لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 54

شرح لمعة الإعتقاد معنى كون الله في السماء
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

معنى كون الله في السماء

وقوله -صلى الله عليه وسلم- لحصين بن عبيد الخزاعي والد عمران بن حصين اترك الستة، واعبد الذي في السماء هذا هو اللفظ الذي ذكره المؤلف، وذكره في الإصابة من راوية ابن خزيمة في قصة إسلامه، بلفظ غير هذا، وفيه إقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- لحصين حين قال: ستة في الأرض، وواحد في السماء .

وأجمع السلف على ثبوت علو الذات لله وكونه في السماء، فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل.

وقد أنكر أهل التعطيل كون الله بذاته في السماء، وفسروا معناها أن في السماء ملكه وسلطانه ونحوه، ونرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة.

وبوجه رابع: أن ملك الله وسلطانه في السماء وفي الأرض أيضا.

وبوجه خامس: وهو دلالة العقل عليه لأنه صفة كمال.

وبوجه سادس: وهو دلالة الفطرة عليه؛ لأن الخلق مفطورون على أن الله في السماء.

قال الشارح: معنى كون الله في السماء:

المعنى الصحيح لكون الله في السماء: أن الله -تعالى- على السماء، ففي بمعنى على وليست للظرفية؛ لأن السماء لا تحيط بالله، أو أنه في العلو في السماء بمعنى العلو -هذا كلام من؟ أيش قال فيه؟- قال: المعنى الصحيح لكون الله في السماء: أن الله -تعالى- على السماء، فـ"في" بمعنى "على" وليست للظرفية؛ لأن السماء لا تحيط بالله، أو أنه في العلو، فالسماء بمعنى العلو.

الصواب أن "في" للظرفية، هذا هو الصواب، وهذا هو الأصل، إذا الظرفية بمعنى: في العلو. وليس معنى ذلك أن السماء تحيط بالله، بل المراد بالسماء، المراد بها العلو، فتكون "في" على بابها، هذا هو الأصل.

والمعنى الثاني: أن "في" بمعنى "على"، إذا أريد بالسماء الطباق المبنية، هذان المعنيان المعروفان، لكن المعنى الأول هو الأصل، الذي هو تدل عليه اللغة: أن السماء بمعنى العلو، و"في" تكون على بابها. ومعنى "في السماء" يعني: في العلو. والله -تعالى- له أعلى العلو، وهو ما فوق العرش. هذا هو الأصل وهذا هو الصواب. والمعنى الثاني: إذا فسرت السماء بالطباق المبنية، كانت "في" بمعنى "على"، معنيان.