وقوله -تعالى- إخبارًا عن عيسى -عليه السلام- أنه قال: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ .
وهذه الآية فيها إثبات النفس لله -عز وجل- وأن لله نفسًا حقيقية تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ وقوله -تعالى-: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ فيه إثبات أن لله نفْسًا، وهو -سبحانه وتعالى- له نفس، وهي قريب من معنى الذات كما ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.
الله -تعالى- له نفس حقيقية، وله ذات حقيقية كما في الحديث في قصة إبراهيم أنه لمّا كذب ثلاث كذبات قال: أجادل بهن في ذات الله. ثلاث كذبات في ذات الله. وقال خُبيب لما قُتل:
ولسـت أبـالي حـين أُقتـل مسلمـًا
على أي جَنْبٍ كان في الله مصرعي
وذلـك فــي ذات الإلـه وإن يشـأ
يبـارك على أوصال شَلْوٍ ممـزَّعِ
قال: وذلك في "ذات" الإله أثبت الذات، فالمراد هو إثبات النفس، وأن لله نفسًا حقيقية لا تشبه أنفس المخلوقين، نعم.
الصفة الثالثة: النفس:
النفس ثابتة لله -تعالى- بالكتاب والسنة وإجماع السلف قال الله -تعالى-: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ وقال عن عيسى إنه قال: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته رواه مسلم
قال تعالى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ .
وأجمع السلف على ثبوتها على الوجه اللائق به.
يعني: ثبوت النفس لله -عز وجل- نعم.
فيجب إثباتها لله من غير تحريفٍ ولا تعطيلٍ ولا تكييفٍ ولا تمثيل.
مواعيد ماي 2024
الآن 43
هذا اليوم 924
بالامس 8586
لهذا الأسبوع 30458
لهذا الشهر 112392
لهذه السنة 886663
منذ البدء 13156420
تاريخ البدء 2015/05/05
أعلى إحصائية 18201
بتاريخ 2019/11/14