لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 13

شرح لمعة الإعتقاد مقدمة صاحب المتن ابن قدامة
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

مقدمة صاحب المتن ابن قدامة

مقدمة صاحب المتن ابن قدامة

قال الشيخ الإمام العالم موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي -عليه رحمة الله-

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المحمود بكل لسان المعبود في كل زمان الذي لا يخلو من علمه مكان، ولا يشغله شأن عن شأن، جل عن الأشباه والأنداد، وتنزه عن الصاحبة والأولاد، ونفذ حكمه في جميع العباد، لا تمثله العقول بالتفكير، ولا تتوهمه القلوب بالتصوير لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ له الأسماء الحسنى والصفات العلى الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى أحاط بكل شيء علما، وقهر كل مخلوق عزة وحكما، ووسع كل شيء رحمة وعلما، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا .

موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم، وعلى لسان نبيه الكريم.

هذه كلها مأخوذة من النصوص، فالله تعالى هو المحمود، والمحمود من الحمد، والحمد ذكر أوصاف المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه أن تذكر أوصاف الممدوح مع حبه وإجلاله وتعظيمه، وهذا أبلغ من المدح، فالمدح هو أن تثني على الشخص وصفاته ولا يلزم مع ذلك أن تحبه، تثني على الشيء سواء كان إنسان أو حيوان أو غيره في أوصافه ولا يلزم من ذلك المحبة، كما لو تثني على الأسد تقول: إنه قوي وإنه مفتول العضلات، هذا ثناء، ولا يقال له: حب بخلاف الحب، فإنه ذكر أوصاف المحبوب مع حبه وإجلاله وتعظيمه، ولهذا جاء في جاء في جناب الرب الحمدُ دون المدح، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ولم يقل: أمدح الله رب العالمين، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الحمد هو ذكر أوصاف المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه، فالله -تعالى- هو المحمود، له الصفات الكاملة وله الحب والإجلال والتعظيم، سبحانه وتعالى.

وفيه إثبات قضاء الله وقدره وإثبات أسمائه وصفاته، وأنه -سبحانه وتعالى- يعلم كل شيء، وأن مستحق للعبادة، وأنه -سبحانه وتعالى- لا يحيط به أحد من خلقه ولا تمثله العقول، ولا تصوره القلوب -سبحانه وتعالى-، فهو لا يماثل شيئا من خلقه، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ أحاط بكل شيء علما، ووسع كل شيء رحمة وعلما، وكل هذه من صفاته. نعم.