لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 47

شرح لمعة الإعتقاد الصفة الرابعة عشرةالعلو
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

الصفة الرابعة عشرة العلو إثبات العلو لله تعالى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.

قال ابن قدامة -رحمه الله-: وقوله -تعالى-: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ .

الشرح:

الصفة الرابعة عشرة: العلو: "العلو" من صفات الله الثابتة له بالكتاب والسنة وإجماع السلف

الآية أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ فيها إثبات العلو، وأن الله تعالى في العلو؛ لأن السماء يراد به العلو، وكل شيء سماك فهو سماء، وتطلق السماء على الطباق المبنية أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ فإذا أريد بالسماء العلو تكون "في" للظرفية، وإذا أُريدَ به السبع الطباق المبنية تكون في بمعنى "على": أأمنتم مَنْ على السماء.

أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ وفي الحديث: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمه وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ففي هذا إثبات العلو، وأن الله -تعالى- في العلو، وله -سبحانه- أعلى العلو، وهو ما فوق العرش.

قال الله -تعالى-: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ .

وهذه الآية -أيضًا- فيها إثبات العلو وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ وقوله: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ كل هذه النصوص فيها إثبات "العلو" نعم.

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في صلاته في السجود: سبحان ربي الأعلى رواه مسلم من حديث حذيفة

نعم، وهذا فيه إثبات العلو: "سبحان ربِّيَ الأعلى" نعم.

وأجمع السلف على إثبات العلو لله، فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.

نعم، هذا أجمع عليه أهل السنة والجماعة والمُعطِّلة لا عبرة بخلافهم، فإنهم مسبوقون بإجماع الصحابة والتابعين والأئمة على أن الله في "العلو"، أجمعوا على أن الله فوق خلقه، وأنه مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه -سبحانه وتعالى- فوق السماوات، مستوٍ على العرش، بائن من خلقه، نعم.

وهو عُلو حقيقي يليق بالله، وينقسم إلى قسمين:

علو الصفة، بمعنى أن صفاته -تعالى- عليا، ليس فيها نقص بوجه من الوجوه، ودليله ما سبق.

وعلو ذات، بمعنى أن ذاته -تعالى- فوق جميع مخلوقاته، ودليله مع ما سبق.

العلو ينقسم إلى ثلاثة أقسام: علو الذات، وعلو القدر، وعلو القهر، تقسيمه ليس قسمين كما ذكر المؤلف، بل ثلاثة أقسام: علو الذات: يعني ذاته علية فوق العرش، وعلو القدر: والعظمة والشأن، وعلو القهر والغلبة والسلطان، والله -تعالى- موصوف بأنواع العلو الثلاثة كلها كما قال ابن القيم -رحمه الله-:

والفَوْق أنواعٌ كلها

لله ثابتة بلا نُكران

فوقية الذات، وفوقية القهر، وفوقية القدْر.

وقد وافق أهل التعطيل على نوعين من العلو، وخالفوا في واحد، أثبتوا لله علو القدْر والعظمة والشأن، وعلو القهر والغلبة والسلطان، وأنكروا علو الذات.

الخلاف بينهم وبين أهل السنة في علو الذات، وأهل السنة أثبتوا الأنواع الثلاثة كلها لله كما قال ابن القيم

والفَوْق أنواعٌ كلها

لله ثابتة بلا نُكران

ثلاثة أنواع علو القدر، وعلو القهر، وعلو الذات، وأهل التعطيل أوّلوا النصوص التي فيها إثبات علو الذات، وحملوها على علو القدر أو على علو القهر، نعم.

ودليلهم على ما سبق قوله -تعالى-: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ربنا الله الذي في السماء تقدّس اسمه الحديث رواه أبو داود وفيه زيادة بن محمد قال البخاري مُنكَر الحديث.

-وفيه زياد- زيادة ابن محمد أيش عندك، قال حديث ضعيف: وله إسنادان:

الأول: من طريق زيادة بن محمد عن محمد بن كعب القرظي عن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء

والثاني: رواه أحمد من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن الأشياخ، عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال: علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رقية وأمرني أن أرقي بها.. فذكره.

وإسناده ضعيف، ففيه جهالة وضعف، أما الجهالة ففي قوله: عن الأشياخ، وأما الضعف فأبو بكر بن أبي مريم ضعيف مختلط. زيادة.

قد يقال: إن أحدهما يشد الآخر، أحد الحديثين يكون ضعيف شديد الضعف فأحدهما يقوي الآخر، نعم.