مقال إلى جنودنا البواسل... الشيخ هشام بن خليل الحوسني

إلى جنودنا البواسل...
الأربعاء 12 جويلية 2017    الموافق لـ : 17 شوال 1438

بِسْم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:

أبناءنا وأحبابنا جنود الإمارات البواسل

أخط لكم هذه الكلمات وما هي بخافية على كثير منكم فأنتم فخر مجتمعنا وشرفه، وأنتم من سطرتم بدمائكم أروع البطولات حتى غدا الصغير قبل الكبير يغبطكم على ما أنتم فيه من فضل ورفعة.

قال ﷺ: " رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها "[رواه البخاري ومسلم].

أذكركم أحبابنا بعظم الأمر الذي أقدمتم عليه، وكريم جزائه عند رب العالمين إن احتسبتم الأجر وأخلصتم النية لباريكم، واستحضرتم عظيم فضله وإنعامه، لاسيما وأنكم تقاتلون تحت راية واضحة، راية ولي أمرنا ووالدنا خليفة بن زايد حفظه الله ورعاه وحكومتنا الرشيدة التي بادرت وسارعت للمشاركة في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية حرسها الله للدفاع عن بلاد الإسلام، ونصرة الشعب اليمني المظلوم، ودفعاً لشر مجوسي ظالم غشوم، إن تمكن من أرض الإسلام عاث فيها فساداً ونشر فيها زندقته، وسفك دم الصغير قبل الكبير، وشرد الأرملة والمسكين، وجعل تلك الديار خراباً يباباً.

نعم أبطالنا وفخرنا..

إن ما ذهبتم إليه ليس بأمر هين، بل هو مما يتنافس عليه الشرفاء لنيل مجده وسؤدده. وأي مجد هذا حينما يكون سعيكم في طاعة الله، وابتغاء رضوانه وترك نعيم الدنيا وملذاتها إلى غبار المعارك وصليل السلاح.

يقول ﷺ: " عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله". في هذه اللحظات تظهر معادن الناس ويتمحص الصادق من غيره. وقد أثبتم والله أنكم من خيار المعادن وأنفسها، فلله دركم، وعلى الله أجركم، وعلى هذا عهدناكم، وبهذا عرفناكم ..

فاثبتوا يا رعاكم الله واصبروا وصابروا واتقوا الله لعلكم تفلحون. وتوكلوا على الله وتضرعوا إليه في كل وقت وحين وأحسنوا الظن بربكم فما خاب عَبْدٌ تعلق قلبه بالله، وما ضاع امرءٌ فوض أمره إلى باريه ومولاه، وثقوا وأيقنوا بنصر الله، ووالله لن يخزيكم الله وأنتم مقبلون عليه، قائمون بفرائضه، راجون فضله ورضوانه.

فالله الله إخواني وأحبابي في هذا الأمر، فإن الأمة قد اشرأبت أعناقها تنظر إلى حسن صنيعكم، وجميل فعالكم، ونكايتكم بالعدو، فأروا الله من أنفسكم خيرا. ولا تلتفتوا إلى مدح الناس لكم- وإن كنتم أهلاً لذلك- ولا تغتروا بقوتكم، واستعينوا بالله واصبروا فإن النصر مع الصبر وإن مع العسر يسراً.

حفظكم الله في حلكم وترحالكم، وضاعف أجركم وجزاءكم، وأحسن عاقبتكم، وكسر شوكة عدوكم، وأخزى الله بكم الحوثي ومن عاونه، وأذلهم ومكنكم من رقابهم. إنه ولي ذلك والقادر عليه..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

د. هشام بن خليل بن إبراهيم الحوسني
يوم الثلاثاء
٢٤ من ذي القعدة ١٤٣٦ هـ
الموافق ٨ من سبتمبر ٢٠١٥ م