مقال السّرورية فتنة إخوانية تتدثر بالطريقة السنية الشيخ أحمد بن مبارك بن قذلان المزروعي

السّرورية فتنة إخوانية تتدثر بالطريقة السنية
الأربعاء 12 جويلية 2017    الموافق لـ : 17 شوال 1438

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله الذي اصطفى وعلى آله وصحبه أولي النُهى, أما بعد …

فإن أهل السنة والجماعة-حقاً وصدقًا – سائرون في طريق واحد, متمسكون بكتاب واحد, يسيرون على نهج واحد متألفٍ من السنة والجماعة, فهم أهل السنة الذين تمسكوا بها عقيدة ومنهجاً وعلماً وعملاً وأخلاقاً ومعاملة, وهم أهل الجماعة الذين تمسكوا بما كانت عليه الجماعة الأولى من الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم من الأئمة المعتبرين , وحرصوا كذلك على لزوم جماعة المسلمين تحت ظل ولاة أمر المسلمين.

ولله الحمد وله الفضل لم تغيّرهم أمواج الفتن المتلاطمة, ولم تزحزحهم عواصف الشبهات والشهوات المتوالية , فهم النجوم المنيرة في ظلمات الليل , وهم الطريق الواحد المستقيم بين تلك الطرق المتفرقة المنحرفة.

إلا أنه –وبحكمة من الله ومع بيان الحق ووضوح طريقه- لا يزال بين الفينة والأخرى يظهر من الجماعات والأفراد من يتسمى باسمهم ممن ليس منهم, أو يتشبه بهم من ليس على طريقتهم ممن يدعي التمسك بالسنة, مما ينتج عنه تحيّر بعض العوام فلا يميزون بين أهل الحق ومن تشبه بهم, وكذلك قد يتسبب فيتأثر بعض طلاب العلم بهم؛ لإظهارهم مشابهة أهل الحق والسنة, فمن أجل ذلك حرص أهل السنة والجماعة في كل عصر ومصر على توضيح العقيدة والمنهج بالتربية والتصفية, وبالتخلية والتحلية, وبالتقرير والتحذير, تربية على الحق وتصفية للباطل , تخلية من الشر وتحلية بالخير , تقريراً للسنة وتحذيرًا من البدعة وأهلها.

  •    وإن المتأمل في حال المسلمين في العصور الأولى ليجد أنه لم يكن لهم اسم غير المسلمين, فلما خرجت فرقة الخوارج, حذر أهل الإسلام من الخوارج, واحتيج إلى تسمية أهل الإسلام الصافي بأهل السنة والجماعة؛ ليميزوا أنفسهم عما كان عليه الخوارج, من مفارقة السنة والجماعة, مع تحذير أهل السنة والجماعة من الخوارج وما كانوا عليه من تكفير المسلمين والخروج عن جماعتهم وعلى ولاة أمرهم.

 ولما خرج أهل الرأي المذموم الذين تركوا الأحاديث والآثار واعتمدوا على آرائهم, حذر أهل السنة والجماعة من الآراء الفاسدة وتمسكوا بالأحاديث والآثار الواردة, وأطلق عليهم اسم أهل الأثر أو أهل الحديث  ليتميزوا عن أهل الرأي المذموم بما فارقوهم فيه.

 ولما خرج أهل الكلام النافون لبعض صفات الله باسم أهل السنة والجماعة , حذر منهم أهل السنة والجماعة, وانتسبوا إلى السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة المعتبرين, تمييزاً لأنفسهم عما انحرف إليه أهل الكلام من مفارقة السلف الصالح في إثبات صفات الله تعالى على الوجه اللائق به جل وعلا.

وهكذا هم على مرّ الزمن متمسكون بالعقيدة الصافية المستمدة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم, عاملون بها مقررون لها, متمايزون عن غيرهم بأسماء شرعية ,مميزون لغيرهم ممن خالف السنة والجماعة بالتحذير منهم وكشف أباطيلهم  وشبههم و تلبيساتهم, قيامًا بالواجب الشرعي وحماية للشريعة وتحصياً للمجتمع.

وفي هذا الزمان نشأت فرقة الإخوان المسلمين التي أُسست على يد حسن البنا المتوفى 1949م, والتي استمدت أفكارها من الخوارج, وسلوكها من الصوفية مع تنظيمات حزبية سياسية([1]), مع عدم التزام  بالمظهر السني في الأغلب, فكانوا أشبه بالمفكرين المثقفين, فتأثر بهم من تأثر من العامة والدهماء, إلا أنّ البعض قابلهم بالرفض والإنكار لعدم التزامهم بالسنة ظاهراً خصوصاً في دول الخليج.

وأظهروا محاربة العدو اليهودي الصهيوني , مع غلق باب الكلام في أهل البدع بحجة: توحيد صف المسلمين فالوقت لا يسمح والهدف أمامنا أكبر!!! , فراجت الفكرة على بعض الناس وازدادت استمالتهم  لقلوب العامة, فمالوا إليهم واحداً بعد واحد, مع بقاء جملة من الناس لم يوافقوهم على ما هم عليه, مع نوع تعاطف معهم عند البعض.

فجاء من انشق عنهم ممن تغذى بأفكارهم بأسلوب آخر أدهى وأخطر, وهو تبطين المنهج الإخواني بحيث يكون سني الظاهر إخواني الباطن, هذا المنهج الذي نشأ على يد محمد سرور زين العابدين ([2]), فارتدى قميصاً إخوانياً ووضع فوقه عباءة سنية سلفية , وسار يبث منهج الإخوان من تحت تلك العباءة حتى تربّى عليه فئام من الطلاب, لم يكن لهم في أول الأمر الشأن الكبير لا سيما مع وجود علماء أهل السنة وبالخصوص أئمة العصر الأربعة: ابن باز, وابن عثيمين, والألباني, والوادعي رحمهم الله , ولم يكونوا ليرفعوا رؤوسهم ,ولا لينادوا بشعاراتهم وأفكارهم بقوة وصراحة,  ولو حاول أحد ذلك ردّ عليه العلماء, ولم يكن لكلمته وفكره التأثير الكبير.

 فسلكوا مسلك المكر والخداع فكان لسان حالهم مع طلابهم: (خذوا من العلماء لكن قيادتكم بيد من تربى على يد جماعة الإخوان), ثم قاموا بإثارة الشبه في نفوس طلاب العلم ليفصلوا بينهم وبين العلماء, فزعزعوا ثقتهم بالعلماء: (بأن علماءكم علماء في الفقه والحديث, ونحن علماء فقه الواقع, هم علماء حيض ونفاس ونحن أدرى بحال الناس), فتربّى هذا النوع من الطلاب مندساً تحت العلماء موجَّهاً من قبل الإخوانية المبطنة- والعلماء منهم براء – فنشأ أفراخ الإخوان وهم السروريون في هذا المناخ , ثم كبروا في أعين الناس على أنهم دعاة السنة, فانجرف كثير من العامة  , وانحرفوا عن طريق الجادة.

 والخطة المرتقبة وقتئذٍ(العلماء سيموتون ونحن الوارثون) وبالفعل وبعد مرور الأعوام, جاء ما لا مفرّ لنا منه, فابتلينا بفقد بعض العلماء وموتهم واحداً تلو الآخر في سنوات متقاربة ([3]) ,فرفع أصحاب هذا المنهج السام رؤوسهم وسمّموا عقول اتباعهم ومالت قلوب كثير من العامة إليهم.

فانتشر دعاتهم في المساجد والملتقيات, وذاع صيتهم عبر كل وسيلة إعلام, وهم يقررون الأصول الإخوانية بأسماء وألقاب سنية سلفية, ويؤولون نصوص الكتاب والسنة على طريقة قطبية بنائية([4]), ثم استغلوا أعلام السنة كابن تيمية وابن القيم فاقتطعوا من كلامهم ما يخدم منهجهم, واتخذوا من ذكر علماء السنة كابن باز والألباني وابن عثيمين رحمهم الله في دروسهم ومحاضراتهم ومقالاتهم وسيلة؛ ليوهموا الناس أنهم على طريقتهم, تلبيساً على الناشئة من طلاب العلم, وتجميعاً لأكبر عدد من العامة, همّهم الكثرة للوصول إلى الوحدة المزعومة عندهم! فأصبحوا كما يقال:(المتن سنّي والحاشية إخوانية), فاغتر الناس بهم, وتهافت سفهاء العقول عليهم, وسار ضعفاء البصيرة يركضون خلفهم, ظانّين أن السّرورية الإخوانية هي السلفية السنية الحقيقية.

   و انتقل السروريون من مرحلة الضعف إلى مرحلة القوة؛ إذ الاتباع كثر والعامة خلفهم والمغفلون من طلاب العلم يؤيدونهم, لسان حالهم :”قولوا ونحن رهن إشارتكم, سيروا ونحن وراءكم”, فأخذ السروريون يطعنون في ورثة العلماء صراحة يرمونهم بأنهم علماء السلاطين, وأن فتاواهم تخضع للضغوطات والسلطات مع عدم فقههم للواقع([5]), وأنهم أهل طعن فينا نحن الدعاة, فهم غلاة جرح لا تعديل عندهم, هم سعاة تفريق لا جمع عندهم ,وتصفية لا توحيد للصف يهمهم…افتراءات لإسقاط مكانة العلماء حتى تخلو لهم الساحة ويتمكنوا من قيادة المجتمعات.

  وكان أقوى وقت في خروجهم وأكثر الأحوال الكاشفة لهم: حال الفتن فبرزوا بقوة في حرب الخريج 1991 , وتراهم اليوم في فتنة الربيع العربي يكشرون عن أنيابهم ويظهرون مناهجهم, مستغلين الفتن المتشابه في التلبيس على اتباعهم والطعن في علمائهم وحكامهم.

وقد شهد شاهد من أهلهم فقال القرضاوي خطيب الفتنة :”ومنهم السلفيون الجدد ، الذين يسمّيهم بعض الناس ( السّروريين ) وهم الذين اهتمّوا للجانب السياسي ، مع  الجانب العقدي ، ونقد الأوضاع العامة ، المحلّية والدولية ، وكان لهم موقفهم من دخول الأمريكان إلى المنطقة في حرب الخليج ، وفيهم علماء ودعاة لهم وزنهم مثل المشايخ فهد سلمان العودة ، وسفر الحوالي ، وعايض القرني”([6]).

ففي أثناء هذه الأحداث وهذه الدعايات دخل عدد من الشباب ومن طلاب العلم ليسوا بالقليل في هذه الدعوة الصاخبة, ذات الشعارات الرنانة يتهافتون إليها كتهافت الفراش في النار, منهم من يحبّ السنة -المقاصد حسنة والغفلة مسيطرة- فتأثروا بالسّرورية ولم يبق عندهم شك بأنها هي هي الطريقة السنية السلفية التي كان عليها الصحابة ومن تبعهم.

ومما زاد الأمر غموضاً وتلبيساً أن تسمى السروريون صراحة بالسلفية, فنشأت جماعات تدّعي السلفية زوراً, سلفية مقيدة بوصف أو مكان, وغير مقيدة دعوات كاذبة وحقائق مزيفة في الانتساب إلى السنة الصافية ([7])كلهم كما أنشد بعضهم:

وكل يدعي وصلاً بليلى….وليلي لا تقر لهم بذاكا.

ذهب جيل وجاء جيل آخر, لم يرَ إلا هذه السلفية المبطنة فاغتر بها وأخذ من رموزها فتأثر بها , وشتان بين الجيلين شتان بين جيل تربّى على السنة والحرص على الجماعة, وجيل تربّى على التعصب للجماعة وتأييد الحزبيات.

 شتان بين جيل تربّى على علم الكتاب والسنة, وجيل تربى على القصص والتمثيليات وما يثير العاطفة من الأناشيد المصحوبة بالألحان والآهات.

 شتان بين جيل تربّى على محبة الصحابة والتأسي بهم والسير على طريقتهم وطريقة التابعين والأئمة المتبعين, وجيل تربى على محبة حسن البنا ,وسيد قطب ومحمد قطب والمودودي والصاوي وغيرهم, من الإخوان المسلمين.

فالسلفية الحقة في واد وهم في واد؛ إذ السلفية الحقة شيء وراء تلك الدعاوي كلّها, لم يعرف حقيقتها إلا قليل من الناس, فالسلفية الحقة مبناها على الكتاب والسنة وفهم خير القرون عقيدة وعلمًا وعملًا وأخلاقاً, السلفية الحقة علم بالحق ورحمة بالخلق, السلفية الحقة أمن وجماعة.

 ولقوة الدعوات الإخوانية, وظهورها برونق الشعارات السلفية السنية, والتستر خلف أعلام أهل السنة تأثر بعض المنتسبين إلى العلم فضلاً عن عامة الناس بهذه التأصيلات الفاسدة, وتلك الشعارات الحزبية الإخوانية السّرورية التي أُلبست لباس السلف والسنة , فمال الناس إليهم أكثر فأكثر, ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وتأصلت تلك الأصول الإخوانية, والآثار القطبية, والتنظيمات البنائية عبر هذه القناة السّرورية الخفية التي تركزت على ركائز, وأفكار وأساليب خفيت بسببها بعض السنة, وتفرقت بسببها الأمة, وتسلط على الأمة أعداء الملة.

ولهذا كان لا بدّ من كشف عوار هذا التيار السلفي المبطن بالفكر الإخواني فهو من أخطر وأخفى الاتجاهات الفكرية الإخوانية , وذلك من خلال التنبيه المختصر على ما يركزون عليه من تقرير عقائد وأسس بنوا عليها منهجهم, وأفكارهم وسروا فيه بأساليب هي في الحقيقة من منبع إخواني حزبي, من خلال الفقرات الآتية([8]):

  •  الفقرة الأولى: ركائز أفكار المنهج السّروري.

الركيزة الأولى: التركيز في تقرير توحيد الحاكمية, وجعله قسماً مستقلاً رابعاً عن أقسام التوحيد, وأنه أخص خصائص توحيد العبادة([9]).

الركيزة الثانية: تقرير جاهلية المجتمعات, فالمجتمعات في نظرهم كلها جاهلية, والبعض  يصرح بأنها مجتمعات مرتدة. وهي الفكرة التي ألف محمد قطب كتابه عليها (جاهلية القرن العشرين)([10]), وقرّرها سيد قطب ([11]) .

الركيزة الثالثة: الولاء والبراء, وهو الولاء لجماعتهم, ومن ينتسب إليهم, والبراءة من كل من يتعرض لهم, وإن كان من أفاضل العلماء([12]).

  •     الفقرة الثانية: أفكار مساندة للأفكار الرئيسة وهي:

الفكرة الأولى: الغلو والتركيز على تقرير مسألة الحكم بغير ما أنزل الله , وأن الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر مطلقاً([13]).

الفكرة الثانية: الغلو في مسألة موالاة الكفار, وأن من والى الكفّار فهو كافر كفراً أكبر        مطلقاً([14]).

الفكرة الثالثة: التهوين من مسألة الخروج على حكّام المسلمين ,وجعلها مسألة خلافية يسوغ الخلاف فيها([15]).

الفكرة الرابعة: المنع من صحة الإمامة القطرية , وجعل الإمامة خلافة عظمى فقط, وأنه لا طاعة لحكّام المسلمين في الأقطار([16]).

الفكرة الرابعة: تقرير مسألة الموازنات في نقد المخالف من أهل البدع, بحيث تذكر حسناته وسيئاته عند الردّ عليه, ممّا يؤدّي للتّهوين من الردّ على أهل الأهواء والبدع([17]).

الفكرة الخامسة: تجميع الناس تحت قاعدة المعذرة والتعاون البنائية الإخوانية (نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا عليه) وصياغتها بصياغة جديدة كـ(نريد وحدة الصف لا وحدة الرأي).

الفكرة السادسة: التنظيم والسّريّة والتّكتم والتّقية, حتى أن البعض يقرر أن هذه الفترة كالفترة المكية التي كانت الدعوة فيها سرية([18]).

الفكرة السابعة: التهييج على الجهاد والترغيب فيه بلا شروط ولا ضوابط, حتى يُغيّب شرط إذن ولي الأمر , وإذن الوالدين في جهاد الطلب, ثم يوجه الراغبون في الجهاد للالتحاق بالجماعات التكفيرية([19]).

الفكرة الثامنة: الطعن في علماء أهل السنة المعتبرين , وخصوصاً الذين يردون على أصول فكرهم , أو قطع التواصل معهم وعدم الارتباط بهم بأساليب وتقريرات خطيرة كما قال بعضهم:”خطاب العلماء للدّعاة وخطاب الدّعاة للعامة”, والبعض يقول:”لا يمكنك فهم كلام العلماء حتى يوضحه لك طلاب العلم والدعاة”.

وقد طعن محمد سرور في العلماء بأساليب ماكرة وخطابات ساخرة فقال :” وصنف آخر يأخذون ولا يخجلون ويربطون مواقفهم بمواقف ساداتهم, فإذا استعان السادة بالأمريكان انبرى العبيد إلى حشد الأدلة التي تجوز هذا العمل, ويقمون النكير على من يخالفهم وإذا اختلف السادة مع إيران الرافضية, تذكر العبيد خبث الرافضة وانحراف منهجهم وعداءهم لأهل السنة, وإذا انتهى الخلاف سكت العبيد وتوقفوا عن توزيع الكتب التي أعطيت لهم , هذا الصنف من الناس يكذبون ويتجسسون”([20]).

الفكرة التاسعة: الطّعن في حكّام المسلمين تصريحاً أو تلميحاً والتشكيك في ولايتهم ([21]).

الفكرة العاشرة: تهييج الشعوب على حكامهم , ودعوتهم إلى الثورات والمظاهرات بدعوى المطالبة بالحقوق أو ظلم الحاكم, وليست أحداث ما يسمّى بالربيع العربي عنا ببعيد حيث انكشف الكثير منهم في هذه الفتنة ([22]).

الفكرة الحادية عشرة: مدح رؤوس الفكر الإخواني كحسن البنا وسيد قطب وغيرهم من الأحياء والأموات ممّن هو على نفس المنهج , وإبرازهم ورفعهم ,وإعطاؤهم من الألقاب الرفيعة ما يجعل قلوب العامة تتعلق به.

 يقول محمد سرور : ” لا أعرف كاتباً في العصر الحديث عرض مشكلات العصر كسيد رحمه الله ، فقد كان أميناً في عرضها ، وفي وضع الحلول لها “([23]).

الفكرة الثانية عشرة: تبرير أفعال الإخوان الإجرامية أفعال , أو السكوت عنهم, مع إشغال الناس عمّا يصدر من الإخوان المسلمين من مخالفات وفتن وإفساد, إما بمواضيع ثانوية أو برمي التهم على غير الجاني من الإخوان والدواعش وغيرهم.

الفكرة الثالثة عشرة: الغلو في حكم مرتكب الكبيرة من المسلمين, حتى أن منهم من كفّره أو كاد يكفره([24]).

الفكرة الرابعة عشرة: اشغال عامة الناس بالسياسة والأحداث الرّاهنة, وتحوير المواقف في صالحهم وضدّ حكام المسلمين وعلمائهم. ([25])

الفكرة الخامسة عشرة: إقرار التحزبات في المجتمعات الإسلامية والاعتداد بها, ونشر ما يؤيدها من شبهات وافتراءات([26]).

الفكرة السادسة عشرة: تقرير السمع والطاعة لجماعتهم.

كما قال محمد سرور: “ولكن يحق لهذا الأمير ومن حوله أن ينظموا أمورهم كمؤسسة دعوية تعمل من أجل أن يكون الدين كله لله في الأرض، ويقتضي هذا التنظيم أن يكون للمؤسسة رئيس، ونائب للرئيس، ومسؤولون عن الأقسام والفروع، وأوامر تصدر فتطاع ؛ إلا ما كان مخالفاً للكتاب والسنة”([27]) .

  •  الفقرة الثالثة: انتشار الفكر السّروري, وأساليب التأثير.

 وأما الأساليب التي استخدمها أصحاب هذا الفكر المبطن فهي نشر أفكارهم عبر المدارس والمساجد ومراكز التحفيظ والجمعيات  الخيرية ومواقع التواصل الاجتماعي, ولعل أبرز وأقوى ما يستخدمونه يندرج تحت ثلاثة مجالات:

المجال الأول: المجال التعليمي.

 حيث انتشروا في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والمساجد, مع جانب تأليف الكتب والرسائل, وإصدار المجلات والمشاركة في الأنشطة الثقافية, ولا يخفاك ما لمجلة السنة التي أنشأها محمد سرور من أثر ونشر لأفكار السرورية([28]).

المجال الثاني: المجال المالي.

 حيث أنشأوا الجمعيات الخيرية مطلقين عليها أسماء إسلامية أو إنسانية, متقربين من أهل الأموال والتجار, ثم بعد ذلك استغلا لما اجتمع عندهم من أموال في مصالحهم وجماعته, ومن ذلك([29]).

المجال الثالث: المجال الإعلامي.

حيث كوّنوا لهم القنوات الفضائية (أخبارية, وثقافية, وبرامج الأطفال)([30]), والشبكات العنكبوتية, وأجروا اللقاءات الصحفية, وتغلغلوا في مواقع التواصل الاجتماعي فنشطوا في صفحات موقع فيسبوك, وحسابات التويتر, ونشروا المقاطع المرئية والصوتية المسموعة لهم ولمن على شاكلتهم عبر مواقع اليوتيوب وبرامج انستقرام و سناب شات وغيرها.

في كل هذه الأماكن والمواقع يتمّ التركيز على جانب الوعظ أو القصص أو تفسير الأحلام أو الرقية الشرعية أو الأنشطة الرياضية أو التمثيليات والأناشيد, مستغلين أحداث الأمّة, مكبرين بعض المنكرات المنتشرة, مهيجين للعاطفة, حتى تسهل عملية زرع الأفكار الإخوانية في قلوب العامة , لم يرسخوا علم العقيدة المستمدة من الكتاب والسنة في قلوبهم, وإن ذكروا العقيدة فلا يخلو ذكرهم لها من دسّ ما يناقضها كفكر الخروج على ولاة الأمر, وتكفير المجتمعات أو تهوين الخروج,  أو تأييد حملة هذا الفكر مما سبق ذكره من أفكارهم الدخيلة([31]).

فلابدّ مع هذا التداخل وتلك الجهود المكثفة من السلفية المبطنة (السرورية) أن يتأثر بهم بعض العامة, وينخدع ببهرجهم المثقف, ويميل إلى زخارفهم المتفقه إلا من رحم الله([32]), فخرج لنا هذا الصنف : سلفي سروري ما بين محبّ لفكر الإخوان المسلمين, أو متأثر به, أو مدافع عنه أو منظّر له, فأينما رميت ببصرك ترى ذاك الشاب أو الداعية الذي ظاهره السنة, فإن فتشت في كلامه أو كتابته أو نظرت في صحبته أ, صفحته , أو حسابه أو تغريداته وجدت خللاً واضحاً وتقريراً فاسداً وفلتات لسان فاضحة, وصحبة إخوانية واضحة .

  •  وفي خضم هذه الأحداث المتشابهة والأسماء الملتبسة هناك طرف آخر ممن في قلبه مرض, من الذين يتربصون بأهل السنة الدوائر لن يفوّت فرصة ما أحدثه الإخوان المسلمون والسّروريّون من فتن وفساد في استغلال تصرفاتهم الآثمة لتشويه صورة أهل السنة والجماعة وإلصاق التهم والجرائم بهم.

فأصبح الجميع موجهاً سهمه على أهل السنة والجماعة سهاماً داخلية تطعن وسهاماً خارجية تخدش وتجرح:

فمن السهام الخارجية السّهام العلمانية : ممن تأثر بالغرب وأراد تصدير أفكارهم التنويرية,  فسهامهم موجهة على  جماعة المسلمين وحاكمهم تجرح منهم من تجرح, مستغلين فساد السرورية؛ لتشويه صورة أهل السنة والجماعة, وفي المقابل تفتح للغرب الباب حتى يُدخلوا أفكارهم المنحطة المنحلّة على مجتمعاتنا الإسلامية المحافظة , بل قد يندس فيهم بعض أصحاب الفكر الإخواني؛ لوجود أفكار مشتركة بين الاتجاهين  كترسخ مبدأ الحرية المطلقة, وتقديمها على الشرعية, وتقرير فكرة الديمقراطية([33]) وغيرها .

ومن السّهام الداخلية سهام السرورية :سهام من تربى في أحضان الإخوان المسلمين,  فبعد أن كانت مصوبة-حسب ادعائهم- على العدوّ توجهت إلى أهل الإسلام وخصوصاً على علماء المسلمين وحكامهم.

فأصيب أهل السنة والجماعة إصابة بليغة فالذي رماهم بالسهام يتظاهر بأنه قريب منهم والحق أنه غريب عليهم.

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة … على المرء من وقع الحسام المهند

فأوصي نفسي وإياك يا محبّ السنة بتحكيم الوحيين بفهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين والعلماء المعتبرين  ثم لزوم غرز العلماء الأكابر الموثوق بهم في الدين , فإن وضوح الطريق لن يكون إلا عن بصائرهم ولا أجد لك أفضل من قول الله تعالى:{ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا }([344]).

مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ“([35]).

ثم أضيف لك إلى ما في الكتاب والسنة من تقرير لزوم العلماء قول الإمام الآجري في فضل العلماء حيث قال رحمه الله:”أما بعد : فإن الله عز وجل ، وتقدست أسماؤه ، اختص من خلقه من أحب ، فهداهم للإيمان ، ثم اختص من سائر المؤمنين من أحب ، فتفضل عليهم ، فعلمهم الكتاب والحكمة وفقههم في الدين ، وعلمهم التأويل وفضلهم على سائر المؤمنين ، وذلك في كل زمان وأوان ، رفعهم بالعلم وزينهم بالحلم ، بهم يعرف الحلال من الحرام ، والحق من الباطل ، والضار من النافع ، والحسن من القبيح . فضلهم عظيم ، وخطرهم جزيل ، ورثة الأنبياء ، وقرة عين الأولياء ، الحيتان في البحار لهم تستغفر ، والملائكة بأجنحتها لهم تخضع ، والعلماء في القيامة بعد الأنبياء تشفع ، مجالسهم تفيد الحكمة ، وبأعمالهم ينزجر أهل الغفلة ، هم أفضل من العباد ، وأعلى درجة من الزهاد ، حياتهم غنيمة ، وموتهم مصيبة ، يذكرون الغافل ، ويعلمون الجاهل ، لا يتوقع لهم بائقة ، ولا يخاف منهم غائلة ، بحسن تأديبهم يتنازع المطيعون ، وبجميل موعظتهم يرجع المقصرون ، جميع الخلق إلى علمهم محتاج ، والصحيح على من خالف بقولهم محجاج . الطاعة لهم من جميع الخلق واجبة ، والمعصية لهم محرمة ، من أطاعهم رشد ، ومن عصاهم عند ، ما ورد على إمام المسلمين من أمر اشتبه عليه ، حتى وقف فيه فبقول العلماء يعمل ، وعن رأيهم يصدر ، وما ورد على أمراء المسلمين من حكم لا علم لهم به فبقولهم يعملون ، وعن رأيهم يصدرون ، وما أشكل على قضاة المسلمين من حكم ، فبقول العلماء يحكمون ، وعليه يعولون ، فهم سراج العباد ، ومنار البلاد ، وقوام الأمة ، وينابيع الحكمة ، هم غيظ الشيطان ، بهم تحيا قلوب أهل الحق ، وتموت قلوب أهل الزيغ ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء ، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر ، إذا انطمست النجوم تحيروا ، وإذا أسفر عنها الظلام أبصروا”([36]).

وقبل الختام:  والله إننا لفي أمس الحاجة للرجوع إلى الكتاب والسنة على طريقة خير قرون هذه الأمة فهماً وعلماً وعملاً ومعاملة, مرتبطين بعلمائنا الكبار الثقات, هاجرين البدع وأهلها, تاركين من لا يُعرف حاله من المجهولين, مجتنبين للمخذّلين والمختلطين, سائرين على الجادة في علم السنة والعقيدة وما يجب علينا تعلمه , حريصين على فهم حيل أهل الأهواء والبدع, مع فهم الواقع من حولنا.

ودونك هذه الوصية -قبل طي ورقات هذا المقال- من العلامة البربهاري رحمه الله حيث يقول:” واحذر صغار المحدثات من الأمور فإن صغار البدع تعود حتى تصير كباراً , وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيراً يشبه الحق, فاغتر بذلك من دخل فيها, ثم لم يستطع الخروج منها, فعظمت وصارت ديناً يدان بها, فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام.

فانظر -رحمك الله – كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر, هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم , أو أحد من العلماء؟  فإن أصبت فيه أثراً عنهم فتمسك به, ولا تجاوزه لشيء, ولا تختر عليه شيئاً فتسقط في النار”([37]).

ما أجملها من كلمات وما أهمها من تأصيلات غابت عن بعض طلاب العلم والدعاة, فالله الله بالعودة إلى جادة طريق السلف من الصحابة ومن تبعهم بإحسان, فبهم وبما كانوا عليه رفعت راية الإسلام وهدمت معاقل أهل البدع, وبغيرهم وما مخالفوهم فيه سقطت راية الإسلام ورفعت معاقل أهل البدعة.

تنبيه: علامة سهلة وفارقة لكشف هذه السرورية المبطنة.

قد يصعب على كثير من عامّة الناس أن يميّز هذه الأفكار المتداخلة المتسترة بلباس السنة , لكن هناك ثلاث علامات كاشفات فارقات, لابدّ لكل واحد أن يتمعّن فيها  ويعمل بها في واقعه:

العلامة الأولى : ثناء أصحاب هذا الفكر المندس على من على شاكلتهم من السروريين, أو الإخوان المسلمين ومصاحبتهم .

فقد كانت هذه العلامة محط اهتمام واعتبار من الصحابة الكرام والأئمة الأعلام قال ابن مسعود رضي الله عنه :”إنما يماشي الرجل، ويصاحب من يحبه ومن هو مثله”. ([38])وقال الأعمش رحمه الله :”كانوا لا يسألون عن الرجل بعد ثلاث: ممشاه ومدخله وألفه من الناس”([39]).

العلامة الثانية: طعن أصحاب هذا الفكر المندس في علماء أهل السنة.

وهذه علامة فارقة من قديم العصور معتدّ بها عند العلماء المعتبرين قال أبو زرعة رحمه الله : “إذا رأيت الكوفي يطعن على سفيان الثوري وزائدة: فلا تشك أنّه رافضي، وإذا رأيت الشامي يطعن على مكحول والأوزاعي: فلا تشك أنّه ناصبي، وإذا رأيت الخراساني يطعن على عبد الله بن المبارك: فلا تشك أنّه مرجئ، واعلم أنّ هذه الطوائف كلها مجمعة على بغض أحمد بن حنبل؛ لأنّه ما من أحد إلا وفي قلبه منه سهم لا بُرْء له “([40]).

قال الشاطبي المالكي رحمه الله: “ولكن هذا الافتراق إنما يعرف بعد الملابسة والمداخلة, وأما قبل ذلك فلا يعرفه كل أحد فله علامات تتضمن الدلالة على التفرق, أولاً مفاتحة الكلام وذلك إلقاء المخالف لمن لقيه ذم المتقدمين ممن اشتهر علمهم وصلاحهم واقتداء الخلف بهم ويختص بالمدح من لم يثبت له ذلك من شاذ مخالف لهم وما أشبه ذلك, وأصل هذه العلامة في الاعتبار تكفير الخوارج – لعنهم الله – الصحابة الكرام رضى الله عنهم فإنهم ذموا في مدحه الله ورسوله واتفق السلف الصالح على مدحهم والثناء عليهم ومدحوا من اتفق السلف الصالح على ذمة”([41]).

 

العلامة الثلاثة : طعن أصحاب هذا الفكر في ولاة أمر المسلمين أو في دولهم.

وهذه أيضاً من العلامات الكاشفة لهم المعتبر بها عند الصحابة رضي الله عنه وعند علمائنا رحمهم الله فعن أبي الدرداء  رضي الله عنه قال:” إن أول نفاق المرء طعنه على إمامه”([42]).

وقال أبو إدريس الخولاني رحمه الله:”إياكم والطعن على الأئمة ؛ فإن الطعن عليهم هي الحالقة ، حالقة الدين ليس حالقة الشعر، ألا أن الطعانين هم الخائبون، وشرار الأشرار”([43]).

فأي علامة من هذه العلامات رأيتها في شخص فاعلم أنه إما مصاب بعدوى السرورية أو هو واحد منهم, فتوقف في الأخذ عنه والسماع له واعرض أمره على المختصين من أهل العلم, فإن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.

 

والله أسأل لي ولكم الثبات على السنة والموت عليها, والحمد لله رب العالمين .

 


([1])ينظر رسائل حسن البنا(122).

([2]) محمد سرور بن نايف زين العابدين  السوري,  نزل المملكة العربية السعودية وجلس فيها ثمان سنوات في حائل ثم القصيم ثم الأحساء, درس بالمعهد العلمي ببريدة , استقر أخيراً ببريطانيا. ينظر: في ذلك تصريحات محمد سرور حلقات بعنوان مراجعات مع الشيخ محمد سرور تجد كثيراً من التصريحات منها: https://youtu.be/PQDplFT6KSU.

([3])   وكما قال كعب رضي الله :”موت العالم نجم طمس، موت العالم كسر لا يجبر ، وثلمة لا تسد”. أخلاق العلماء للآجري(57)

([4]) كما فعل العريفي في تأويل حديث :”اسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك” فجعل الحديث فيما لو تسلط الحاكم على شخص معين لا إذا منع الشعب كلهhttps://youtu.be/jgcSOUgKiLE

([5]) كما قال ذلك سفر الحوالي :”وعلماؤنا يا إخوان كفاهم … كفاهم، لا نبرّر لهم كل شيء لا نقول لهم معصومون، كفاهم أنهم أجهدوا أنفسهم في طلب العلم، وأعطونا الفتاوى في عباداتنا وفي عقائدنا، في معاملاتنا … لكن نقول نعم عندهم تقصير في معرفة الواقع عندهم أشياء نحن نستكملها”.المرجع: شريط ففروا إلى الله.

([6])  أمتنا بين قرنين ( 74 )

([7])تنبيه: إن لقب السلفية في الحقيقة لقب أطلقه العلماء على من سار على ما كان عليه الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين المعتبرين؛ لذلك قال الإمام مالك رحمه الله:” :”ولا تلتفت إلى غير ما مضى عليه السلف المعتدّ بهم من أئمة هذا الدين فهم النجاة و مخالفتهم هلاك في الدين و الدنيا”. فتاوى البرزلي(5/224).

لكن في هذه العصور أصبح لفظاً متجاذباً بين صنفين في الجملة:

الصنف الأول: من أطلق لقب السلف, ولم يقيده بصفة فهؤلاء على قسمين:

القسم الأول: من أطلق اللفظ والتزم بما كان عليه الصحابة والتابعون, والأئمة المتّبعون المعتبرون في العقيدة والمنهج والعمل والأخلاق فهذا سائر على طريقة خير القرون لا يذم ولا يطعن فيه.

القسم الثاني: من أطلق اللفظ وغاير في الحقيقة وهم نوعان :

النوع الأول: من عمل بأعمال الإخوان المسلمين , وأفكارهم التي سيأتي ذكرها فهذه هو السرورية , ولا يزكيهم اللّقب إن لم يلتزموا بحقيقته, ولم يسروا على طريقة الصحابة والتابعين حقيقة.

النوع الثاني: من عمل بأعمال أهل التشدد من غلو في التكفير أو التبديع, فهم إما غلاة في تكفير المسلمين وهم التكفيريون والقطبيون , وإما غلاة في تبديع أهل السنة والجماعة فهم الحدّاديّون.

الصنف الثاني: من أطلق لقب السلفية مقيّداً اللقب بصفة تعود إلى منهجه أو مكانه. كالسلفية الجهادية, والسلفية التكفيرية,  والسلفية العليمة وهي السرورية, والسلفية المصريّة, جميعها سلفية مبطنة سقيت بفكر الإخوان المسلمين.

([8]) ركزت على أفكارهم ناقلاً بعض كلامهم, ومكتفياً بالإحالة للبعض , ومتجنباً للبعض الآخر؛ لما فيه من الشبه والأفكار التي تخطف القلوب الضعيفة, وإحالتي لا تعني الرجوع للسماع بل للتوثيق, فأنصح عامة الناس بعدم السماع لكلامهم وشبههم ولولا أني اضطررت للتوثيق لما نقلته .

([9]) كما قرر ذلك أبو إسحاق الحويني في الرابط التالي:https://youtu.be/2eV3ngCoptE

([10]) وقد قرر عمر الأشقر وجود ردة عنيفة في القرن العشرين وأن الدول الإسلامية فيها كل شيء إلا الإسلام . كتابه نحو ثقافة إسلامية أصيلة (10).

([11]) ينظر تفسير في ظلال القرآن (4/2033).

([12]) وهذا الذي أسس عليه حسن البنا جماعته فقال :”موقفنا من الدعوات المختلفة أن ننزلها ميزان دعوتنا, فما وافقها فمرحباً, ومن خالفها فنحن براء منه”. مجموعة رسائل حسن البنا 17

([13]) وممن يقرر هذه المسألة  سلمان العلوان كما فيhttps://youtu.be/O5ZYePErJPU , وأحمد الحازميhttps://youtu.be/jRVzlugkDL4

([14]) وتجد هذا كثيراً في كلام السرورين خصوصاً في حرب الخليج لما استعانت المملكة العربية السعودية بأمريكا لرد عدوان صدام. وقد قرره عبدالعزيز الطريفي في(https://youtu.be/B6BzleOLdHc).

([15]) ومن العجيب أنهم يقررون ذلك عند تحقيقهم كتب أئمة الدين في المواضع التي حذر العلماء فيها  من الخروج, كما فعل محمد القحطاني في تحقيق كاتب السنة لعبد الله بن أحمد(1/186).

([16])وممن قرر ذلك شافي العجمي ف(https://youtu.be/0kk2iyR8hp4).

([17]) كما نادى بها أحمد الصويان, فرد عليه الدكتور ربيع حفظه الله في كتاب منهج هل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف

([18]) يقول عبدالله علوان:”حين تُبتلى الحركة الإسلامية بحاكم إرهابي لاديني متسلط يعتقل الدعاة تكون الخطة على الشكل الآتي: 1- الاقتصار في تبليغ الدعوة على السر” العقبات (2/596).

([19]) وكم لخالد الراشد في هذا الباب من صوتيات منتشرة تحث على الجهاد بلا خطام ولا زمام.

([20])مجلة السنة العدد (23)ص (29-30), ويقول عائض القرني:” دور العلماء سلبي وضعيف وهزيل”.https://youtu.be/34QFvvZX-7o وقال :”العلماء لا يوجهون الشباب ويستغرقون وقتهم في جزئيات”. ( https://youtu.be/qDZG06bzZKk)

([21])كما قال العريفي في تغريدة له :”أقول للأحرار الكويتيين : من خرج بسلاحه على إمام شرعي فيجب حواره قبل قتاله, فكيف بمن خرج يطالب سلمياً ضد إمام غير جامع لشروط الولاية” , وكما طعن حجاج العجمي في ولاة الأمر ولم يعترف بهم في الرابط التالي: (https://youtu.be/WkP_9SuWDOk )

([22]) وقد قرر الثورات والمظاهرات عبدالرحمن عبدالخالق وجعله امن أساليب النبي صلى الله عليه وسلم. ينظر: فصول في السياسة (31-32), واستغل ناصر العمر الإعلام لتهيج الناس كما في الرابط الآتي: https://youtu.be/WnPki9helmE , ومثله نبيل  العوضي في المقطع الآتي:http://www.yacoline.com/video/172280/,https://youtu.be/e0Ikcy012Ts

([23]) دراسات في السيرة النبوية 323 , وانظر مدح نبيل العوضي لسيد قطب في الرابط التالي:https://youtu.be/nSY_wMhTexo, ومدحه محمد حسان في الرابطhttps://youtu.be/uoYFL3zQKn8. وبعضهم يناشد الحكام لإخراج رؤوس التكفيرين من السجون.

([24])وقدجعل الحويني من يقول: أنا أعلم أن الربا حرام وسأفعله أنه كافر بلا شك كما في (https://youtu.be/enRC_CfXPk4) , وكفر سلمان العودة المجاهر بالغناء كما في شريط جلية على الصيف, وكفر سفر الحوالي شارب الخمر فقال:”رقص مختلط وتعرِّي مع شرب للخمر، نعوذ بالله من هذا الكفر؛ لأنَّ استحلال ما حرَّم الله تبارك وتعالى هو بلا ريب كفر صريح”. دروس الطحاوية )2/272(.

([25])قال سلمان العودة: ” ما هي قيمة العالم إذا لم يبين للناس قضاياهم السياسية، التي هي من أهم القضايا التي يحتاجون إليها، والتي تتعلق بمصالح الأمة العامة، أتريد من العالم أن يبقى محصوراً في أحكام مثلاً: الذبائح والصيد والنسك والحيض والنفاس والوضوء والغسل والمسح على الخفين”.المرجع: الشريط الإسلامي ماله وما عليه.

([26]) وقد عد عبدالرحمن عبدالخالق هذه التحزبات ظاهرة صحية . ينظر:مشروع الجهاد (28-37-39) والوصايا العشر(44 و77).

([27])مقال الوحدة الإسلامية, مجلة السنة, العدد (29) (ص 89).

([28])وقد أسس محمد سرور مركز دراسات السنة النبوية ببرمنغهام ببريطانيا, وأطلق منه مجلته الشهيرة بالسنة, التي كانت تصوغ المواقف السياسية في صالح حزبها وأنشأ كذلك المنتدى الإسلامي, وكجمعية إحياء التراث التي كان من مؤسسيها عبدالرحمن عبدالخالق وعبدالله السبت, وقد كان لهما دور كبير في نشر السرورية التي لقبت  بالسلفية العلمية.

([29]) كجمعية الإحسان والحكمة التي جمعت تحت مظلتها الإخوان ودعمت جهودهم والتي أسهمت في تفرقة  المجتمع.

([30]) ومثال ذلك قناة المجد التي أبرزت مشايخ السرورية إلا من رحم الله, وقد نقلت الثورات بمصر واستضافت من أيدها: :https://youtu.be/rpVBnzhPXZg   ,  وأعدت بعض الأناشيد الحماسية ومشاهد الكرتون التهيجية.

([31]) فعبدالله الدميجي لم يألو جهداً في تقرير فكر الخروج على الإمام الجائر, وأنه لا إمامة إلا الإمامة العظمى, من خلال كتابه الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة.

([32]) من أهل الحق الموعودين بالنصر من الله على أهل الباطل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك”. رواه البخاري(7311) ومسلم(1920).

([33]) وكلام شيخ الفتنة القرضاوي في هذا لا يكاد يخفى على أحد (https://youtu.be/B7C17w1B3k0), كما أن طارق السويدان يريد حرية مطلقة مقدمة على الشرع (https://youtu.be/HPkwlKiSFZE).

([34]) النساء:83

([35])رواه أبوداود(3641).

([36])أخلاق العلماء (44-45).

([37])شرح السنة (61).

([38])الإبانة ( 2/476).

([39])الإبانة(2/452).

([40])طبقات الحنابلة (1/200).

([41]) الاعتصام (3/246).

([42]) رواه ابن عبدالبر في التمهيد (16/392).

([43]) رواه ابن زجويه في الأموال(61).