الرد على الزنادقة والجهمية شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 106

شرح الرد على الزنادقة والجهمية الأدلة على إثبات المعية
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

الأدلة على إثبات المعية

وهذا على وجوه، قال الله -جل ثناؤه- لموسى إِنَّنِي مَعَكُمَا يقول: في الدفع عنكما. وقال: ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا يقول: يعني في الدفع عنا. وقال: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ يقول: في النصر لهم على عدوهم.

وقال: فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ في النصر لكم على عدوكم. وقال: وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ يقول: بعلمه فيهم. وقال: فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ يقول: في العون على فرعون .

هذه الأدلة الآن ذكرها في إثبات المعية، وقال: إن المعية على وجوه -رحمه الله-.

الآية الأولى: إِنَّنِي مَعَكُمَا قول الله تعالى خطابا لموسى إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى قال المؤلف: معناها يقول: في الدفع عنكما.

والآية الثانية: الدليل الثاني: قوله تعالى: ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ الرسول -عليه الصلاة والسلام- وأبو بكر ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا يقول: يعني في الدفع عنا.

والدليل الثالث: قول الله تعالى: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ يقول: في النصر لهم على عدوهم.

والآية الثالثة قول الله تعالى: فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ يقول: في النصر لكم على عدوكم، وقال: وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ يقول: بعلمه فيهم.

والآية الخامسة قوله: فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ يقول: في العون على فرعون

هذه كلها في إثبات المعية، فهل هذه معية عامة أو معية خاصة؟ الضابط في هذا أن المعية تنقسم إلى قسمين -كما سبق-: معية عامة، ومعية خاصة، وهذه الآيات ترجع إلى النوعين: معية عامة، ومعية خاصة، وسبق أن قلنا إن هناك فرق بين المعية العامة والمعية الخاصة.

قلنا: إن هناك فروقا ثلاثة، وهي أن المعية العامة معية إحاطة واطلاع، والمعية الخاصة معية حفظ ونصر وتأييد ودفع.

ثانيا: المعية العامة تأتي في سياق المحاسبة والجزاء والتخويف، هذه المعية العامة، والمعية الخاصة تأتي في سياق المدح والثناء.

ثالثا: المعية العامة تشمل المؤمن والكافر، والمعية الخاصة خاصة بالمؤمنين.

هذه الآيات كلها في المعية الخاصة إلا قوله: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ .

إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى خطاب لموسى وهارون هذه معية خاصة، ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ هذه معية خاصة، كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ معية خاصة، فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ خطاب للمؤمنين فهي معية خاصة، فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ معية خاصة.

بقي آية واحدة في المعية العامة وهي: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ ؛ ولهذا قال: يقول: بعلمه، معية علم وإحاطة، هذه عامة، قيل المعية نوعان: خاصة وعامة، الإمام -رحمه الله- قال: إنها على وجوه -يعني من جهة المعنى- قال: في الدفع عنهما، أو في العون والنصر، وإلا فكل الآيات في المعية الخاصة ما عدا آية النساء وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ فهي في المعية العامة.