الرد على الزنادقة والجهمية شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 1

شرح الرد على الزنادقة والجهمية مقدمة
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

شرح رسالة الرد على الجهمية والزنادقة

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد.

فهذه الرسالة رسالة الرد على الزنادقة والجهمية فيما شَكُّوا فيه من متشابه القرآن وتأوله على غير تأويله.

والرسالة لإمام السنة أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى-، وإمام أهل السنة امتحن بهؤلاء الزنادقة والجهمية ووقف لهم المواقف المشهودة، وصمد أمامهم، وثبت أمام الباطل حتى نصر الله به الحق وأهله، وقمع به أهل البدع

فهو إمام أهل السنة ويقتدى به -رحمه الله -، صبر يوم المحنة، لما ابتلي بمسألة القول بخلق القرآن، فوقف وصبر على الحق ثابتًا صامدًا صمود الجبل لا يلين إلى أهل البدع حتى قال العلماء: إن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه - صبر يوم الردة، وإن الإمام أحمد بن حنبل صبر يوم المحنة.

وهذه الرسالة رسالة عظيمة، افتتحها المؤلف بخطبة عظيمة ما زال العلماء يقتبسون منها وينقلونها في كتبهم، كالإمام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله.

وهذه الرسالة ثابتة للإمام، وأنه كتبها -رحمه الله ورضي عنه.

لكن بعض أهل البدع في القديم والحديث يشككون في نسبة هذه الرسالة إلى الإمام أحمد وما ذاك إلا لزيغ في قلوبهم؛ لأنهم يريدون ألا تثبت هذه الرسالة حتى يثبت باطلهم؛ لأن هذه الرسالة شهب مرمية عليهم، على أهل البدع فلا يريدون أن تثبت هذه الرسالة حتى يبقى باطلهم وضلالهم وزيغهم؛ فلهذا يشككون في نسبة هذه الرسالة إلى الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله.

والرسالة ثابتة، أثبتها العلماء والأئمة ونسبوها إلى الإمام، فنسبها القاضي أبو يعلى وهو من علماء الحنابلة وقال: إن الخلال أثبتها، وكذلك الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وحسبك به.

أثبت هذه الرسالة للإمام في مواضع من كتبه المتعددة، كما في رسالة "بيان تلبيس الجهمية " وفي تفسير قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وفي غيرها من كتبه المتعددة، حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - نقل أكثرها في كتبه، ولا سيما في "بيان تلبيس الجهمية ". نقل هذه الرسالة كلها، ونثرها في كتبه وعلق عليها، نقل أغلبها أكثر نصوصها، ونقل الخطبة أيضًا، وكذلك العلامة ابن القيم أثبتها في كتابه "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية ". وغيرهم من أهل العلم.

والرسالة طُبعت طبعات، لكن في ظني أن أحسن الطبعات التي طبعت الطبعة التي حققها فضيلة الشيخ إسماعيل الأنصاري -رحمة الله عليه-، فإنه وَجَدَ مخطوطة لهذه الرسالة مع مطبوعتين، وقابلها، وقدم بمقدمة أثبت فيها أن هذه الرسالة للإمام أحمد وبين فيها بيانًا واضحًا.

ونقل فيها نقول عن الأئمة: القاضي أبي يعلى وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم أن هذه الرسالة للإمام أحمد فيستحسن أن نقرأ هذه المقدمة التي تثبت هذه الرسالة للإمام أحمد حتى لا يكون هناك مجال للشك؛ لأن هناك الجهمية والمعتزلة موجودون في كل زمان، هناك جهمية في هذا الزمان ومعتزلة وأشاعرة يشككون في نسبة هذه الرسالة للإمام أحمد

ولا نزال نسمع أن كثيرًا من الرسائل وكثيرًا من كتب أهل السنة لا يزال بعض الناس يشكك فيها، نسمع أن رسالة فلان من الأئمة لم تثبت إليه وفلان، وفلان؛ وهذا لأنهم لا يريدون أن تثبت هذه الكتب التي فيها رد لباطلهم.