الرد على الزنادقة والجهمية شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 108

شرح الرد على الزنادقة والجهمية آراء المذاهب الأخرى في الحلول
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

آراء المذاهب الأخرى في الحلول

فقلنا: إذا كان غير مباين أليس هو مماس؟ قال: لا، فقلنا: فكيف يكون في كل شيء غير مماس لشيء زلا مباين؟ فلم يحسن الجواب، فقال: بلا كيف، فيخدع جهال الناس بهذه الكلمة، وموه عليهم .

الإمام قال له: إذا كان غير مباين أليس هو مماس؟ إذا كان غير منفصل لا بد أن يكون مماسا، قال: لا، فقلنا: كيف يكون في كل شيء غير مماس لشيء؟ فلم يحسن الجهمي الجواب فقال: بلا كيف، قال الإمام: فيخدع جهال الناس بهذه الكلمة.

إذن هذا مذهب الجهمية فالجهمية يقولون: إنه حالٌّ في كل مكان -نعوذ بالله-، وهذا مذهب الجهمية العباد، الأولى يقولون: إن الله في كل مكان -تعالى الله عما يقولون-.

وأما الجهمية المتأخرون فقالوا بنفي النقيضين، وهم النفاة المعطلة، لا يقول إن الله في كل مكان ضد هؤلاء، يقولون: لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا متصل به ولا منفصل عنه، ولا مباين له ولا محايز له، إذن ماذا يكون؟!

هذا مذهب الجهمية المعطلة ينفون النقيضين الذَين لا يخلو موجود عن واحد منهما، لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا مباين له ولا محايز له، ولا متصل به ولا منفصل عنه، إذن ماذا يكون؟! عدم، بل أشد من العدم، يسمى عند العقلاء مستحيلا، المستحيل هو الذي ينفى عنه النقيضين، لا يمكن أن يكون شيء، لا داخل ولا خارج، لا بد إما داخل وإما خارج، لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا مباين له ولا محايز له -نعوذ بالله-.

المذهب الثالث: مذهب طائفة من السالمية والصوفية يقولون: هو فوق العرش، وهو في كل مكان، والجهمية -هذا نقل الإمام أحمد عنهم أنهم- يقولون: هو فوق العرش وفي كل مكان، هذا القول للسالمية الصوفية هو فوق العرش وهو في كل مكان.

المذهب الرابع: مذهب أهل الحق - الرسل وأتباعهم- أن الله تعالى فوق السماوات، مستو على عرشه، بائن من خلقه -سبحانه وتعالى-، المخلوقات نهايتها وسقفها عرش الرحمن، وهو سقف المخلوقات، والله فوق العرش، بعد أن تنتهي المخلوقات.

هذا معتقد أهل الحق، هذا هو الذي جاء به الرسل وأتباعهم، فتكون المذاهب أربعة مذاهب: مذهب أهل الحق، مذهب الجهمية القول بالحلول في كل مكان، مذهب السالمية والصوفية أنه فوق العرش وفي كل مكان، مذهب معطلة الجهمية ونفاتهم الذين ينفون النقيضين.

يقولون: لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا مباين له ولا محايد له -نعوذ بالله-، وكفر هؤلاء الذين ينفون النقيضين أشد من الحلولية كلهم كفار، لكن من يقول بالحلول.. هذا أثبت وجود الله، لكن الذي يقول لا داخل العالم ولا خارجه لم يثبت شيئا، فيكون كفره أشد وأغلظ -نعوذ بالله-.