قرة عيون الموحدين شرح الشيخ صالح بن فوزان الفوزان الدرس 60

شرح قرة عيون الموحدين الدرس الستون
الخميس 4 جوان 2015    الموافق لـ : 16 شعبان 1436
تحميل الشريط

عناصر الشريط

  1. باب ما جاء في قول الله تعالى : (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة )) الآية
  2. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ( جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع ، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء على إصبع ، والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ: (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة )) الآية ) . وفي رواية لمسلم : ( والجبال والشجر على إصبع، ثم يهزهن فيقول: أنا الملك أنا الله )
  3. وفي رواية للبخاري : ( يجعل السماوات على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع ) أخرجاه .
  4. ولمسلم عن ابن عمر مرفوعا : ( يطوي الله السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟، أين المتكبرون؟، ثم يطوي الأرضين السبع، ثم يأخذهن بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟، أين المتكبرون؟ )
  5. وروي عن ابن عباس قال : ( ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم )
  6. وقال ابن جرير ، حدثني يونس، أنبأنا ابن وهب قال قال ابن زيد ، حدثني أبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس ، قال : وقال أبو ذر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهراني فلاة من الأرض )
  7. وعن ابن مسعود قال : ( بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم ) أخرجه ابن مهدي عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله . ورواه بنحوه المسعودي عن عاصم بن أبي وائل، عن عبد الله. قاله الحافظ الذهبي- رحمه الله تعالى- قال: ( وله طرق )
  8. وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هل تدرون كم ما بين السماء والأرض ؟، قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحر، يين أسفله وأعلاه كما بين السماء الأرض، والله تعالى فوق ذلك، وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم ) أخرجه أبو داود وغيره
  9. " باب ما جاء في قول الله تعالى : (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة )) الآية : أي : من الأحاديث والآثار في معنى هذه الآية . قال العماد ابن كثير رحمه الله تعالى : يقول تعالى : ما قدر المشركون الله حق قدره، حتى عبدوا معه غيره، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيء المالك لكل شيء، وكل شيء تحت قهره وقدرته . قال السدي : ما عظموه حق عظمته . وقال محمد بن كعب : لو قدروه حق قدره ما كذبوه . وقد وردت أحاديث كثيرة تتعلق بهذه الآية، الطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف ، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف "
  10. " قوله : عن ابن مسعود قال : ( جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء على إصبع، والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول : أنا الملك . فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ : (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )) الآية : وهكذا رواه البخاري، ومسلم، والنسائي من طرق عن الأعمش به . وقال البخاري : حدثنا سعيد بن عفير قال : حدثني الليث، قال : حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يقبض الله الأرض، ويطوي السموات بيمينه، فيقول : أنا الملك، أين ملوك الأرض ؟ ) . تفرد به من هذا الوجه "
  11. " قوله : ولمسلم عن ابن عمر مرفوعا : ( يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول : أنا الملك، أين الجبارون، أين المتكبرون ؟ ثم يطوي الأرض بشماله، ثم يقول : أنا الملك، أين الجبارون، أين المتكبرون ؟ ) : كذا في رواية مسلم، قال الحميدي : وهي أتم . قلت : وهذه الأحاديث وما في معناها - وهي كثيرة جدا - تدل على عظمة الله وكماله وعظيم قدرته، وفيها الرد على الجهمية، والأشاعرة، ونحوهم أيضا "
  12. " وكل ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله يدل على كماله وعظمته وجلاله، وأن العبادة لا تصلح إلا له سبحانه وبحمده، لا يصلح منها شيء لملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا لمن دونهما "
  13. " قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى : وهذا كتاب الله من أوله إلى آخره، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلام الصحابة والتابعين، وكلام سائر الأئمة : مملوء بما هو إما نص أو ظاهر أن الله تعالى فوق كل شيء، وأنه فوق العرش، فوق السماوات مستو على عرشه . وذكر ما يدل على ذلك من الكتاب والسنة "
  14. " وقال الأوزاعي : كنا - والتابعون متوافرون - نقول : إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة "
  15. " وقال أبو عمر الطلمنكي في - كتاب الأصول - : أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله مستو على عرشه بذاته . ذكره الذهبي في - كتاب العلو - "
  16. " وقال أبو عمر الطلمنكي في هذا الكتاب أيضا : أجمع أهل السنة على أن الله تعالى استوى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز . ثم قال في هذا الكتاب : أجمع المسلمون من أهل السنة أن معنى قوله : (( وهو معكم أين ما كنتم )) ونحو ذلك من القرآن أن ذلك علمه، وأن الله فوق السماوات بذاته، مستو على عرشه كيف شاء . هذا لفظه في كتابه "
  17. " وقال الحافظ الذهبي : وأول مقالة سمعت مقالة من أنكر أن الله تعالى فوق العرش هو الجعد بن درهم، وكذلك أنكر جميع الصفات، فقتله خالد بن عبد الله القسري، وقصته مشهورة . وأخذ هذه المقالة عنه الجهم بن صفوان إمام الجهمية، فأظهرها واحتج لها بالشبهات، وكان ذلك في آخر عصر التابعين، فأنكر مقالته أئمة ذلك العصر ، مثل الأوزاعي، وأبي حنيفة، ومالك، والليث بن سعد، والثوري، وحماد بن سلمة، وابن المبارك، ومن بعدهم من أئمة الهدى ، كالإمام أحمد، وخلق من أهل السنة "
  18. " قال الإمام الشافعي : لله أسماء وصفات لا يسع أحدا ردها، ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه كفر، وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل، ونثبت هذه الصفات، وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه، فقال : (( ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير )) . انتهى من - فتح الباري - "
  19. " قوله : ( وعن العباس بن عبد المطلب ) : ساقه المصنف مختصرا، والذي في - سنن أبي داود - : عن العباس بن عبد المطلب قال : ( كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمرت بهم سحابة، فنظر إليها، فقال : ما تسمون هذه ، قالوا : السحاب قال : والمزن ، قالوا: والمزن قال : والعنان ، قالوا : والعنان - قال أبو داود لم أتقن العنان جيدا - قال : هل تدرون ما بعد ما بين السماء والأرض ، قالوا : لا ندري قال : إن بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة، ثم السماء فوقها كذلك - حتى عد سبع سماوات - ثم فوق السابعة بحر، بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال ، بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهم العرش ، ما بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم الله تبارك وتعالى فوق ذلك ) . " قال الحافظ الذهبي : رواه أبو داود بإسناد حسن، وروى الترمذي نحوه من حديث أبي هريرة، وفيه : ( بعد ما بين سماء إلى سماء خمسمائة عام ) . قال : ولا منافاة بينهما ، لأن تقدير ذلك بخمسمائة عام هو على سير القافلة مثلا، ونيف وسبعون على سير البريد . قلت : وهذا الحديث له شواهد في - الصحيحين - وغيرهما، مع ما يدل عليه صريح القرآن، فلا عبرة بقول من ضعفه "
  20. " وقد ابتدأ المصنف رحمه الله تعالى هذا المصنف العظيم ببيان توحيد الإلهية ، لأن أكثر الأمة ممن تأخر قد جهلوا هذا التوحيد، وأتوا بما ينافيه من الشرك التنديد، فقام هذا الشيخ ببيان هذا التوحيد الذي دعت إليه الرسل، ونهوهم عما كانوا عليه من الشرك المنافي لهذا التوحيد . فالدعوة إلى ذلك هي أهم الأمور وأوجبها لمن وفقه الله لفهمه، وأعطاه القدرة على الدعوة إليه والجهاد لمن خالفه ممن أشرك بالله في عبادته . فقرر هذا التوحيد كما ترى في هذه الأبواب، ثم ختم كتابه بتوحيد الأسماء والصفات ، لأن أكثر العامة لم يكن لهم التفات إلى هذا العلم، الذي خاض فيه من ينتسب إلى العلم . وأما من ينتسب إلى العلم فهم أخذوا عمن خاض في هذه العلوم، وأحسنوا الظن بأهل الكلام، وظنوا أنهم على شيء، فقبلوا مذهبهم وما وجدوه عنهم، فقرروا مذهب الجهمية، وألحدوا في توحيد الأسماء والصفات، وخالفوا ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وما عليه سلف الأمة، وأئمة الحديث والتفسير من المتقدمين "
  21. " وما زال أهل السنة متمسكين بذلك، لكنهم قلوا، فهدى الله هذا الإمام إلى معرفة أنواع التوحيد، فقررها بأدلتها، فلله الحمد على توفيقه وهدايته إلى الحق، حين اشتدت غربة الإسلام، فضل عنه من ضل من أهل القرى والأمصار وغيرهم، وبالله التوفيق . وقد اجتمع في هذا المصنف أنواع التوحيد الثلاثة التي أشار إليها العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى بقوله : والعلم أقسام ثلاث ما لها *** من رابع والحق ذو تبيان علم بأوصاف الإله وفعله *** وكذلك الأسماء للرحمن والأمر والنهي الذي هو دينه *** وجزاؤه يوم المعاد الثاني وصلى الله على سيد المرسلين، وإمام المتقين محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين "
  22. " فيه مسائل : الأولى : تفسير قوله : (( والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة )) "
  23. " الثانية : أن هذه العلوم وأمثالها باقية عند اليهود الذين في زمنه صلى الله عليه وسلم، لم ينكروها، ولم يتأولوها "
  24. " الثالثة : أن الحبر لما ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم صدقه، ونزل القرآن بتقرير ذلك "
  25. " الرابعة : وقوع الضحك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر الحبر هذا العلم العظيم "
  26. " الخامسة : التصريح بذكر اليدين، وأن السموات في اليد اليمنى، والأرضين في اليد الأخرى "
  27. " السادسة : التصريح بتسميتها الشمال "
  28. " السابعة : ذكر الجبارين والمتكبرين عند ذلك "
  29. " الثامنة : قوله : ( كخردلة في كف أحدكم ) "
  30. " التاسعة : عظم الكرسي بالنسبة إلى السموات "
  31. " العاشرة : عظم العرش بالنسبة إلى الكرسي "
  32. " الحادية عشرة : أن العرش غير الكرسي والماء "
  33. " الثانية عشرة : كم بين كل سماء إلى سماء ؟ "
  34. " الثالثة عشرة : كم بين السماء السابعة والكرسي ؟ "
  35. " الرابعة عشرة : كم بين الكرسي والماء ؟ "
  36. " الخامسة عشرة : أن العرش فوق الماء "
  37. " السادسة عشرة : أن الله فوق العرش "
  38. " السابعة عشرة : كم بين السماء والأرض ؟ "
  39. " الثامنة عشرة : كثف كل سماء خمسمائة سنة "
  40. " التاسعة عشرة : أن البحر الذي فوق السموات أسفله وأعلاه مسيرة خمسمائة سنة "
  41. ظاهر حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن أصابع الله سبحانه وتعالى ستة حيث إنه عد ستة أصابع هل يقال إنها خمسة أو ستة أصابع ؟
  42. مع عظم هذه المسافات بين كل سماء وسماء وسماكة كل سماء ومع هذا كله فإن هناك من يزعم أنه قد صعد إلى سطح القمر أو اتصل بالكوكب الفلاني فهل يصدق بمثل هذا ؟
  43. يقول بعض أهل العلم نثبت لله سبحانه وتعالى صفة الأصابع لكن من غير كيف ولا عدد فكيف الجواب على هذا ؟
  44. هل يكفر من ينكر صفات الله أو ينكر بعضها كالجهمية والأشاعرة ؟
  45. بعض الناس يدعوا إلى قراءة الكتب الفكرية التي يسمى أصحابها بالمفكرين الإسلامين فهل تنصحوننا بقراءتها ؟
  46. جاء في إحدى الصحف في الأسبوع الماضي كتابة للأحد الناس وفيها الرد على من ينكر إقامة الموالد ويقول نحن لا نقول بالإحتفال بالمولد النبوي بل نقول إنما هو احتفاء بالمولد ونقرأ السيرة والقرآن ونتذكره عليه الصلاة والسلام فما رأيكم في هذا القول ؟