لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 25

شرح لمعة الإعتقاد حكاية كلام أئمة السلف في الصفات
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

حكاية كلام أئمة السلف في الصفات

ما تضمنه كلام الإمام أحمد في أحاديث النزول وشبهها

الحمد لله رب العالمين وصلى لله وسلم وبارك علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال المؤلف حفظه الله تعالى:

ما تضمنه كلام الإمام أحمد في أحاديث النزول وشبهها:

تضمن كلام الإمام أحمد -رحمه الله- الذي نقله عنه المؤلف ما يأتي:

أولا وجوب الإيمان والتصديق بما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-....

التعليق.. فيما علق الشيخ محمد بن إبراهيم عندك سبق في الصفحة.. في تعقيب عندك..اقرأ التعقيب:

قال الشيخ محمد بن إبراهيم في قول صاحب اللمعة: ووجب الإيمان به لفظا، وأما كلام صاحب اللمعة فهذه كلمة مما لوحظ في هذه العقيدة، فقد لوحظ فيها عدة كلمات أخذت على المصنف، إذ لا يخفى أن مذهب أهل السنة والجماعة والإيمان بما ثبت في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته لفظا ومعنى، واعتقاد أن هذه الأسماء والصفات على الحقيقة لا على المجاز، وأن لها معاني حقيقية تليق بجلال الله وعظمته، وأدلة ذلك أكثر من أن تحصى، ومعاني هذه الأسماء ظاهرة معروفة في القرآن كغيرها، لا لبس فيها ولا إشكال ولا غموض، وقد أخذ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنه القرآن ونقلوا عنه الأحاديث ولم يستشكلوا شيئا من معاني هذه الآيات والأحاديث؛ لأنها واضحة صريحة، وكذلك من بعده من قرون فاضلة كما يروى عن مالك - رحمه الله - لما سئل عن قوله -سبحانه وتعالى- الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى قال الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وكذلك يروى معنى ذلك عن ربيعة شيخ مالك ويروى عن أم سلمة مرفوعا وموقوفا.

أما كنه الصفة وكيفيتها، فلا يعلمه غير الله -سبحانه- إذ الكلام في الصفة فرع عن الكلام في الموصوف، فكما لا يعلم كيف هو إلا هو، وكذلك صفاته فهو معنى قول مالك والكيف مجهول، أما ما ذكره في اللمعة فإنه ينطبق على مذهب المؤولة وهو من شر المذاهب وأخبثها.

حتى قالوا: إن مذهب المفوضة أشر من المؤولة المفوضة هم الذين يفوضون المعنى، ما يدرون أيش معناه، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ما يدرون أيش معناه، مثل الكلام الأعجمي، كأنه حروف أعجمية، معنى آية الصفات، والله على كل شيء قدير ما يدرون أيش معنى قدير، السميع البصير ما يدرون أيش معنى البصير، هذا غلط المعنى معلوم كما قال الإمام مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول، نعرف أن السمع ضد الصمم، البصر ضد العمى، الاستواء معناه في اللغة معروف الاستقرار والصعود والعلو والارتفاع.

لكن كيفية الاستواء كيفية الصفة هو الذي لا نعلمه، المؤلف كلامه موهم -رحمه الله- كان من أئمة أهل السنة يرد إلى كلامه في بعضه الذي يوضح هذا المعنى، والذي ظاهره يقول إثبات اللفظ فقط بدون المعنى هذا هو مذهب المفوضة، لأن أهل البدع طائفتان المفوضة والمؤولة، المفوضة الذين يفوضون المعنى يؤمنوا باللفظ فقط، ولا يعتقدون أن لها معنى، هم لا يعرفون المعنى، كأنها حروف أعجمية الصفات، كأنها حروف أعجمية، ما يدرون أيش معناها، هذا غلط المعنى معروف كما قلنا معنى الاستواء.

والمؤولة يقولون: الاستواء معناه استولى، المؤولة يحرفون معنى استوى استولى وهذا غلط، والمفوضة يقولون: ما يدرون أيش معناها، المعنى غير معلوم وهذا غلط، أهل السنة يثبتون المعنى ويفوضون الكيفية، وهو غير مذهب المفوضة وغير مذهب المؤولة المؤولة يؤولون استوى يقولون استولى، المفوضة يفوضوا المعنى يقولون مالوش معنى، حروف أعجمية أو كأنها حروف أعجمية، السين والتاء والواو ما يدرون أيش معناها.

وأهل السنة يقولون: نعلم المعنى، المعنى معلوم الاستواء الصعود والاستقرار والعلو والارتفاع، الكيف هو المجهول، كيفية الصفات لا نعلمها، لكن ابن قدامة من أئمة أهل السنة وإن كانت هذه العبارة موهمة ترد إلى كلامه الواضح، يحمل على محمل حسن وإلا الكلمة هذه موهمة، نعم.

أما ما ذكره ابن قدامة فإنه ينطبق على مذهب المفوضة وهو من أشر المذاهب وأخبثها، والمصنف -رحمه الله- من أئمة أهل السنة وهو أبعد الناس عن مذهب المفوضة وغيرهم من المبتدعة والله أعلم، نقرأ الفتاوى ورسائل الشيخ محمد إبراهيم جمع وترتيب الشيخ عبد الرحمن القاسم قلت: فمن رجع إلى مصنفات ابن قدامة -رحمه الله- علم يقينا أنه بعيد كل البعد عن مذهب المفوضة وأهل التأويل لاسيما كتابه ذم التأويل الذي رد فيه على أهل التأويل ومن حذا حذوهم من المفوضة، وأثبت في مذهب أهل السنة الإيمان بما ثبت في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته لفظا ومعنى.

فما ورد عن ابن قدامة هنا بقوله وجب الإيمان به لفظا من المجمل المتشابه الذي فسر صريحا واضحا بينا في مصنفات أخرى، فيجب الرد إلى المحكم من كلامه -عليه رحمة الله-، وكل ما ورد عنه مما يحتمل فهو مردود إلى المحكم من كلامه في سائر تصانيفه والله أعلم.

هذا من باب إحسان الظن بالعلماء نعم.

ويكون معناه ترك التعرض لمعناه. كيف هذا، هذا مذهب المفوضة، معناه معلوم، لكن هذا مجمل يحمل على الكيفية يعني، نعم.

تضمن الكلام الإمام أحمد -رحمه الله- الذي نقله عنه المؤلف ما يأتي:

أولا: وجوب الإيمان والتصديق بما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أحاديث الصفات من غير زيادة ولا نقص ولا حد ولا غاية.

ثانيا: أنه لا كيف ولا معنى، أي: لا نكيف هذه الصفات؛ لأن تكييفها ممتنع لما سبق، وليس مراده أنه لا كيفية لصفاته؛ لأن صفاته ثابتة حقا، وكل شيء ثابت، فلا بد له من كيفية، لكن كيفية صفات الله غير معلومة لنا.

وقوله: ولا معنى أي لا نثبت لها معنى يخالف ظاهرها كما فعله أهل التأويل وليس مراده نفي المعنى الصحيح الموافق لظاهرها الذي فسرها به السلف فإن هذا ثابت، ويدل على هذا قوله: ولا نرد شيئا منها ونصفه بما وصف به نفسه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ولا نعلم كيفية كنه.

يعني نثبت المعنى والكيفية هي التي لا نعلمها، ولا معنى أي لا نثبت يعني معنى يخالف الظاهر، لا معنى ولا كيف يعني الكيفية مجهولة ولا معنى يخالف الظاهر كما يفعل أهل التأويل ؛ لأنهم يفسرونها بما يخالف ظاهرها، نعم.

ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت، ولا نعلم كيفية كنه ذلك، فإن نفيه لرد شيء منها ونفيه لعلم كيفيتها دليل على إثبات المعنى المراد منها.

ثالثا: وجوب الإيمان بالقرآن كله محكمه، وهو ما اتضح معناه ومتشابهه وهو ما أشكل معناه، فنرد المتشابه إلى المحكم ليتضح معناه فإن لم يتضح وجب الإيمان به لفظا، وتفويض معناه إلى الله تعالى.

والمتشابه أن يكون التشابه نسبي، فمثلا أهل الزيغ يتعلقون بالمتشابه ويتركون المحكم الواضح، وأهل الحق يعملون بالمحكم ويردون إليه المتشابه، إذا أشكل عليهم نص ردوه إلى المحكم الواضح، مثلا يتعلق مثلا النصراني يتعلق بقوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ قال: نحن للجمع دل على أن الآلهة متعددة، نقول: أنت من أهل الزيغ؛ لأنك تعلقت بالمتشابه، رد هذا إلى محكم وهو قوله تعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ نحن للواحد يعظم نفسه أسلوب عربي معروف، فأنت لماذا تتعلق بالمتشابه وتترك المحكم، دل هذا على أنك في قلبك زيغ، لكن أهل الحق يعملون بالمحكم؛ لأن المحكم هو الأصل عندهم والمتشابه يردونه إليه، فنحن نردها إلى قوله وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي هذا محكم نرده إلى المتشابه ونفسره به فيتضح المعنى، قل نحن للواحد المعظم نفسه، وهذا أسلوب عربي معروف، نعم.