لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 14

شرح لمعة الإعتقاد ما تضمنته خطبة الكتاب
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

ما تضمنته خطبة الكتاب

البداءة بالبسملة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

قال المؤلف -حفظه الله تعالى-: ما تضمنته خطبة الكتاب:

تضمنت خطبة المؤلف في هذا الكتاب ما يأتي:

أولا: البداءة بالبسملة اقتداء بكتاب الله العظيم واتباعا لسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعنى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أي: أفعل الشيء مستعينا ومتبركا بكل اسم من أسماء الله تعالى الموصوف بالرحمة الواسعة ومعنى الله: المألوه أي المعبود حبا وتعظيما وتألها وشوقا.

بدأ بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز، وعملا بحديث: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر، أو أقطع الحديث وإن كان فيه ضعف لكن له طرق.

الله: أعرف المعارف، لفظ الجلالة أعرف المعارف، وهو علم على الرب -سبحانه وتعالى- ومتضمن لصفة الألوهية، فالله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين كما قال ابن عباس وأصل الله: الإله، ثم حذفت الهمزة، فاجتمعت لامين إحداهما ساكنة، أدغمت إحداهما في الأخرى فصارت الله، أصل الله: الإله، سهلت الهمزة، ثم اجتمع التقى لامين أدغمت إحداهما في الأخرى فصارت الله، فالله اسم مشتق مشتمل على صفة الألوهية، وهو أعرف المعارف، أعرف المعارف لفظ الجلالة، وهو علم على الرب -سبحانه وتعالى-، لا يطلق على غيره سبحانه، وكل الأسماء راجعة إليه. نعم.

والرحمن: ذو الرحمة الواسعة.

وكذلك الرحمن من الأسماء المختصة بالله -عز وجل-، لا تطلق على غيره، وهو اسم مشتمل على صفة الرحمة، كل أسماء الله مشتقة مشتملة على الذات، على الاسم، تدل على الذات وعلى الصفة والرحمن لا يسمى به غير الله، لا يطلق على غير الله؛ ولهذا لما تسمى مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة تسمى بالرحمن لزمه وصف الكذب، فصار لا يطلق مسيلمة إلا يلصق به الكذب فيقال: مسيلمة الكذاب ؛ لأنه تسمى باسم من أسماء الله، لما تسمى مسيلمة بالرحمن لزمه وصف الكذب، صار ملازما لاسمه، فلا ينطق مسيلمة إلا ويلصق به الكذب فيقال: مسيلمة الكذاب مع أنه ادعى النبوة غيره، الأسود العنسي في اليمن ادعى النبوة، ولا يقال الأسود العنسي الكذاب، وهو كذاب، لكن مسيلمة اختص بلزوم الوصف لما تسمى باسم الرحمن، فلزمه وصف الكذب ملازما لا ينفك عنه، نسأل الله السلامة والعافية. نعم.

والرحيم: الموصي لرحمته من شاء من خلقه فالفرق بين الرحمن والرحيم أن الأول باعتبار كون الرحمة وصفا له، والثاني باعتبارها فعلا له يوصلها من شاء من خلقه.

الرحيم من أسماء الله وليست مختصة، تطلق على المخلوق تطلق عليه وعلى غيره؛ ولهذا وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه رحيم كما قال الله تعالى: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ .

هذه من الأسماء المشتركة، الرحمن، العزيز، وما أشبه ذلك من الأسماء المشتركة، والحيّ، والعليّ. نعم.