لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 24

شرح لمعة الإعتقاد تحرير القول في النصوص من حيث الوضوح والإشكال ومعنى الرد والتأويل والتشبيه والتمثيل وحكم كل منها
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

تحرير القول في النصوص من حيث الوضوح والإشكال
ومعنى الرد والتأويل والتشبيه والتمثيل وحكم كل منها

تحرير القول في النصوص من حيث الوضوح والإشكال:

إن الوضوح والإشكال في النصوص الشرعية أمر نسبي، يختلف فيه الناس بحسب العلم والفهم، فقد يكون مشكلا عند شخص ما هو واضح عند شخص آخر، والواجب عند الإشكال اتباع ما سبق من ترك التعرض له والتخبط في معناه، أما من حيث واقع النصوص الشرعية فليس فيها بحمد الله ما هو مشكل لا يعرف أحد من الناس معناه فيما يهمهم من أمر دينهم ودنياهم؛ لأن الله وصف القرآن بأنه نور مبين وبيان للناس وفرقان، وأنه أنزله تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة، وهذا يقتضي ألا يكون في النصوص ما هو مشكل بحسب الواقع بحيث لا يمكن أحدا من الأمة معرفة معناه.

معنى الرد والتأويل والتشبيه والتمثيل وحكم كل منها

الرد التكذيب والإنكار، مثل: أن يقول قائل: ليس لله يد لا حقيقة ولا مجازا، وهو كفر؛ لأنه تكذيب لله ورسوله.

نعم. هذا بالإجماع من كذب الله ورسوله كفر، هذا من أنواع الردة، تكذيب الله وتكذيب رسوله، تكذيب الله في شيء مما جاء في القرآن وتكذيب رسوله في شيء مما جاء في السنة، التكذيب رد صريح هذا كفر هذا بخلاف التأويل، فإذا قال شخص: إن الله لا يستوي على العرش، فهذا كفر لأنه كذب الله في قوله ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ لكن شخص قال: لا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الله استوى على العرش لكن معنى الاستواء الاستيلاء، هذا متأول له شبه، لا يكفر؛ لأنه متأول، أما الأول رد القرآن، قال: لم يستو على العرش، كذب الله فيما قال، الله تعالى قال: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وهو يقول لم يستو على العرش، هذا تكذيب، لكن شخص آخر قال: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ صحيح استوى صحيح، لكن معنى استوى استولى، هذا تأويل، هذا باطل فإذا كان هذا باطل يكون هذا متأولا، والأول راد والراد كافر، والمتأول قد لا يكفر. نعم.

والتأويل التفسير، والمراد به هنا تفسير نصوص الصفات بغير ما أراد الله بها ورسوله وبخلاف ما فسرها به الصحابة والتابعون لهم بإحسان.

وحكم التأويل على ثلاثة أقسام:

الأول: أن يكون صادرا عن اجتهاد وحسن نية؛ بحيث إذا تبين له الحق رجع عن تأويله، فهذا معفو عنه؛ لأن هذا منتهى وسعه، وقد قال الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا .

الثاني: أن يكون صادرا عن هوى وتعصب وله وجه في اللغة العربية فهو فسق وليس بكفر إلا أن يتضمن نقصا أو عيبا في حق الله فيكون كفرا.

القسم الثالث: أن يكون صادرا عن هوى وتعصب، وليس له وجه في اللغة العربية فهذا كفر؛ لأن حقيقته التكذيب حيث لا وجه له.

والتشبيه إثبات مشابه لله فيما يختص به من حقوق أو صفات وهو كفر؛ لأنه من الشرك بالله، ويتضمن النقص في حق الله، حيث شبهه بالمخلوق الناقص.

والتمثيل: إثبات مماثل لله فيما يختص به من حقوق أو صفات، وهو كفر؛ لأنه من الشرك بالله وتكذيب لقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ .

ويتضمن النقص في حق الله حيث مثله بالمخلوق الناقص.

والفرق بين التمثيل والتشبيه: أن التمثيل يقتضي المساواة في كل وجه بخلاف التشبيه.

كمن يقول: إن لله يدا مثل يد المخلوقين، وله وجه مثل أوجه المخلوقين، فهذا متنقص لله، الله تعالى يقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ نعم.