فَتَقُولُ: (لَنْ يَنْصُرَ لَنْ يَنْصُرا لَنْ يَنْصُرُوا، لَنْ تَنْصُرَ لَنْ تَنْصُرا لَنْ يَنْصُرْنَ) إلى آخِرِهِ.
ومِنَ الجَوازِمِ: لامُ الأَمْرِ، فَتَقُولُ فِي أمْرِ الغائِبِ: (لِيَنْصُرْ لِيَنْصُرا لِيَنْصُرُوا، لِتَنْصُرْ لِتَنْصُرا لِيَنْصُرْنَ)، وكَذَلِكَ: (لِيَضْرِبْ ولِيَعْلَمْ ولِيَدْخُلْ ولِيُدَحْرِجْ) وغَيْرُها. ومِنها: لا النّاهِيَةُ، فَتَقُولُ فِي نَهْيِ الغائِبِ: (لا يَنْصُرْ لا يَنْصُرا لا يَنْصُرُوا، لا تَنْصُرْ لا تَنْصُرا لا يَنْصُرْنَ)، وفِي نَهْيِ الحاضِرِ: (لا تَنْصُرْ لا تَنْصُرا لا تَنْصُرُوا، لا تَنْصُرِي لا تَنْصُرا لا تَنْصُرْنَ)، وكَذا قِياسُ سائِرِ الأَمْثِلَةِ.
وأَمّا الأَمْرُ بِالصِّيغَةِ: وهُوَ أمْرُ الحاضِرِ، فَهُوَ جارٍ عَلى لَفْظِ المُضارِعِ المَجْزُومِ.
فَإنْ كانَ ما بَعْدَ حَرْفِ المُضارَعَةِ مُتَحَرِّكًا: فَتُسْقِطُ مِنهُ حَرْفُ المُضارَعَةِ، وتَأْتِي بِصُورَةِ الباقِي مَجْزُومًا، فَتَقُولُ فِي أمْرِ الحاضِرِ مِن: تُدَحْرِجُ (دَحْرِجْ دَحْرِجا دَحْرِجُوا، دَحْرِجِي دَحْرِجا دَحْرِجْنَ)، وهَكَذا تَقُولُ فِي: (فَرِّحْ وقاتِلْ وتَكَسَّرْ وتَباعَدْ وتَدَحْرَجْ).
وإنْ كانَ ما بَعْدَ حَرْفِ المُضارَعَةِ ساكِنًا: فَتَحْذِفُ مِنهُ حَرْفَ المُضارَعةِ، وتَأْتِي بِصُورَةِ الباقِي مَجْزُومًا، مَزِيدًا فِي أوَّلِهِ هَمْزَةُ وصْلٍ مَكْسُورَةً، إلّا أنْ تَكُونَ عَيْنُ المُضارِعِ مِنهُ مَضْمُومَةً: فَتَضُمُّها، فَتَقُولُ: (اُنْصُرْ اُنْصُرا اُنْصُرُوا، اُنْصُرِي اُنْصُرا انْصُرْنَ)، وكَذَلِكَ: (اضْرِبْ واعْلَمْ وانْقَطِعْ واجْتَمِعْ واسْتَخْرِجْ). وفَتَحُوا هَمْزَةَ (أكْرِمْ) بِناءً عَلى الأَصْلِ المَرْفُوضِ، فَإنَّ أصْلَ: تُكْرِمُ (تُؤَكْرِمُ).
واعْلَمْ أنَّهُ إذا اجْتَمَعَ تاءانِ فِي أوَّلِ مُضارِعِ نَحْوِ: (تَفَعَّلَ وتَفاعَلَ وتَفَعْلَلَ) فَيَجُوزُ إثْباتُهُما، نَحْوُ: (تَتَجَنَّبُ وتَتَقاتَلُ وتَتَدَحْرَجُ). ويَجُوزُ حَذْفُ إحْداهُما، كَما فِي التَّنْزِيلِ: (فَأَنْتَ لَهُ تَصَدّى) و(فَأَنْذَرْتُكُمْ نارًا تَلَظّى) و(تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ).
واعْلَمْ أنَّهُ مَتى كانَ فاءُ (افْتَعَلَ) صادًا أوْ ضادًا أوْ طاءً أوْ ظاءً: قُلِبَتْ تاؤُهُ طاءً، فَتَقُولُ فِي (افْتَعَلَ) مِنَ الصُّلْحِ: (اصْطَلَحَ)، ومِنَ الضَّرْبِ: (اضْطَرَبِ)، ومِنَ الطَّرْدِ: (اطَّرَدَ)، ومِنَ الظُّلْمِ: (اظْطَلَمَ). وكَذَلِكَ سائِرُ تَصَرُّفاتِهِ نَحْوُ: (اِصْطَلَحَ يَصْطَلِحُ اصْطِلاحًا، فَهُوَ مُصْطَلِحٌ، وذاكَ مُصْطَلَحٌ عَلَيْهِ)، والأَمْرُ: (اِصْطَلِحْ)، والنَّهْيُ: (لا تَصْطَلِحْ).
ومَتى كانَ فاءُ (افْتَعَلَ) دالًا أوْ ذالًا أوْ زايًا: قُلِبَتْ تاؤُهُ دالًا، فَتَقُولُ فِي (افْتَعَلَ) مِنَ الدَّرْءِ والذِّكْرِ والزَّجْرِ: (ادَّرَأَ واذَّكَرَ وازْدَجَرَ).
ومَتى كانَ فاءُ (افْتَعَلَ) واوًا أوْ ياءً أوْ ثاءً: قُلِبَتِ الواوُ والياءُ والثّاءُ تاءً، ثُمَّ أُدْغِمَتْ فِي تاءِ افْتَعَلَ، نَحْوُ: (اتَّقى واتَّسَرَ واتَّغَرَ).
ويَلْحَقُ الفِعْلَ غَيْرَ الماضِي والحالِ: نُونانِ لِلتَّأْكِيدِ خَفِيفَةٌ ساكِنَةٌ، وثَقِيلَةٌ مَفْتُوحَةٌ، إلّا فِيما يَخْتَصُّ بِهِ، وهُوَ فِعْلُ الاِثْنَيْنِ مُطْلَقًا. وجَماعَةِ النِّساءِ: فَهِيَ مَكْسُورَةٌ فِيهِما أبَدًا، فَتَقُولُ: (اذْهَبانِّ لِلاِثْنَيْنِ، واذْهَبْنانِّ لِلنِّسْوَةِ)، فَتُدْخِلُ ألِفًا بَعْدَ نُونِ جَمْعِ المُؤَنَّثِ، لِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّوناتِ، ولا تُدْخِلُهُما الخَفِيفَةَ: لأَنَّهُ يَلْزَمُ التِقاءُ السّاكِنَيْنِ عَلى غَيْرِ حَدِّهِ، فَإنْ التِقاءَ السّاكِنَيْنِ: إنَّما يَجُوزُ إذا كانَ الأَوَّلُ حَرْفَ مَدٍّ، والثّانِي مُدْغَمًا، نَحْوُ: (دابَّةٌ، ولا الضّالِّينَ).
وتُحْذَفُ مِنَ الفِعْلِ مَعَهُما: النُّونُ الَّتِي فِي الأَمْثِلَةِ الخَمْسَةِ، وهِيَ: (يَفْعَلانِ وتَفْعَلانِ ويَفْعَلُونَ وتَفْعَلُونَ وتَفْعَلِينَ). وتُحْذَفُ: واوُ (يَفْعَلُونَ وتَفْعَلُونَ)، وياءُ (تَفْعَلِينَ)، إلّا إذا انْفَتَحَ ما قَبْلَهُما نَحْوُ: (لا تَخْشَوُنَّ، ولا تَخْشَيِنَّ)، و(لَتُبْلَوُنَّ) و(فَإمّا تَرَيِنَّ).
ويُفْتَحُ مَعَ النُّونَيْنِ آخِرُ الفِعْلِ: إذا كانَ فِعْلَ الواحِدِ والواحِدَةِ الغائِبَةِ، ويُضَمُّ إذا كانَ فِعْلَ جَماعَةِ الذُّكُورِ، ويُكْسَرُ إذا كانَ فِعْلَ الواحِدَةِ المُخاطَبَةِ، فَتَقُولُ فِي أمْرِ الغائِبِ مُؤَكِّدًا بِالنُّونِ الثَّقِيلَةِ: (لِيَنْصُرَنَّ لِيَنْصُرانِّ لِيَنْصُرُنَّ، لِتَنْصُرَنَّ لِتَنْصُرانِّ لِيَنْصُرْنانِّ)، وبِالخَفِيفَةِ: (لِيَنْصُرَنْ لِيَنْصُرُنْ لِتَنْصُرَنْ). وتَقُولُ فِي أمْرِ الحاضِرِ مُؤَكِّدًا بِالنُّونِ الثَّقِيلَةِ: (انْصُرَنَّ انْصُرانِّ انْصُرُنَّ، انْصُرِنَّ انْصُرانِّ انْصُرْنانِّ)، وبِالخَفِيفَةِ: (انْصُرَنْ انْصُرُنْ انْصُرِنْ)، وقِسْ عَلى هَذا نَظائِرَهُ.
وأَمّا اسْمُ الفاعِلِ والمَفْعُولِ مِنَ الثُّلاثِيِّ المُجَرَّدِ: فالأَكْثَرُ أنْ يَجِيءَ اسْمُ الفاعِلِ مِنهُ عَلى وزْنِ فاعِلٍ، تَقُولُ: (ناصِرٌ ناصِرانِ ناصِرُونَ، ناصِرَةٌ ناصِرَتانِ ناصِراتٌ، ونَواصِرٌ).
والأَكْثَرُ أنْ يَجِيءَ اسْمُ المَفْعُولِ مِنهُ: عَلى وزْنِ مَفْعُولٍ، تَقُولُ: (مَنصُورٌ مَنصُورانِ مَنصُورُونَ، مَنصُورَةٌ مَنصُورَتانِ مَنصُوراتٌ، ومَناصِرُ)، وتَقُولُ: (مَمْرُورٌ بِهِ، مَمْرُورٌ بِهِما، مَمْرُورٌ بِهِمْ. مَمْرُورٌ بِها، مَمْرُورٌ بِهِما، مَمْرُورٌ بِهِنَّ)، فَتُثَنِّي وتَجْمَعُ، وتُذَكِّرُ وتُؤَنِّثُ الضَّمِيرَ، فِيما يَتَعَدّى بِحَرْفِ الجَرِّ، لا اسْمَ المَفْعُولِ.
وفَعِيلٌ: قَدْ يَجِيءُ بِمَعْنى الفاعِلِ (كالرَّحِيمِ) بِمَعْنى الرّاحِمِ، وبِمَعْنى المَفْعُولِ: (كالقَتِيلِ) بِمَعْنى المَقْتُولِ.
وأَمّا ما زادَ عَلى الثَّلاثَةِ: فالضّابِطُ فِيهِ أنْ تَضَعَ فِي مُضارِعِهِ المِيمَ المَضْمُومَةَ، مَوْضِعَ حَرْفِ المُضارَعَةِ، وتَكْسِرَ ما قَبْلَ آخِرِهِ فِي الفاعِلِ، وتَفْتَحَهُ فِي المَفْعُولِ، نَحْوُ: (مُكْرِمٌ ومُكْرَمٌ، ومُدَحْرِجٌ ومُدَحْرَجٌ، ومُسْتَخْرِجٌ ومُسْتَخْرَجٌ، ومُتَدَحْرِجٌ ومُتَدَحْرَجٌ). وقَدْ يَسْتَوِي لَفْظُ اسْمِ الفاعِلِ واسْمِ المَفْعُولِ فِي بَعْضِ المَواضِعِ: (كَمُحابٍّ ومُتَحابٍّ، ومُخْتارٍ ومُنْقادٍ، ومُضْطَرٍّ ومُعْتَدٍّ، ومُنْصَبٍّ ومُنْصَبٍّ فِيهِ، ومُنْجابٍّ ومُنْجابٍّ عَنْهُ)، ويَخْتَلِفُ التَّقْدِيرُ.
ويُقالُ لَهُ: (الأَصَمُّ) لِشِدَّتِهِ، وهُوَ مِنَ الثُّلاثِيُّ المُجَرَّدُ. والمَزِيدُ فِيهِ: ما كانَ عَيْنُهُ ولامُهُ مِن جِنْسٍ واحِدٍ: (كَرَدَّ وأَعَدَّ)، فَإنْ أصْلَهُما: (رَدَدَ وأَعْدَدَ)، فَأُسْكِنَتِ الدّالُ الأُولى، وأُدْغِمَتْ فِي الثّانِيَةِ.
ومِنَ الرُّباعِيِّ: ما كانَ فاؤُهُ ولامُهُ الأُولى مِن جِنْسٍ واحِدٍ، وكَذَلِكَ عَيْنُهُ ولامُهُ الثّانِيَةُ مِن جِنْسٍ واحِدٍ، ويُقالُ لَهُ: المُطابَقُ أيْضًا، نَحْوُ: (زَلْزَلَ يُزَلْزِلُ زَلْزَلَةً وزِلْزالًا).
وإنَّما أُلْحِقَ المُضاعَفُ بِالمُعْتَلّاتِ: لأَنَّ حَرْفَ التَّضْعِيفِ يَلْحَقُهُ الإبْدالُ، كَقَوْلِهِمْ: (أمْلَيْتُ) بِمَعْنى أمْلَلْتُ، والحَذْفُ كَقَوْلِهِمْ: (مِسْتُ وظِلْتُ) بِفَتْحِ الفاءِ وكَسْرِها فِيهِما، و(أحَسْتُ) أي: مَسِسْتُ وظَلِلْتُ وأَحْسَسْتُ.
والمُضاعَفُ: يَلْحَقُهُ الإدْغامُ، وهُوَ أنْ تُسْكِنَ الأَوَّلَ وتُدْرِجَهُ فِي الثّانِي، ويُسَمّى الحَرْفُ الأَوَّلُ: مُدْغَمًا، والثّانِي: مُدْغَمًا فِيهِ.
والإدْغامُ واجِبٌ فِي نَحْوِ: (مَدَّ يَمُدُّ، وأَعَدَّ يُعِدُّ، واعْتَدَّ يَعْتَدُّ، وانْقَدَّ يَنْقَدُّ، واسْوَدَّ يَسْوَدُّ، واسْوادَّ يَسْوادُّ، واسْتَعَدَّ يَسْتَعِدُّ، واطْمَأَنَّ يَطْمَئِنُّ، وتَمادَّ يَتَمادُّ). وكَذا هَذِهِ الأَفْعالُ إذا بَنَيْتَها لِلْمَفْعُولِ نَحْوُ: (مُدَّ يُمَدُّ)، وقِسْ عَلى هَذا نَظائِرَهُ، وفِي نَحْوِ: (مَدٍّ) مَصْدَرًا. وكَذَلِكَ إذا اتَّصَلَ بِالفِعْلِ ألِفُ الضَّمِيرِ أوْ واوُهُ أوْ ياؤُهُ، نَحْوُ: (مَدّا مَدُّوا مُدِّي).
ومُمْتَنِعٌ فِي نَحْوِ: (مَدَدْتُ ومَدَدْنا ومَدَدْتَ، إلى مَدَدْتُنَّ ومَدَدْنَ ويَمْدُدْنَ وتَمْدُدْنَ وامْدُدْنَ ولا تَمْدُدْنَ).
وجائِزٌ: إذا دَخَلَ الجازِمُ عَلى فِعْلِ الواحِدِ، فَإنْ كانَ مَكْسُورَ العَيْنِ (كَيَفِرُّ)، أوْ مَفْتُوحَها كَيَعَضُّ)، فَتَقُولُ: (لَمْ يَفِرّ ولَمْ يَعَضّ) بِكَسْرِ اللّامِ وفَتْحِها، وتَقُولُ: لَمْ يَفْرِرْ ولَمْ يَعْضَضْ) بِفَكِّ الإدْغامِ، وهَكَذا حُكْمُ: (يَقْشَعِرُّ ويَحْمَرُّ ويَحْمارُّ).
وإنْ كانَ العَيْنُ مِنَ المُضارِعِ مَضْمُومًا: فَيَجُوزُ الحَرَكاتُ الثَّلاثُ مَعَ الإدْغامِ وفَكُّهُ، فَتَقُولُ: (لَمْ يَمُدّ) بِحَرَكاتِ الدّالِ، (ولَمْ يَمْدُدْ) بِفَكِّ الإدْغامِ. وهَكَذا حُكْمُ الأَمْرِ فَتَقُولُ: (فِرّ وعَضّ) بِكَسْرِ اللّامِ وفَتْحِها. وإنْ كانَ مَضْمُومَ العَيْنِ فَتَقُولُ: (مُدّ) بِحَرَكاتِ الدّالِ، (وامْدُدْ).
وتَقُولُ فِي اسْمِ الفاعِلِ: (مادٌّ مادّانِ مادُّونَ، مادَّةٌ مادَّتانِ مادّاتٌ، وموادُّ)، وتَقُولُ فِي اسْمِ المَفْعُولِ: (مَمْدُودٌ) كَمَنصُورٍ.
المُعْتَلُّ: هُوَ ما كانَ أحَدُ أُصُولِهِ حَرْفَ عِلَّةٍ، وهِيَ: الواوُ والياءُ والأَلِفُ، وتُسَمّى حُرُوفَ المَدِّ واللِّينِ، والأَلِفُ حِينَئِذٍ تَكُونُ مُنْقَلِبَةً عَنْ واوٍ أوْ ياءٍ، وأَنْواعُهُ سَبْعَةٌ:
الأَوَّلُ:
المُعْتَلُّ الفاءِ، ويُقالُ لَهُ: المِثالُ، لِمُماثَلَتِهِ الصَّحِيحَ فِي احْتِمالِ الحَرَكاتِ، أمّا الواوُ: فَتُحْذَفُ مِنَ الفِعْلِ المُضارِعِ الَّذِي عَلى (يَفْعِلُ) بِكَسْرِ العَيْنِ، ومِن مَصْدَرِهِ الَّذِي عَلى (فِعْلَةٍ) بِكَسْرِ الفاءِ، وتَسْلَمُ فِي سائِرِ تَصارِيفِهِ، تَقُولُ: (وعَدَ يَعِدُ عِدَةً، ووَعْدًا، فَهُوَ واعِدٌ، وذاكَ مَوْعُودٌ)، والأَمْرُ: (عِدْ)، والنَّهْيُ: (لا تَعِدْ)، وكَذَلِكَ: (ومِقَ يَمِقُ مِقَةً)، فَإذا أُزِيلَتْ كَسْرَةُ ما بَعْدَها: أُعِيدَتِ الواوُ المَحْذُوفَةُ نَحْوُ: (لَمْ يُوعَدْ). وتَثْبُتُ فِي (يَفْعَلُ) بِالفَتْحِ: (كَوَجِلَ يَوْجَلُ)، والأَمْرُ مِنهُ: (ايْجَلْ)، أصْلُهُ: (اوْجَلْ) قُلِبَتِ الواوُ ياءً لِسُكُونِها وانْكِسارِ ما قَبْلَها، فَإنِ انْضَمَّ ما قَبْلَها: عادَتِ الواوُ، فَتَقُولُ: (يا زَيْدُ ايْجَلْ) تُلْفَظُ بِالواوِ وتُكْتَبُ بِالياءِ. وتَثْبُتُ أيْضًا فِي (يَفْعُلُ) بِالضَّمِّ: (كَوَجُهَ يَوْجُهُ)، والأَمْرُ: (أُوجُهْ)، والنَّهْيُ: (لا تَوْجُهْ). وحُذِفَتِ الواوُ مِن: (يَطَأُ ويَسَعُ ويَضَعُ ويَقَعُ ويَدَعُ ويَهَبُ)، لأَنَّها فِي الأَصْلِ (يَفْعِلُ) بِالكَسْرِ، فَفُتِحَتِ العَيْنُ لِحَرْفِ الحَلْقِ بَعْدَ حَذْفِ الفاءِ. وحُذِفَتْ مِن (يَذَرُ) لِكَوْنِهِ بِمَعْنى (يَدَعُ)، و(أماتُوا) ماضِيَ: (يَدَعُ ويَذَرُ)، وحَذْفُ الفاءِ دَلِيلٌ عَلى أنَّهُ واوِيٌّ. وأَمّا الياءُ: فَتَثْبُتُ عَلى كُلِّ حالٍ، نَحْوُ: (يَمُنَ يَيْمُنُ، ويَئِسَ يَيْأَسُ، ويَسَرَ يَيْسِرُ)، وتَقُولُ فِي (أفْعَلَ) مِنَ اليائِيِّ: (أيْسَرَ يُوسِرُ إيْسارًا، فَهُوَ مُوسِرٌ، وذاكَ مُوسَرٌ) أصْلُهُ (مُيْسَرٌ) فَقُلِبَتِ الياءُ مِنهُما واوًا لِسُكُونِها وانْضِمامِ ما قَبْلَها. وفِي (افْتَعَلَ) مِنهُما تُقْلَبانِ تاءً وتُدْغَمانِ فِي تاءِ (افْتَعَلَ)، نَحْوُ: (اتَّعَدَ يَتَّعِدُ اتِّعادًا، فَهُوَ مُتَّعِدٌ، وذاكَ مُتَّعَدٌ، واتَّسَرَ يَتَّسِرُ اتِّسارًا، فَهُوَ مُتَّسِرٌ، وذاكَ مُتَّسَرٌ)، وقَدْ يُقالُ: (ايْتَعَدَ ياتَعِدُ، فَهُوَ مُوتَعِدٌ، وذاكَ مُوتَعَدٌ، وايْتَسَرَ ياتَسِرُ، فَهُوَ مُوتَسِرٌ، وذاكَ مُوتَسَرٌ بِهِ، وهَذا مَكانٌ مُوتَسَرٌ فِيهِ)، وحُكْمُ (ودَّ يَوَدُّ) كَحُكْمِ (عَضَّ يَعَضُّ)، وتَقُولُ فِي الأَمْرِ: (اِيدَدْ، كاعْضَضْ).
الثّانِي:
المُعْتَلُّ العَيْنِ، ويُقالُ لَهُ: الأَجْوَفُ وذُو الثَّلاثَةِ، لِكَوْنِ ماضِيهِ عَلى ثَلاثَةِ أحْرُفٍ، إذا أخْبَرْتَ عَنْ نَفْسِكَ، نَحْوُ: (قُلْتُ وبِعْتُ)، فالمُجَرَّدُ مِنهُ: تُقْلَبُ عَيْنُهُ فِي الماضِي ألِفًا، سَواءٌ كانَ واوًا أوْ ياءً لِتَحَرُّكِهِما وانْفِتاحِ ما قَبْلَهُما، نَحْوُ: (صانَ وباعَ). فَإنِ اتَّصَلَ بِهِ ضَمِيرُ المُتَكَلِّمِ أوِ المُخاطَبِ أوْ جَمْعُ المُؤَنَّثَةِ الغائِبَةِ: نُقِلَ (فَعَلَ) مِنَ الواوِيِّ إلى (فَعُلَ)، ومِنَ اليائِيِّ إلى (فَعِلَ) دَلالَةً عَلَيْهِما، ولَمْ يُغَيَّرْ (فَعُلَ، ولا فَعِلَ) إذا كانا أصْلِيَّيْنِ ونُقِلَتِ الضَّمَّةُ والكَسْرَةُ إلى الفاءِ، وحُذِفَتِ العَيْنُ لاِلْتِقاءِ السّاكِنَيْنِ، فَتَقُولُ: (صانَ صانا صانُوا، صانَتْ صانَتا صُنَّ، صُنْتَ صُنْتُما صُنْتُمْ، صُنْتِ صُنْتُما صُنْتُنَّ، صُنْتُ صُنّا). وتَقُولُ فِي اليائِيِّ: (باعَ باعا باعُوا، باعَتْ باعَتا بِعْنَ، بِعْتَ بِعْتُما بِعْتُمْ، بِعْتِ بِعْتُما بِعْتُنَّ، بِعْتُ بِعْنا). وإذا بَنَيْتَهُ لِلْمَفْعُولِ: كَسَرْتَ الفاءَ مِنَ الجَمِيعِ، فَقُلْتَ: (صِينَ) إلى آخِرِهِ، وإعْلالُهُ بِالنَّقْلِ والقَلْبِ، و(بِيعَ) وإعْلالُهُ بِالنَّقلِ. وتَقُولُ فِي المُضارِعِ: (يَصُونُ ويَبِيعُ) وإعْلالُهُما بِالنَّقْلِ، و(يَخافُ ويَهابُ) وإعْلالُهُما بِالنَّقْلِ والقَلْبِ.
ويَدْخُلُ الجازِمُ عَلى المُضارِعِ: فَتَسْقُطُ العَيْنُ إذا سَكَنَ ما بَعْدَها، وتَثْبُتُ إذا تَحَرَّكَ ما بَعْدَها، تَقُولُ: (لَمْ يَصُنْ لَمْ يَصُونا لَمْ يَصُونُوا، لَمْ تَصُنْ لَمْ تَصُونا لَمْ يَصُنَّ، لَمْ تَصُنْ لَمْ تَصُونا لَمْ تَصُونُوا، لَمْ تَصُونِي لَمْ تَصُونا لَمْ تَصُنَّ، لَمْ أصُنْ لَمْ نَصُنْ)، وهَكَذا قِياسُ: (لَمْ يَبِعْ لَمْ يَبِيعا لَمْ يَبِيعُوا) إلى آخِرِهِ، و(لَمْ يَخَفْ لَمْ يَخافا لَمْ يَخافُوا) إلى آخِرِهِ. وقِسْ عَلَيْهِ الأَمْرَ نَحْوُ: (صُنْ صُونا صُونُوا، صُونِي صُونا صُنَّ).
وبِالتَّأْكِيدِ: (صُونَنَّ صُونانِّ صُونُنَّ، صُونِنَّ صُونانِّ صُنْنانِّ)، وبِالخَفِيفَةِ: (صُونَنْ صُونُنْ صُونِنْ، وبِعْ بِيعا بِيعُوا، بِيعِي بِيعا بِعْنَ، وخَفْ خافا خافُوا، خافِي خافا خَفْنَ). وبِالتَّأْكِيدِ: (بِيعَنَّ بِيعانِّ بِيعُنَّ، بِيعِنَّ بِيعانِّ بِعْنانِّ، وخافَنَّ خافانِّ خافُنَّ، خافِنَّ خافانِّ خَفْنانِّ)، وكَذا تَقُولُ فِي الخَفِيفَةِ: (صُونَنْ وبِيعَنْ وخافَنْ) إلى الآخِرِ.
ومَزِيدُ الثُّلاثِيِّ لا يُعْتَلُّ مِنهُ إلّا أرْبَعَةُ أبْنِيَةٍ، وهِيَ: (أجابَ يُجِيبُ إجابَةً)، والأَصْلُ: (إجْوابًا) أُعْتُلَّ بِالنَّقْلِ والقَلْبِ، فاجْتَمَعَ ألِفانِ، فَحُذِفَتْ إحْداهُما وعُوِّضَ مِنهُ التّاءُ، و(اسْتَقامَ يَسْتَقِيمُ اسْتِقامَةً، وانْقادَ يَنْقادُ انْقِيادًا، واخْتارَ يَخْتارُ اخْتِيارًا). وإذا بَنَيْتَها لِلْمَفْعُولِ قُلْتَ: (أُجِيبَ يُجابُ، واسْتُقِيمَ يُسْتَقامُ، وانْقِيدَ يُنْقادُ، واخْتِيرَ يُخْتارُ)، والأَمْرُ مِنها: (أجِبْ أجِيبا أجِيبُوا، واسْتَقِمْ اِسْتَقِيما اِسْتَقِيمُوا، وانْقَدْ اِنْقادا اِنْقادُوا، واخْتَرْ اِخْتارا اِخْتارُوا). ويَصِحُّ نَحْوُ: (قَوَّلَ وتَقَوَّلَ وقاوَلَ وتَقاوَلَ، وزَيَّنَ وتَزَيَّنَ، وسايَرَ وتَسايَرَ، واسْوَدَّ واسْوادَّ، وابْيَضَّ وابْياضَّ) وكَذا سائِرُ تَصارِيفِها.
واسْمُ الفاعِلِ مِنَ الثُّلاثِيِّ المُجَرَّدِ، يُعْتَلُّ بِالهَمْزَةِ عَيْنُهُ: (كَصائِنٍ وبائِعٍ)، ومِنَ المَزِيدِ فِيهِ يُعْتَلُّ بِما اعْتَلَّ بِهِ المُضارِعُ: (كَمُجِيبٍ ومُسْتَقِيمٍ ومُنْقادٍ ومُخْتارٍ).
واسْمُ المَفْعُولِ مِنَ الثَّلاثِيِّ المُجَرَّدِ يُعْتَلُّ بِالنَّقْلِ وبِالحَذْفِ: (كَمَصُونٍ ومَبِيعٍ).
والمَحْذُوفُ واوُ المَفْعُولِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وعَيْنُ الفِعْلِ عِنْدَ أبِي الحَسَنِ الأَخْفَشِ، وبَنُو تَمِيمٍ يُثْبِتُونَ الياءَ، فَيَقُولُونَ: (مَبْيُوعٌ).
واسْمُ المَفْعُولِ مِنَ المَزِيدِ فِيهِ يُعْتَلُّ بِالنَّقْلِ وبِالقَلْبِ، إنِ اعْتُلَّ فِعْلُهُ: (كَمُجابٍ ومُسْتَقامٍ ومُنْقادٍ ومُخْتارٍ).
والثّالِثُ:
المُعْتَلُّ اللّامِ، ويُقالُ لَهُ: النّاقِصُ وذُو الأَرْبَعَةِ، لِكَوْنِ ماضِيهِ عَلى أرْبَعَةِ أحْرُفٍ إذا أخْبَرْتَ عَنْ نَفْسِكَ. فالمُجَرَّدُ: تُقْلَبُ الواوُ والياءُ مِنهُ ألِفًا، إذا تَحَرَّكَتا وانْفَتَحَ ما قَبْلَهُما: (كَغَزا ورَمى وعَصا ورَحى)، وكَذَلِكَ الفِعْلُ الزّائِدُ عَلى الثَّلاثَةِ: (كَأَعْطى واشْتَرى واسْتَقْصى). واسْمُ المَفْعُولِ مِنهُ: (كالمُعْطى والمُشْتَرى والمُسْتَقْصى)، وكَذا إذا لَمْ يُسَمَّ الفاعِلُ مِنَ المُضارِعِ كَقَوْلِكَ: (يُعْطى ويُشْتَرى ويُغْزى ويُرْمى). وأَمّا الماضِي: فَتُحْذَفُ اللّامُ مِنهُ فِي مِثالِ (فَعَلُوا) مُطْلَقًا، وفِي مِثالِ: (فَعَلَتْ، وفَعَلَتا) إذا انْفَتَحَ العَيْنُ. وتَثْبُتُ فِي غَيْرِها فَتَقُولُ: (غَزا غَزَوا غَزَوْا، غَزَتْ غَزَتا غَزَوْنَ، غَزَوْتَ غَزَوْتُما غَزَوْتُمْ، غَزَوْتِ غَزَوْتُما غَزَوْتُنَّ، غَزَوْتُ غَزَوْنا، ورَمى رَمَيا رَمَوْا، رَمَتْ رَمَتا رَمَيْنَ، رَمَيْتَ رَمَيْتُما رَمَيْتُمْ، رَمَيْتِ رَمَيْتُما رَمَيْتُنَّ، رَمَيْتُ رَمَيْنا، ورَضِيَ رَضِيا رَضُوا، رَضِيَتْ رَضِيَتا رَضِينَ، رَضِيتَ رَضِيتُما رَضِيتُمْ، رَضِيتِ رَضِيتُما رَضِيتُنَّ، رَضِيتُ رَضِينا)، وكَذَلِكَ: (سَرُوَ سَرُوا سَرُوا، سَرُوَتْ سَرُوَتا سَرُونَ، سَرُوتَ سَرُوتُما سَرُوتُمْ، سَرُوتِ سَرُوتُما سَرُوتُنَّ، سَرُوتُ سَرُونا). وإنَّما فَتَحْتَ ما قَبْلَ واوِ الضَّمِيرِ فِي: (غَزَوْا ورَمَوْا)، وضَمَمْتَ ما قَبْلَها فِي: (رَضُوا وسَرُوا) لأَنَّ واوَ الضَّمِيرِ إذا اتَّصَلَتْ بِالفِعْلِ النّاقِصِ بَعْدَ حَذْفِ اللّامِ، فَإنِ انْفَتَحَ ما قَبْلَها: أُبْقِيَ عَلى الفَتْحَةِ، وإنِ انْضَمَّ أوْ كُسِرَ: ضُمَّ. وأَصْلُ: رَضُوا (رَضِيُوا) نُقِلَتْ ضَمَّةُ الياءِ إلى الضّادِ، وحُذِفَتِ الياءُ لاِلْتِقاءِ السّاكِنَيْنِ.
وأَمّا المُضارِعُ: فَتُسْكَنُ الواوُ والياءُ والأَلِفُ مِنهُ فِي الرَّفْعِ، وتُحْذَفُ فِي الجَزْمِ، وتُفْتَحُ الواوُ والياءُ فِي النَّصْبِ، وتَثْبُتُ الأَلِفُ فِي حالِ النَّصْبِ كَما فِي الرَّفْعِ.
ويُسْقِطُ الجازِمُ والنّاصِبُ النُّوناتِ، سِوى نُونِ جَماعَةِ المُؤَنَّثِ، فَتَقُولُ: (لَمْ يَغْزُ لَمْ يَغْزُوا لَمْ يَغْزُوا، لَمْ تَغْزُ لَمْ تَغْزُوا لَمْ يَغْزُونَ، لَمْ تَغْزُ لَمْ تَغْزُوا لَمْ تَغْزُوا، لَمْ تَغْزِي لَمْ تَغْزُوا لَمْ تَغْزُونَ، لَمْ أغْزُ لَمْ نَغْزُ، ولَمْ يَرْمِ لَمْ يَرْمِيا لَمْ يَرْمُوا، ولَمْ يَرْضَ لَمْ يَرْضَيا لَمْ يَرْضَوا، ولَنْ يَغْزُوَ لَنْ يَغْزُوا، ولَنْ يَرْمِيَ ولنْ يَرْضى).
وتَثْبُتُ لامُ الفِعْلِ فِي فِعْلِ الاِثْنَيْنِ وجَماعَةِ الإناثِ، وتُحْذَفُ مِن فِعْلِ جَماعَةِ الذُّكُورِ وفِعْلِ الواحِدَةِ المُخاطَبَةِ، فَتَقُولُ: (يَغْزُو يَغْزُوانِ يَغْزُونَ، تَغْزُو تَغْزُوانِ يَغْزُونَ، تَغْزُو تَغْزُوانِ تَغْزُونَ، تَغْزِينَ تَغْزُوانِ تَغْزُونَ، أغْزُو نَغْزُو).
ويَسْتَوِي فِيهِ لَفْظُ جَماعَةِ الذُّكُورِ والإناثِ فِي الخِطابِ والغَيْبَةِ جَمِيعًا، ويَخْتَلِفُ التَّقْدِيرُ، فَوَزْنُ جَمْعِ المُذَكَّرِ: (يَفْعُونَ وتَفْعُونَ)، ووَزْنُ جَمْعِ المُؤَنَّثِ: (يَفْعُلْنَ وتَفْعُلْنَ). وتَقُولُ: (يَرْمِي يَرْمِيانِ يَرْمُونَ، تَرْمِي تَرْمِيانِ يَرْمِينَ، تَرْمِي تَرْمِيانِ تَرْمُونَ، تَرْمِينَ تَرْمِيانِ تَرْمِينَ، أرْمِي نَرْمِي)، وأَصْلُ: يَرْمُونَ (يَرْمِيُونَ) فَفُعِلَ بِهِ ما فُعِلَ (بِرَضُوا).
وهَكَذا حُكْمُ كُلِّ ما كانَ ما قَبْلَ لامِهِ مَكْسُورًا: (كَيُهْدِي ويُناجِي ويَرْتَجِي ويَنْبَرِي ويَسْتَدْعِي ويَرْعَوِي ويَعْرَوْرِي). وتَقُولُ: (يَرْضى يَرْضَيانِ يَرْضُونَ، تَرْضى تَرْضَيانِ يَرْضَيْنَ، تَرْضى تَرْضَيانِ تَرْضَوْنَ، تَرْضَيْنَ تَرْضَيانِ تَرْضَيْنَ، أرْضى نَرْضى). وهَكَذا قِياسُ كُلِّ ما كانَ ما قَبْلَ لامِهِ مَفْتُوحًا، نَحْوُ: (يَتَمَطّى ويَتَصابى ويَتَصَدّى ويَتَقَلْسى). ولَفْظُ الواحِدَةِ المُؤَنَّثَةِ فِي الخِطابِ كَلَفْظِ الجَمْعِ المُؤَنَّثِ فِي بابَيْ (يَرْمِي ويَرْضى)، والتَّقْدِيرُ مُخْتَلِفٌ، فَوَزْنُ الواحِدَةِ: (تَفْعِينَ وتَفْعَيْنَ)، ووَزْنُ الجَمْعِ: (تَفْعِلْنَ وتَفْعَلْنَ).
والأَمْرُ مِنها: (اغْزُ اغْزُوا اغْزُوا، اغْزِي اغْزُوا اغْزُونَ، وارْمِ ارْمِيا ارْمُوا، ارْمِي ارْمِيا ارْمِينَ، وارْضَ ارْضَيا ارْضَوْا، ارْضَيْ ارْضَيا ارْضَيْنَ)، فَإذا أدْخَلْتَ عَلَيْهِ نُونَ التَّأْكِيدِ: أُعِيدَتِ اللّامُ المَحْذُوفَةُ، فَقُلْتَ: (اغْزُوَنَّ اغْزُوانِّ، وارْمِيَنَّ ارْمِيانِّ، وارْضَيَنَّ ارْضَيانِّ).
واسْمُ الفاعِلِ مِنها: (غازٍ غازِيانِ غازُونَ، غازِيَةٌ غازِيَتانِ غازِياتٌ، وغَوازٍ)، وكَذَلِكَ: (رامٍ وراضٍ)، وأَصْلُ: غازٍ (غازِوٌ) قُلِبَتِ الواوُ ياءً لِتَطَرُّفِها وانْكِسارِ ما قَبْلَها، كَما قُلِبَتْ فِي: (غُزِيَ)، ثُمَّ قالُوا: (غازِيَةٌ) لأَنَّ المُؤَنَّثَ فَرْعُ المُذَكَّرِ والتّاءُ طارِئَةٌ.
وتَقُولُ فِي المَفْعُولِ مِنَ الواوِيِّ: (مَغْزُوٌّ)، ومِنَ اليائِيِّ: (مَرْمِيٌّ) والأَصْلُ: (مَرْمُويٌ) تُقْلَبُ الواوُ ياءً ويُكْسَرُ ما قَبْلَها، لأَنَّ الواوَ والياءَ إذا اجْتَمَعَتا فِي كَلِمَةٍ واحِدَةٍ، والأُولى مِنهُما ساكِنَةٌ: قُلِبَتِ الواوُ ياءً وأُدْغِمَتِ الياءُ فِي الياءِ، وتَقُولُ فِي (فَعُولٍ) مِنَ الواوِيِّ: (عَدُوٌّ)، ومِنَ اليائِيِّ: (بَغِيٌّ). وفِي (فَعِيلٍ) مِنَ الواوِيِّ: (صَبِيٌّ)، ومِنَ اليائِيِّ: (شَرِيٌّ).
والمَزِيدُ فِيهِ: تُقْلَبُ واوُهُ ياءً، لأَنَّ كُلَّ واوٍ إذا وقَعَتْ رابِعَةً فَصاعِدًا ولَمْ يَكُنْ ما قَبْلَها مَضْمُومًا: قُلِبَتْ ياءً لِثِقَلِ الكَلِمَةِ، فَتَقُولُ: (أعْطى يُعْطِي، واعْتَدى يَعْتَدِي، واسْتَرْشى يَسْتَرْشِي)، وتَقُولُ مَعَ الضَّمِيرِ: (أعْطَيْتُ واعْتَدَيْتُ واسْتَرْشَيْتُ)، وكَذَلِكَ: (تَغازَيْنا وتَراجَيْنا).
الرّابِعُ:
المُعْتَلُّ العَيْنِ واللّامِ، ويُقالُ لَهُ: اللَّفِيفُ المَقْرُونُ، فَتَقُولُ: (شَوى يَشْوِي شَيًّا)، مِثْلَ: (رَمى يَرْمِي رَمْيًا، وقَوِيَ يَقْوى قُوَّةً، ورَوِيَ يَرْوى رَيًّا)، مِثْلَ: (رَضِيَ يَرْضى رَضْيًا، فَهُوَ رَيّانُ، وامْرَأَةٌ رَيّا)، مِثْلَ: (عَطْشانٍ وعَطْشى، وأَرْوى يُرْوِي، كَأَعْطى يُعْطِي، وحَيِيَ يَحْيا، كَرَضِيَ يَرْضى، وحَيَّ يَحْيا حَياةً، فَهُوَ حَيٌّ، وحَيّا وحَيِيا، فَهُما حَيّانِ، وحَيُّوا وحَيِيُوا، فَهُمْ أحْياءٌ)، ويَجُوزُ فِيهِ: (حَيُوا) بِالتَّخْفِيفِ: (كَرَضُوا). والأَمْرُ مِنهُ: (اِحْيَ كارْضَ، وأَحْيا يُحْيِي إحْياءً، كَأَعْطى يُعْطِي، وحايا يُحايِي مُحاياةً، واسْتَحْيا يَسْتَحْيِي اسْتِحْياءً). والأَمْرُ مِنهُ: (اسْتَحْيِ)، ومِنهُمْ مَن يَقُولُ: (اسْتَحى يَسْتَحِي اسْتَحِ)، وذَلِكَ الحَذْفُ لِكَثْرَةِ الاِسْتِعْمالِ كَما قالُوا: (لا أدْرِ) فِي (لا أدْرِي).
الخامِسُ:
المُعْتَلُّ الفاءِ واللّامِ، ويُقالُ لَهُ: اللَّفِيفُ المَفْرُوقُ، فَتَقُولُ فِي: وقى يَقِي (وقى وقَيا وقَوْا: كَرَمى رَمَيا رَمَوْا. ويَقِي يَقِيانِ يَقُونَ: كَيَرْمِي يَرْمِيانِ يَرْمُونَ). وفِي الأَمْرِ: (قِ)، فَيَصِيرُ عَلى حَرْفٍ واحِدٍ، ويَلْزَمُهُ الهاءُ فِي الوَقْفِ نَحْوُ: (قِهْ قِيا قُوا، قِي قِيا قِينَ). وتَقُولُ فِي التَّأْكِيدِ: (قِيَنَّ قِيانِّ قُنَّ، قِنَّ قِيانِّ قِينانِّ)، وبِالخَفِيفَةِ: (قِيَنْ قُنْ قِنْ)، وتَقُولُ: (وجِيَ يَوْجى، كَرَضِيَ يَرْضى)، والأَمْرُ: (اِيجَ، كارْضَ).
والسّادِسُ:
المُعْتَلُّ الفاءِ والعَيْنِ (كَيَيْنَ)، وذَلِكَ فِي اسْمِ مَكانٍ (ويَوْمٍ، ووَيْلٍ)، ولا يُبْنى مِنهُ فِعْلٌ.
والسّابِعُ:
المُعْتَلُّ الفاءِ والعَيْنِ واللّامِ، وذَلِكَ واوٌ وياءٌ لاِسْمَي الحَرْفَيْنِ.
حُكْمُ المَهْمُوزِ فِي تَصارِيفِ فِعْلِهِ: كَحُكْمِ الصَّحِيحِ، لأَنَّ الهَمْزَةَ حَرْفٌ صَحِيحٌ، لَكِنَّها قَدْ تُخَفَّفُ إذا وقَعَتْ غَيْرَ الأَوَّلِ، لأَنَّها حَرْفٌ شَدِيدٌ مِن أقْصى الحَلْقِ، فَتَقُولُ: (أمَلَ يَأْمُلُ، كَنَصَرَ يَنْصُرُ)، والأَمْرُ: (أُومُلْ) بِقَلْبِ الهَمْزَةِ واوًا، لأَنَّ الهَمْزَتَيْنِ إذا التَقَتا فِي كَلِمَةٍ واحِدَةٍ وثانِيَتُهُما ساكِنَةٌ: وجَبَ قَلْبُها بِجِنْسِ حَرَكَةِ ما قَبْلَها (كَآمَنَ وأُومِنَ وإيْمانٍ)، فَإنْ كانَتِ الأُولى هَمْزَةَ وصْلٍ: تَعُودُ الثّانِيَةُ هَمْزَةً عِنْدَ الوَصْلِ إذا انْفَتَحَ ما قَبْلَها، نَحْوُ: (وأْمُلْ).
وحُذِفَتِ الهَمْزَةُ فِي: (خُذْ وكُلْ ومُرْ) عَلى غَيْرِ القِياسِ لِكَثْرَةِ الاِسْتِعْمالِ، وقَدْ يَجِيءُ (مُرْ) عَلى الأَصْلِ عِنْدَ الوَصْلِ، كَقولِهِ تَعالى: (وأْمُرْ أهْلَكَ بِالصَّلاةِ). و(أزَرَ يَأْزِرُ، وهَنَأَ يَهْنِئُ، كَضَرَبَ يَضْرِبُ)، والأَمْرُ: (إيْزَرْ). وأَدُبَ يَأْدُبُ، كَكَرُمَ يَكْرُمُ)، والأَمْرُ: (أُودُبْ). و(سَأَلَ يَسْأَلُ، كَمَنَعَ يَمْنَعُ)، والأَمْرُ: (اِسْأَلْ).
ويَجُوزُ بِالتَّخْفِيفِ: (سالَ يَسالُ سَلْ. وآبَ يَؤُوبُ، وساءَ يَسُوءُ، كَصانَ يَصُونُ. وجاءَ يَجِيءُ، كَكالَ يَكِيلُ، فَهُوَ ساءٍ، وجاءٍ. وأَسا يأْسُو، كَدَعا يَدْعُو. وأَتى يَأْتِي، كَرَمى يَرْمِي)، والأَمْرُ مِنهُ: (اِيتِ). ومِنهُمْ مَن يَقُولُ: (تِ)، تَشْبِيهًا: (بِخُذْ. ووَأى يَئِي، كَوَقى يَقِي. وأَوى يَأْوِي أيًّا، كَشَوى يَشْوِي شَيًّا)، والأَمْرُ: (اِيوِ. ونَأى يَنْأى، كَرَعى يَرْعى).
وكَذا قِياسُ: (رَأى يَرْأى)، لَكِنَّ العَرَبَ قَدِ اجْتَمَعَتْ عَلى حَذْفِ الهَمْزَةِ مِن مُضارِعِهِ، فَقالُوا: (يَرى يَرَيانِ يَرَوْنَ، تَرى تَرَيانِ يَرَيْنَ، تَرى تَرَيانِ تَرَوْنَ، تَرَيْنَ تَرَيانِ تَرَيْنَ، أرى نَرى). واتَّفَقَ فِي خِطابِ المُؤَنَّثِ لَفْظُ الواحِدَةِ والجَمْعِ، لَكِنَّ وزْنَ الواحِدَةِ: (تَفَيْنَ)، والجَمْعِ: (تَفَلْنَ)، وإذا أمَرْتَ مِنهُ قُلْتَ عَلى الأَصْلِ: (اِرْءَ، كارْعَ)، وعَلى الحَذْفِ: (رَ)، ويَلْزَمُهُ الهاءُ فِي الوَقْفِ، فَتَقُولُ: (رَهْ رَيا رَوْا، رَيْ رَيا رَيْنَ)، وبِالتَّأْكِيدِ: (رَيَنَّ رَيانِّ رَوُنَّ، رَيِنَّ رَيانِّ رَيْنانِّ)، وبِالخَفِيفَةِ: (رَيَنْ رَوُنْ رَيِنْ، فَهُوَ راءٍ رائِيانِ راؤُونَ، كَراعٍ راعِيانِ راعُونَ، وذاكَ مَرْئِيٌّ كَمَرْعِيٍّ).
وبِناءُ (أفْعَلَ) مِنهُ مُخالِفٌ لأَخَواتِهِ أيْضًا، فَتَقُولُ: (أرى يُرِي إراءَةً، وإراءً، وإرايَةً، فَهُوَ مُرٍ مُرِيانِ مُرُونَ، مُرِيَةٌ مُرِيَتانِ مُرِياتٌ، وذاكَ مُرًى مُرَيانِ مُرَوْنَ، مُراةٌ مُراتانِ مُرَياتٌ). وتَقُولُ فِي الأَمْرِ مِنهُ: (أرِ أرِيا أرُوا، أرِي أرِيا أرِينَ)، وبِالتَّأْكِيدِ: (أرِيَنَّ أرِيانِّ أرُنَّ، أرِنَّ أرِيانِّ أرِينانِّ). وبِالنَّهْيِ: (لا تُرِ لا تُرِيا لا تُرُوا، لا تُرِي لا تُرِيا لا تُرِينَ)، وبِالتَّأْكِيدِ: (لا تُرِيَنَّ لا تُرِيانِّ لا تُرُنَّ، لا تُرِنَّ لا تُرِيانِّ لا تُرِينانِّ)، وتَقُولُ فِي (افْتَعَلَ) مِن مَهْمُوزِ الفاءِ: (اِيتالَ، كاخْتارَ، واِيتَلى، كاقْتَضى).
وهُوَ مِن (يَفْعِلُ) بِكَسْرِ العَيْنِ، عَلى (مَفْعِلٍ) مَكْسُورَ العَيْنِ: (كالمَجْلِسِ والمَبِيتِ)، ومِن (يَفْعَلُ ويَفْعُلُ) بِفَتْحِ العَيْنِ وضَمِّها عَلى (مَفْعَلٍ) بِالفَتْحِ: (كالمَذْهَبِ والمَقْتَلِ والمَشْرَبِ والمَقامِ والمَدْبَغِ)، وشَذَّ: (المَسْجِدُ والمَشْرِقُ والمَغْرِبُ والمَطْلِعُ والمَجْزِرُ والمَرْفِقُ والمَفْرِقُ والمَسْكِنُ والمَنسِكُ والمَسْقِطُ والمَنبِتُ)، وحُكِيَ الفَتْحُ فِي بَعْضِها وأُجِيزَ فِي كُلِّها، هَذا إذا كانَ الفِعْلُ صَحِيحَ الفاءِ واللّامِ.
وأَمّا غَيْرُهُ فَمِنَ المُعْتَلِّ الفاءِ مَكْسُورٌ عَيْنُهُ أبَدًا: (كالمَوْضِعِ والمَوْعِدِ والمَوْسِمِ والمَوْجِلِ)، ومِنَ المُعْتَلِّ اللّامِ مَفْتُوحٌ أبَدًا: (كالمَأْوى والمَرْمى والمَرْوى والمَقْوى والمَرْعى).
وقَدْ تَدْخُلُ عَلى بَعْضِها تاءُ التَّأْنِيثِ: (كالمَظِنَّةِ والمَقْبَرَةِ والمَشْرَقَةِ)، وشَذَّ: (المَشْرُقَةُ والمَقْبُرَةُ) بِالضَّمِّ.
ومِمّا زادَ عَلى الثَّلاثَةِ: كاسْمِ المَفْعُولِ كالمُدْخَلِ والمُقامِ، وإذا كَثُرَ الشَّيْءُ بِالمَكانِ قِيلَ فِيهِ: (مَفْعَلَةٌ) مِنَ الثُّلاثِيِّ المُجَرَّدِ، فَيُقالُ: (أرْضٌ مَسْبَعَةٌ، ومَأْسَدَةٌ، ومَذْأَبَةٌ، ومَبْطَخَةٌ، ومَقْثَأَةٌ).
وأَمّا اسْمُ الآلةِ: وهُوَ ما يُعالِجُ بِهِ الفاعِلُ المَفْعُولَ لِوُصُولِ الأَثَرِ إلَيْهِ، فيَجِيءُ عَلى مِثالِ: مِفْعَلٍ ومِفْعَلَةٍ ومِفْعالِ (كَمِحْلَبٍ ومِكْسَحَةٍ ومِفْتاحِ ومِصْفاةٍ)، وقالُوا: (مِرْقاةٌ) عَلى هَذا، ومَن فَتَحَ المِيمَ أرادَ المَكانَ.
وشَذَّ: (مُدْهُنٌ ومُسْعُطٌ ومُدُقٌّ ومُنْخُلٌ ومُكْحُلَةٌ ومُحْرُضَةٌ) مَضْمُومَةَ المِيمِ والعَيْنِ، وجاءَ: (مِدَقٌّ ومِدَقَّةٌ) عَلى القِياسِ.
تنبيه
بِناءُ المَرَّةِ مِن مَصْدَرِ الثُّلاثِيِّ المُجَرَّدِ: يَكُونُ عَلى (فَعْلَةٍ) بِالفَتْحِ، فَتَقُولُ: (ضَرَبْتُ ضَرْبَةً، وقُمْتُ قَوْمَةً). ومِمّا زادَ عَلى الثُّلاثَةِ بِزِيادَةِ الهاءِ: (كالإعْطاءَةِ والاِنْطِلاقَةِ) إلّا ما فِيهِ تاءُ التَّأْنِيثِ مِنهُما، فالوَصْفُ فِيهِ بِالواحِدَةِ كَقَوْلِكَ: (رَحِمْتُهُ رَحْمَةً واحِدَةً، ودَحْرَجْتُهُ دَحْرَجَةً واحِدَةً).
و(الفِعْلَةُ) بِالكَسْرِ لِلنَّوْعِ مِنَ الفِعْلِ، تَقُولُ: (هُوَ حَسَنُ الطِّعْمَةِ والجِلْسَةِ)، واللَّهُ أعْلَمُ.
الجزء | القارئ | حمله | سمعه | الحجم | المدة | الاستماع | تحميل |
---|
العنوان | الشيخ | حمله | الحجم | تحميل |
---|
مواعيد أفريل 2024
الآن 46
هذا اليوم 1539
بالامس 5491
لهذا الأسبوع 7030
لهذا الشهر 142812
لهذه السنة 737526
منذ البدء 13007283
تاريخ البدء 2015/05/05
أعلى إحصائية 18201
بتاريخ 2019/11/14