تفريغ الشريط

سبحانه وتعالى لكماله -سبحانه وتعالى- فهو كامل بذاته وصفاته وأفعاله، لا يخلو عن علمه مكان، ولا يلهيه شأن عن شأن، بخلاف المخلوق الضعيف الناقص، فعلمه ناقص مسبوق بالجهل، وينتهي أيضا بالموت، لا يعلم شيئا إذا مات، وكذلك أيضا المخلوق ضعيف يلهيه شأن عن شأن.

أما الرب -سبحانه وتعالى- فلا يلهيه شأن عن شأن، ولا يتبرم بسؤال السائلين، ولا بإلحاح الملحين، يجيب سؤال الخلائق، من يحصي الخلائق الآن ! لا يحصيهم إلا الله في البراري والبحار والجو والسماوات، والأراضين كل يسألهم الله في وقت واحد، فيلهجون بذكره وثنائه، فيثيبهم ويجيب سؤالهم ويرزقهم ويعافيهم في وقت واحد، لا يلهيه شأن عن شأن؛ لأنه خلقهم وأوجدهم أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ .

وفي يوم القيامة يحاسب الله الخلائق في وقت واحد، كلهم في وقت واحد، لا يلهيه شأن عن شأن، -سبحانه وتعالى-، ويفرغ من حسابهم في قدر منتصف النهار، ويقيل أهل الجنة في الجنة، القيلولة في الجنة، قال الله تعالى: أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا لكماله -سبحانه وتعالى-، أما المخلوق الضعيف ما يستطيع أن يكلم اثنين، وما يستطيع أن يسمع كلام ثلاثة أو أربعة لضعفه ونقصه، أما الله فهو كامل -سبحانه وتعالى- لا يلهيه شأن عن شأن، ولا يشغله شيء عن شيء، -سبحانه وتعالى-. نعم.