لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 33

شرح لمعة الإعتقاد الصفة الثانية اليدان
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

الصفة الثانية اليدان

قال ابن قدامة وقوله -سبحانه وتعالى-: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ .

الصفة الثانية: اليدان.

اليدان من صفات الله الثابتة له بالكتاب والسُّنة وإجماع السلف قال الله تعالى: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار إلى قوله: بيده الأخرى القبض يرفع ويخفض. رواه مسلم والبخاري

نعم، واليدان لله ثابتتان في القرآن والسنّة كما قال -سبحانه-: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ وقال -سبحانه-: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ اليدان ثابتتان حقيقتان، وقال في الحديث الآخر: يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة، سحّاء الليل والنهار وقال: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحلف يقول: والذي نفسي بيده، إثبات اليد لله عز وجل.

"اليد" المراد بها الجنس، وهما يدان حقيقتان، وأهل التعطيل بعضهم يفسّر "اليد" بالقدرة، وبعضهم يفسرها بالنعمة، هذا باطل؛ لأن تفسيرها بالقدرة معناه لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ يعني: بقُدرتَيَّ، فالقدرة مثنَّاة، وكذلك النعمة: بنعمتيَّ، هذا باطل! نعم الله كثيرة، ليست اثنتان، فيفسد المعنى.

والصواب الذي دلت عليه النصوص والذي عليه أهل السنة والجماعة: إثبات اليدين لله -عز وجل- كما يليق بجلاله وعظمته، يدان حقيقتان لا يشابهه -سبحانه وتعالى- فيها أحدا من خلقه، فتفسير اليد بالقدرة أو بالنعمة هذا هو سبيل أهل التأويل وأهل التحريف. نعم.

نعم، ووردت "اليد" مفردة: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ المراد به هو الجنس، جنس اليد، ووردت مجموعة: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا هنا الأيدي مجموعة ومضافة إلى ضمير الجمع، ليس المراد بها "اليد" هنا، المراد بها القوة والقدرة من آدَ يَئِيدُ المجموعة؛ لأنها جُمعت وأضيفت إلى ضمير الجمع.

أما في التثنية فإنها جاءت "اليد" مثناة مضافة إلى ضمير الربّ -سبحانه وتعالى- لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ بَلْ يَدَاهُ فتثنية اليدين أضيفت إلى ضمير الواحد وهو الله -سبحانه وتعالى- لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ والآية الأخرى: بَلْ يَدَاهُ أضيفت إلى ضمير المتكلم، والثانية أضيفت إلى ضمير الغائب، فهما يدان حقيقتان.

أما "اليد" المفردة المراد بها جنس اليد، وأما "أيدينا" يعني: ما خلقنا بقوتنا وقدرتنا، نعم.

وقد فسرها أهل التعطيل بالنعمة أو القدرة ونحوها، ونردُّ عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة وبوجه الرابع: أن في السياق ما يمنع تفسيرها بذلك قطعًا كقوله -تعالى-: لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ وقوله -صلى الله عليه وسلم-: وبيده الأخرى القبض .

الأوجه التي وردت عليها صفة اليدين وكيف نوفق بينها:

الأول: الإفراد كقوله -تعالى-: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ . الثاني: التثنية كقوله -تعالى-: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ . الثالث: الجمع كقوله -تعالى-: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا .

والتوفيق بين هذه الوجوه أن نقول: الوجه الأول مفرد مضاف فيشمل كل ما ثبت لله من يد، ولا ينافي الثنتين، وأما الجمع فهو للتعظيم

يعني: المراد الجنس، الإفراد هو الجنس، جنس اليدان، المراد جنس اليد، فإذا ضممتها إلى النص الآخر "بل يداه" تبيّن أن المراد اليدان، وهنا المراد جنس اليد، نعم.

وأما الجمع فهو للتعظيم لا لحقيقة العدد الذي هو ثلاثة فأكثر، وحينئذ لا ينافي التثنية، على أنه قد قيل: إن أقل الجمع اثنان، فإذا حُمل الجمع على أقله، فلا معارضة بينه وبين التثنية أصلا.