الرد على الزنادقة والجهمية شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 96

شرح الرد على الزنادقة والجهمية وصف الله نفسه بالعلو وذم أهل السفل
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

وصف الله نفسه بالعلو وذم أهل السفل

فهذا خبر الله أخبرنا أنه في السماء، ووجدنا كل شيء أسفل منه مذمومًا.

يقول الله -جل ثناؤه-: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ .

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ .

وقلنا لهم: أتعلمون أن إبليس كان مكانه، والشياطين مكانهم، فلم يكن الله بمجتمع هو وإبليس في مكان واحد؛ وإنما معنى قوله -جل ثناؤه-: وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يقول: هو إله من في السماوات، وإله من في الأرض، وهو على العرش، وقد أحاط بعلمه ما دون العرش، ولا يخلو من علم الله مكان، ولا يكون علم الله في مكان دون مكان، فذلك قوله: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا .

إذن، أجاب الإمام -رحمه الله- قال: أنتم أيها الجهمية تقولون: إن الله في كل مكان، في الأسفل، وفي الأعلى.

أجاب الإمام قال: وجدنا كل شيء أسفل هو مذموم، أتجعلون الله مع المذمومات؟! تعالى الله.

قال الله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ .

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ .

إبليس أين مكانه والشياطين؟ أسفل. فلم يكن الله بمجتمع هو وإبليس في مكان واحد، تعالى الله.

ثم أجاب عن استدلالهم بالآية: وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ .

قال: المعنى: هو إله من في السماوات، وإله من في الأرض، وهو الله في السماوات، يعني: إله من في السماوات، وإله من في الأرض، وهو -سبحانه- فوق العرش، وفوق العلو، لكن هو إله من في السماوات والأرض، معبود من في السماوات، ومعبود من في الأرض، يعبده أهل السماوات، ويعبده أهل الأرض.

وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ يعني: إله من في السماوات، وإله في الأرض.

وهو على العرش وقد أحاط بعلمه ما دون العرش، ولا يخلو من علم الله مكان، ولا يكون علم الله في مكان دون مكان.

علمه شامل لكل شيء، في كل مكان، أما ذاته -سبحانه- فهو فوق العرش.

بعضهم فسر الآية: وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ المراد علمه، علمه في السماء كما أن علمه في الأرض، والإمام هنا فسرها بأنه معبود من في السماء، ومعبود من في الأرض، وعلمه في كل مكان.

ولهذا قال -سبحانه-: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا .

ثم ذكر الإمام مثالين يدلان على أن الله -سبحانه وتعالى- علمه في كل مكان، وذاته فوق العرش.