تفريغ الخطبة
حقيقة الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم
خطبة جمعة بتاريخ / 3-2-1427 هـ
إن الحمد لله ؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وقيوم السموات و الأرضين ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين ؛ اللهم صلِّ عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلِّمْ تسليماً كثيرا .
أما بعد معاشر المؤمنين عباد الله : اتقوا الله ؛ فإن من اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه .
عباد الله معاشر المؤمنين : إن نِعَم الله جل وعلا على عباده كثيرة لا تحصى ، عديدة لا تستقصى ، وإن أجلّ نعَم الله على عباده وأعظم منته أن بعث في هذه الأمة رسوله المصطفى ونبيه المجتبى محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ؛ بعثه مبشراً ونذيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، ختم الله به الرسالة ، وهدى به من الضلالة ، وعَّلَّم به من الجهالة ، وفتح برسالته أعيناً عميا وآذاناً صُما وقلوباً غُلفا ، رفع له ذكره وأعلى له شأنه وجعل الذِّلة والصغار على من خالف أمره ، بعثه رحمة للعالمين ليحيي القلوب الميتة بدعوتهم إلى دين الله وهدايتهم إلى صراط الله المستقيم ﴿قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [لطلاق:١٠–١١] ، وقد افترض الله جل وعلا على العباد الإيمان به ومحبته وطاعته صلى الله عليه وسلم .
وهذه وقفة - معاشر المؤمنين - لبيان هذا الأصل العظيم والأساس المتين ألا وهو الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وبيان ما يقتضيه هذا الإيمان من أمور عظيمة وأسس متينة وانقيادٍ وطواعيةٍ لله رب العالمين .
عباد الله : فمن الإيمان به - عليه الصلاة والسلام - : اعتقادُ أنه مبلِّغٌ عن الله كما قال تعالى: ﴿ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [العنكبوت:١٨] ، وكما قال جل وعلا: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم:٣–٤] ، وقال الله تعالى : ﴿ قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ﴾ [الأنبياء:٤٥] ، واعتقاد أنه بلغ ما أمر به أتم البلاغ وأكمله ، ولم يترك خيراً إلا دل الأمة عليه ، ولا شراً إلا حذرها منه قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ [المائدة:٦٧] . ومن زعم أنه صلى الله عليه وسلم كتم شيئاً مما أمره الله بإبلاغه فقد أعظم على الله الفرية ، ولم يمت صلوات الله وسلامه عليه حتى أنزل الله تبارك وتعالى في ذلك تنصيصاً وتبيينا قوله سبحانه: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة:٣]
ومن الإيمان به عباد الله : اعتقاد أن الدين الذي جاء به هو دين الإسلام الذي لا يرضى جل وعلا ولا يقبل ديناً سواه ، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران:١٩] ، وقال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران:٨٥] .
ومن الإيمان به عباد الله : اعتقاد أنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين فلا نبي بعده قال الله تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب:٤٠] ، وفي سنن أبي داود وغيره من حديث ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي )) .
ومن الإيمان به عباد الله : اعتقاد أنه واسطةٌ بين الله وبين خلقه في إبلاغ دينه وبيان شرعه ، وليس واسطةً في العبادة وجلب المنافع ودفع المضار ؛ فإنه ليس شيءٌ من ذلك إلا لله تبارك وتعالى .
ومن الإيمان به عباد الله : اعتقاد عموم رسالته وأنه رسولٌ للعالمين كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ [سبأ:٢٨] ، وقال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء:١٠٧] ، بل يجب - عباد الله- أن نعتقد أنه عليه الصلاة والسلام مرسَل إلى الثقلين الإنس والجن ، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الأحقاف:٢٩–٣١] .
ومن الإيمان به عباد الله : اعتقاد فضله وأنه أكمل الناس طاعةً لله وأعلمهم بالله واتقاهم لله ، وأنه عليه الصلاة والسلام أحسن الناس قيلا وأقومهم حديثا وأطيـبهم وأزكاهم عملا - صلوات الله وسلامه عليه- ، وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا ))
ومن الإيمان به عباد الله : اعتقاد محبته وأنه أوْلى بكل مؤمن من نفسه وتقديم محبته صلى الله عليه وسلم على محبة النفس والوالد والولد والناس أجمعين ، قال الله تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ [الأحزاب:٦] ، وفي صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (( يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْآنَ يَا عُمَرُ )) ، وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )) .
وليس محبةُ النبي صلى الله عليه وسلم مجرد دعوى تُدّعى ؛ وإنما حقيقتها اتباعٌ له وانقياد لأمره ولزومٌ لنهجه صلوات الله وسلامه عليه، وفي هذا أنزل الله قوله: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران:٣١] ، ولهذا - عباد الله - حقيقةُ الإيمان به ومحبته صلى الله عليه وسلم : طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، والانتهاء عما نهى عنه وزجر .
عباد الله : وليس من الإيمان به في شيء الغلُو فيه صلى الله عليه وسلم ، فقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام في أحاديث عديدة تحذيرَ أمّته من الغلو ، وفي ذالكم يقول عليه الصلاة والسلام : ((إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ )) ، وفيما يتعلق بشخصه الكريم يقول عليه الصلاة والسلام : ((لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْد ؛ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ )) .
ومن الإيمان به عباد الله : تعزيره وتوقيره ونصرته ، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الفتح:٨–٩] ؛ وتعزيره : نصرته . وتوقيره : احترامه وتعظيمه صلوات الله وسلامه عليه .
وليست النصرة عباد الله للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم مجرد شعارات ترفع أو ملصقات تُلصق أو بطاقات توضع على الصدور أو مسيراتٍ تنظّم أو نحو ذلك ؛ وإنما حقيقة نصرته عباد الله متابعته ولزوم نهجه ، ولهذا جمع الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم بين النصرة والاتباع وأخبر أن الفلاح معلق بذلك ، وذلك في قوله تعالى: ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف:١٥٧] ؛ فالنصرة حقاً - عباد الله -حقيقتُها هو ما ترسّم في سيرة المهاجرين والأنصار والتابعين لهم الأخيار ، فتلك هي حقيقةُ النصرة . نسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من أحِبّائه صدقاً ، ومن أتباعه حقا ، ومن أنصاره وأنصار دينه صلوات الله وسلامه عليه .
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضل والجود والامتنان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد عباد الله : اتقوا الله تعالى ، واعلموا أن تقواه سبحانه أساس الفلاح وأساس السعادة في الدنيا والآخرة ، وتقواه جل وعلا : هي العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله ، وترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله .
عباد الله : وعندما نتحدث عن نصرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فلا بد من البيان والتأكيد على أن النصرة حقيقتها اقتداءٌ به وتمسّكٌ بهديه ولزومٌ لسيرته العطرة صلوات الله وسلامه عليه ، وتمسك بما كان عليه الصحابة الأخيار من المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم بإحسان ، وأن تكون حقيقة النصرة اقتداءٌ بهؤلاء ، ولذلك - عباد الله - عندما تكون النصرة عن جهل وقلة بصيرة في دين الله يتحوّل أمر النصرة إلى ممارسات خاطئة وأفعالٍ ما أنزل الله بها من سلطان ولا دليل عليها من السنة والقرآن ؛ بل هي ممارسات يبعث عليها حبه عليه الصلاة والسلام لكنه حبٌّ عريٌّ عن الاتباع بعيد عن العلم بعيد عن التقيِّد بهدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام . إنها فرصة عظيمة لنقبِل على سنته العطرة صلى الله عليه وسلم وسيرته الكريمة وسيَر أصحابه الكرام ؛ لنتعلم هديهم ونعرف طريقهم ونسلك ما كانوا عليه من خيرٍ وإيمانٍ وطاعةٍ ونصرةٍ لدين الله . نسأل الله جل وعلا أن يلحقنا أجمعين بالصالحين من عباده ، وأن يعيذنا من الفتن كلِّها ما ظهر منها وما بطن .
واعلموا - رعاكم الله - أن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة .
وصلوا وسلموا رعاكم الله على إمام المتقين وسيد ولد آدم أجمعين محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب:٥٦]، وقال صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )).
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم وأذل الشرك والمشركين ، اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك ، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شررهم ، اللهم اجعل عليهم دائرة السوء يا ذا الجلال والإكرام . اللهم وآمِنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين ، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضاه وأعنه على البر والتقوى وسدده في أقواله وأعماله . اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم .
اللهم آت نفوسنا تقواها ، زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها . اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والغنى . اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا ، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر . اللهم أصلح ذات بيننا ، وألف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور ، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وذرياتنا وأموالنا وأوقاتنا واجعلنا مباركين أينما كنا .
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله أوله وآخره سره وعلنه . اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا ، اللهم اسقنا وأغثنا ، اللهم اسقنا وأغثنا ، اللهم اسقنا وأغثنا ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، وزدنا ولا تنقصنا ، وآثِرْنا ولا تؤثر علينا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا ، اللهم إنا نسألك غيثا مغيثا هنيئا مريئا سحّا طبقا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل ، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان ، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان ، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر يا كريم يا رحمن ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين ، اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين يا ذا الجليل والإكرام .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.