الرد على الزنادقة والجهمية شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 14

شرح الرد على الزنادقة والجهمية التشكيك في نسبة الرسالة للإمام أحمد لا وجه له
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

التشكيك في نسبة الرسالة للإمام أحمد لا وجه له

… يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس فيما يشبهون عليهم -فنعوذ بالله من فتن المضلين.

ذكر شيخ الإسلام هذا كله في تفسير سورة الإخلاص، قال في منهاج السنة في المطبعة الكبرى الأميرية بصدد اختلاف أهل الكلام في الكتاب: وقد قال الإمام أحمد في خطبة مصنفه الذي صنفه في محبسه في الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله، قال:" الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى".

فساق خطبة الكتاب ثم قال: وهو كما وصفهم الإمام أحمد -رحمه الله - فإن المختلفين أهل المقالات المذكورة في كتب الكلام إما نقلًا مجردًا وإما نقلًا وبتا وذكرًا للجدال مختلفون في الكتاب، كل منهم يوافق بعضه ويرد بعضه، ويجعل ما يوافق رأيه هو المحكم الذي يجب اتباعه، وما يخالفه هو المتشابه الذي يجب تأويله.

ثالثًا: قال في الرسالة التدمرية: كان الأئمة كالإمام أحمد وغيرهم ينكرون على الجهمية وأمثالهم من الذين يحرفون الكلام عن مواضعه تأويل ما تشابه عليهم من القرآن على غير تأويله، كما قال أحمد في كتابه الذي صنفه في الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله: وإنما ذمهم بكونهم تأولوه على غير تأويله، وذكر في ذلك ما يشبه عليهم معناه، وإن كان لا يشبه على غيرهم.

وذمهم على أنهم تأولوه على غير تأويله، ولم ينف مطلق التأويل -كما تقدم- من أن لفظ التأويل يراد به التفسير المبين لمراد الله به، وذلك لا يعاب، بل يُحمد، ويراد بالتأويل: الحقيقة التي استأثر الله بعلمها، فذلك لا يعلمه إلا هو، هذا بعض ما ورد في مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية من الاعتماد على كتاب الرد على الزنادقة والجهمية والتصريح بأنه للإمام أحمد بن حنبل يضاف إلى ذلك اختيار شيخ الإسلام في "بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية" أو نقض تأسيس الجهمية في كثير من نصوص هذا الكتاب: "الرد على الزنادقة والجهمية "، مع تعليقات قيمة على كل نص من تلك النصوص لشيخ الإسلام نفسه.

وقد اختار ابن القيم من لفظ نصوصه أي: الرد على الزنادقة والجهمية في كتابه "اجتماع الجيوش الإسلامية على قصد المعطلة والجهمية " فثبت في هذا كله ثبوتًا لا يدع مجالًا للشك أن هذا الكتاب للإمام أحمد بن حنبل -رضي الله عنه- وجزاه عن تأليفه خيرًا. والله تعالى ولي التوفيق، وهو حسبي ونعم الوكيل.

وبهذا يتبين أن هذه الرسالة -لا شك- أنها للإمام أحمد وأن التشكيك في إثباتها وفي نسبتها للإمام أحمد لا وجه له، وإنما يشكك في ذلك أهل البدع من الجهمية والمعتزلة حتى لا تثبت؛ لأنها رد عليهم، وإبطال لمعتقده ضلالهم.

والجهمية والمعتزلة والأشاعرة موجودون في كل زمان، وهم موجودون في هذا الزمان، وفي هذا الزمن أيضًا يشككون في نسبة هذه الرسالة، ويقولون: إنها ليست للإمام أحمد كما شكك من سبقهم من إخوانهم من الجهمية والمعتزلة نعم.