هذا حديث فيه إثبات صفة "العَجب" كما يليق بجلال الله وعظمته من الصفات الفعلية أيضًا، ليس كعجب المخلوق.
"يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة"، يعني: الشاب الملتزم بطاعة الله وليس له صبوة، أي: انحراف؛ لأن الغالب أن الشباب له نزوة، فإذا التزم الشاب بطاعة الله فهذا يعجب الله منه، كما في الحديث الآخر: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله … وذكر فيهم: شاب نشأ في عبادة الله .
فالعجب ثابت، وفي قراءة في سورة "الصافات": بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ وفي قراءة قرئت الآية: ( بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُون ) على هذه القراءة "بل عجبتُ" فيه إثبات العجب لله، في القرآن وفي السّنة على قراءة "بل عجبتُ ويسخرون"، وقراءة حفص المعروفة، قراءتنا: بَلْ عَجِبْتَ الخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ لكن القراءة الأخرى: ( بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُون ) الضمير يعود إلى الله، فيكون فيه إثبات "العَجب" في القرآن وفي السُّنة.
الصفة الحادية عشرة: العجب:
"العجب" من صفات الله الثابتة له بالكتاب والسنة وإجماع السلف قال الله -تعالى-: (بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُون) على قراءة ضم "التاء"، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يَعجبُ ربُّك من الشاب ليست له صَبْوَة رواه أحمد وهو في المسند عن عقبة بن عامر مرفوعًا وفيه ابن لهيعة
وأجمع السلف على ثبوت العجب لله، فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وهو عجب حقيقي يليق بالله.
وفسّره أهل التعطيل بالمجازاة، ونردُّ عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة.
والعجب نوعان:
إحداهما أن يكون صادرًا عن خفاء الأسباب على المتعجِّب فيندهش له ويستعظمه ويتعجب منه، وهذا النوع مستحيل على الله؛ -هذا عجب المخلوق، هذا خاص بالمخلوق، نعم- لأن الله لا يخفى عليه شيء.
لأن الله -تعالى- يعلم كل شيء لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ولا يمكن أن يوصف الله بهذا، هذا من وصف المخلوق الجاهل، المخلوق مهما بلغ عنده نقص، عنده جهل، تخفى عليه بعض الأسباب، فإذا خفيت عليه بعض الأسباب ثم بُلِّغ بشيء تعجب واندهش، نعم.
الثاني: أن يكون سببه خروج الشيء عن نظائره، أو عما ينبغي أن يكون عليه مع علم المتعجِّب، وهذا هو الثابت لله -تعالى-.
مجازاة الإنسان، مجازاة يعنى: يجازي.. الجزاء يكون بالثواب أو بالعقاب، يجازي على صنيعه، "يعجب ربك"، يعني: يجازيهم ويثيبهم.
المجازاة هي الجزاء، الله -تعالى- يجازي العباد يوم القيامة بالثواب وبالعقاب، فالثواب مجازاة، والعقاب مجازاة، نعم....
مواعيد ماي 2024
الآن 35
هذا اليوم 1334
بالامس 6357
لهذا الأسبوع 7691
لهذا الشهر 139471
لهذه السنة 913742
منذ البدء 13183499
تاريخ البدء 2015/05/05
أعلى إحصائية 18201
بتاريخ 2019/11/14