لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 17

شرح لمعة الإعتقاد عظمته وكبرياؤه وترفعه عن كل شبيه وند وتنزهه وتقدسه عن كل زوجة وولد
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

عظمته وكبرياؤه وترفعه عن كل شبيه وند
وتنزهه وتقدسه عن كل زوجة وولد

الخامس عظمته وكبرياؤه وترفعه عن كل شبيه وند مماثل لكمال صفاته من جميع الوجوه.

السادس: تنزهه وتقدسه عن كل زوجة وولد وذلك لكمال غناه.

سبحانه وتعالى، لأنه لا يحتاج إلى أحد بخلاف المخلوق الناقص، المخلوق كماله أن يكون له زوجة، وأن يكون له ولد، المخلوق الذي له زوجة وله ولد أكمل من الذي لا زوجة له ولا ولد، لضعفه ونقصه يحتاج إلى الزوجة، ويحتاج إلى الولد أما الله -سبحانه وتعالى- فلا يحتاج إلى أحد، وهو الحي القيوم القائم بنفسه مقيم لغيره لا يحتاج إلى أحد، فلا يحتاج إلى أحد.

ولذلك فلا زوجة له ولا ولد، فمن نسب الزوجة إلى الله أو الولد إلى الله فهو كافر، ما اتخذ الله صاحبة ولا ولدا، بل إن نسبة الولد إلى الله أمر عظيم عظمه الله وبين أن هذا الأمر العظيم تكاد السماوات تتفطر منه وتنشق الأرض وتخر الجبال وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا يعني: أمرا عظيما، تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا كل من في السماوات والأرض يأتي عبدا معبدا مقهورا مصرفا مدينا مغلوبا ينفذ فيه قدرة الله ومشيئته، ليس له من نفسه حول ولا قوة، كل من في السماوات والأرض يأتون عبيدا لله، ينتظرون أمره وتنفذ فيهم قدرته ومشيئته، ولا يخرجون عن إرادته، كل من في السماوات والأرض من الملائكة والآدميين والطيور والوحوش، الطيور والوحوش والحيوانات تبعث يوم القيامة ويقتص بعضها من بعض، ثم يقول الله تعالى لها كوني ترابا، فعند ذلك وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا فجميع من في السماوات والأرض يأتون عبيدا لله، كل من في السماوات والأرض هو عبد لله.

والله تعالى هو الواحد الذي لا شبيه له ولا نظير له ولا مثيل له وليس له أحد يعينه من عباده، ولا زوجة له ولا ولد، ولا أحد يشفع عنده إلا بإذنه، ولا أحد يعينه، يساعده لكماله -سبحانه وتعالى-، هو الحي القيوم القائم بنفسه المقيم لغيره الذي له ملك السماوات والأرض لا يخفى عليه شيء ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ولكماله يأتي كل مخلوق من الملائكة ومن البشر ومن غيرهم يأتي عبدا لله معبد مقهور مدين مغلوب مصرف تنفذ فيه قدرة الله ومشيئته. نعم.