الرد على الزنادقة والجهمية شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 68

شرح الرد على الزنادقة والجهمية إنكار الجهمية لكلام الله والرد عليهم
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

إنكار الجهمية لكلام الله والرد عليهم

قال -رحمه الله تعالى-: باب بيان ما أنكر الجهمي من أن يكون الله كلم موسى فقلنا: لم أنكرتم ذلك؟ قالوا: إن الله لم يُكَلِّم ولا يتكلم؛ إنما كَوَّن شيئا فعَبَّر عن الله، وخلق صوتًا فأسمعه، وزعموا أن الكلام لا يكون إلا من جوف وفم ولسان وشفتين .

هذا الباب معقود للرد على الجهمية في إنكارهم كلام الله، وأن الله -تعالى- كلم موسى

يقول الإمام: قلنا لهم: لم أنكرتم ذلك؟ قالوا: إن الله لم يكلِّم ولا يتكلم، إن الله لا يتكلم ولا يكلم أحدًا، هكذا تقول الجهمية

كيف يجيبون عن الآيات التي فيها: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا الآيات التي فيها إثبات كلام الله؟

قالوا: معناها: كَوَّن شيئا فعبر عن الله، وخلق صوتًا فأسمعه، قالوا: إن الله لم يتكلم، ولكن كَوَّن شيئا فعبر عن الله، "كَوَّن" يعني: خلق شيء.

وقالوا: إن الله -تعالى- لم يقل لموسى إني أنا الله رب العالمين، بل خلق الكلام في الشجرة، والشجرة هي التي كلمت موسى وقالت: إني أنا الله رب العالمين.

والجهمية كذلك يقول بعضهم: الكلام يخلقه الله في الهواء، أو في الشجرة، أو في أي شيء، فيكون الكلام بدأ من هذا المخلوق.

إذن الجهمية أولوا النصوص التي فيها أن الله كَلَّم، قالوا: إنه كَوَّنَ شيئا فعَبَّرَ عن الله، خلق شيء فقال: إني أنا الله، وخلق صوتًا فأسمعه موسى فموسى لم يسمع كلام الله، ولكن سمع صوتًا خلقه الله، وقال لموسى إني أنا الله.

وهذا رد للقرآن، وإبطال للقرآن نعوذ بالله.

يقول الإمام: وشبهتهم زعموا أن الكلام لا يكون إلا من جوف وفم ولسان وشفتين، لا يمكن أن يكون الكلام إلا إذا كان من جوف وفم ولسان وشفتين، فإذا قلتم: إن الله يتكلم فقد أثبتم أن لله جوفًا، وأثبتم لله فمًا، وأثبتم لله لسانًا، وأثبتم لله شفتين، ومن أثبت أن هذه الأشياء لله فقد كفر؛ لأنه شبَّه الله بخلقه. هكذا تقول الجهمية

لماذا أنكروا الكلام؟ قالوا: فرارا من الكفر. قالوا: لأن لو أثبتنا الكلام لله للزم أن يكون له جوفٌ وفم ولسان وشفتان، ومن أثبت هذه الأشياء لله فقد شبه الله بخلقه، ومن شبه الله بخلقه كفر.

ففرارًا من ذلك قالوا: لا يكلِّم، ولا يتكلم، وأما النصوص التي فيها أنه تكلم فهي منسوبة إلى أشياء خلقها الله، أشياء خلقها الله وكونها فتكلمت، وخلق صوتًا فأسمعه موسى فموسى لم يسمع كلام الله، وإنما سمع صوتًا خلقه الله فأسمعه إياه، وكون شيئا فعبر عن الله، إما الشجرة أو غيرها، فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى .

فقالوا: إن الله خلق الكلام في الشجرة، فكلمته، فسمع الكلام من الشجرة.

والمؤمنون المسلمون يقولون: إن الله هو الذي كلم موسى وقوله: "من الشجرة" يعني ابتداء الكلام من الشجرة، كما تقول: سمعت كلام زيد من البيت، يعني: ابتداءه من البيت.