الآثار الواردة في الترغيب في السنة والتحذير من البدعة:
الأول: من أقوال الصحابة قال ابن مسعود -رضي الله عنه- الصحابي الجليل، المتوفَّى سنة اثنين وثلاثين هجريا عن بضع وستين سنة: "اتبعوا"، أي: التزموا آثار النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير زيادة ولا نقص، "ولا تبتدعوا": لا تحدثوا بدعة في الدِّين، "فقد كُفيتم"، أي: كفاكم السابقون مهمة الدين، حيث أكمل الله -تعالى- الدين لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وأنزل قوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ فلا يحتاج الدين إلى تكميل،
الثاني: من أقوال التابعين قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز المولود سنة ثلاث وستين هجريا، المتوفَّى سنة مائة وواحد هجرية -قولا يتضمن ما يأتي:-
أولا: وجوب الوقوف حيث وقف القوم، يعني بهم: النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فيما كانوا عليه من الدِّين عقيدةً وعملا؛ لأنهم وقفوا عن علم وبصيرة، ولو كان فيما حدث بعدهم خير لكانوا به أحرى.
ثانيا: أن ما أُحدث بعدهم فليس فيه إلا مخالفة هديهم والزهد في سنتهم، وإلا فقد وصفوا من الدين ما يشفي، وتكلموا فيه بما يكفي.
ثالثا: أن من الناس من قصّر في اتباعهم فكان جافيًا، ومن الناس من تجاوزهم فكان غاليًا، والصراط المستقيم ما بين الغلو والتقصير.
نعم، فالصراط المستقيم وسط بين الغالي والجافي، كما قال الحسن البصري دين الله -والذي لا إله إلا هو- بين الغالي والجافي، وسط، كما أن هذه الأمة وسط بين الأمم؛ لقوله: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا فكذلك الفِرقة الناجية وسط بين الفِرق، نعم.
ثالثا: من أقوال تابعي التابعين، قال الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو المتوفَّى سنة مائة وسبعة وخمسين هجريا: "عليك بآثار من سلف"، أي: الزم طريقة الصحابة والتابعين لهم بإحسان؛ لأنها مبنية على الكتاب والسُّنة، "وإن رفضك الناس" أبعدوك واجتنبوك.
"وإياك وآراء الرجال": احذر آراء الرجال، وهي ما قيل بمجرد الرأي من غير استناد إلى كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم.
"وإن زخرفوه": جمّلوا اللفظ وحسّنوه؛ فإن الباطل لا يعود حقا بزخرفته وتحسينه.
نعم انتهى.
مواعيد ماي 2024
الآن 50
هذا اليوم 4891
بالامس 8586
لهذا الأسبوع 34425
لهذا الشهر 116359
لهذه السنة 890630
منذ البدء 13160387
تاريخ البدء 2015/05/05
أعلى إحصائية 18201
بتاريخ 2019/11/14