لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 57

شرح لمعة الإعتقاد كلام الله تعالى
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

تعليق على كلام المؤلف في فصل الكلام

قول ابن قدامة -رحمه الله-: متكلم بكلام قديم، يعني: قديم النوع حادث الآحاد، لا يصلح إلا هذا المعنى على مذهب أهل السنة والجماعة وإن كان ظاهر كلامه إنه قديم النوع والآحاد.

قوله: سمعه موسى من غير واسطة؛ لقوله تعالى…

هذا + قديم النوع والآحاد هذا... الأشاعرة يقولون: الكلام قديم ولا يكون حادثا، ولكنه ليس بحرف ولا صوت، وهو في نفسه لا يسمع. هذا كلام الأشاعرة وقولهم باطل. يقولون: إن الكلام معنى قائم بنفس الرب، ليس بحرف ولا صوت، كالعلم، وأما هذا القرآن الذي بين أيدينا - يقولون- هذا ليس كلام الله، هذا تكلم به جبريل أو تكلم به محمد أو نقله جبريل من اللوح المحفوظ، هذا عبارة عن كلام الله، وأما كلام الله فهو في نفسه ما يُسمع. هذا قول الأشاعرة وهذا من أبطل الباطل. نعم.

لأنهم متأولين، لأنهم متأولون، متأولون لهم شبهة، أما المعتزلة فأنكروا، قالوا: الكلام مخلوق. الكلام لفظه ومعناه مخلوق عند المعتزلة أما الأشاعرة قالوا: لا، الكلام ما هو مخلوق، معنى قائم بنفس الرب، لكن الحروف والأصوات مخلوقة. قالوا: القرآن الذي بين أيدينا، هذا عبارة عن كلام الله، عبر به جبريل أو عبر به محمد جعلوا الله -والعياذ بالله- أخرس، أخرس لا يتكلم. قالوا: إن الله اضطر جبريل ففهم المعنى القائم بنفسه فعبر عنه، اضطره اضطرارا. وقال آخرون: إن الذي عبر به -من الأشاعرة - إن الذي عبَّر به محمد وقال آخرون من الأشاعرة إن جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ، والله ما تكلم بشيء. هي أقوال ثلاثة للأشاعرة كلها باطلة. نعم.

قوله -رحمه الله-: سمعه موسى من غير واسطة، لقوله -تعالى-: وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى وقوله: وسمعه جبريل لقوله -تعالى-: قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ قوله: ومن أذن له…

يعني إن كلام الله نوعان: نوع بواسطة، ونوع بغير واسطة. نوع بغير واسطة كما كلم موسى كلم موسى بدون واسطة، سمع موسى كلام الله، وكلم جبريل بواسطة، يسمع جبريل كلام الله بدون واسطة، وكذلك كلم نبينا -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج، وفرض عليه خمس صلوات بدون واسطة.

والنوع الثاني: كلام بواسطة، وهو أن الصحابة سمعوا كلام الله بواسطة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونبينا -صلى الله عليه وسلم- سمعه كلام الله بواسطة جبريل ونحن الآن سمعنا كلام الله بواسطة نقل الأجيال السابقة، جيل بعد جيل، هذا بواسطة. نعم.

قوله: "ومن أذن له من ملائكته ورسله": أما الملائكة، فلقوله -صلى الله عليه وسلم-: ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبح حملة العرش ثم يسبح أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم. الحديث رواه مسلم

وأما الرسل، فقد ثبت أن الله كلم محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج.

قوله: "وإنه سبحانه يكلم المؤمنين ويكلمونه"، لحديث أبي سعيد الخدري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يقول الله لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون: لبيك ربنا وسعديك الحديث متفق عليه.

نعم يكلم الله -تعالى- المؤمنين في الجنة، ويكلم الله آدم في الموقف، وهم يسمعون كلام الله، المؤمنون يسمعون كلام الله، في الموقف وفي الجنة، ويرونه -سبحانه وتعالى-، يرونه في الموقف وفي الجنة، أما غيرهم ففيهم خلاف، غير المؤمنين من الكفرة، المشهور عند العلماء أن الكفرة لا يرون الله ولا يسمعون كلامه، قال الله -تعالى-: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ .

وقال آخرون من أهل العلم إنهم يرونه ثم يحتجب عنهم، ويسمعون كلامه ثم يحتجب عنهم، وتكون هذه الرؤية تزيدهم عذابا، زيادة عذاب لهم.

وقال آخرون من أهل العلم إنه لا يراه إلا المؤمنون والمنافقون فقط، لأن المنافقين كانوا مع المؤمنين في الدنيا يظهرون الإسلام، ويدل على هذا الحديث، وهو قول قوي في الصحيحين: أن الله -سبحانه وتعالى- يقول: لتتبع كل أمة ما تعبد: فمن كان يعبد عزيرًا يتبع عزيرًا من كان يعبد النار يتبع النار، من كان يعبد المسيح يتبع المسيح وهكذا كل من كان يعبد الأصنام يتبعها، ويتساقطون في النار، ثم تبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيتجلى لهم الرب -سبحانه وتعالى-، فيرونه فيسجدون، فيسجد -تبقى هذه الأمة فيها منافقوها صريحة- فيسجد المؤمنون ويريد المنافقون أن يسجدوا، فيجعل الله ظهر كل واحد منهم طبقا، كما قال -سبحانه-: وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ثم بعد ذلك يتبع المؤمنون وكذلك المنافقون يمشون جميعا، ثم يطفأ معهم الأنوار، تطفأ أنوار المنافقين ويضرب بينهم وبينهم بسور له باب، ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قِبَله العذاب. نسأل الله السلامة والعافية. نعم.

قوله: "ويأذن لهم فيزورنه"؛ لحديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم

.

قف على الزيارة، نعم، فيه امتحان في موقف القيامة، امتحان لأهل الفترة، ما ينتهي الامتحان إلا بدخول الجنة. نعم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فقال المؤلف -رحمه الله تعالى-: قوله: "ويأذن لهم فيزورنه"، لحديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم، ثم يؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون ربهم. - إن أهل الجنة - إن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم ثم يؤذن لهم …

.

يعني: أهل الجنة يقتسمون الدرجات بأعمالهم، ودخلوهم الجنة بفضل الله، دخول الجنة بفضل الله ورحمته، كما ثبت في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يدخل أحدكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل وقال -تعالى-: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .

والجمع بين النصوص، في هذا، أن الأعمال سبب لقوله: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ الباء سببية، ولكنها ليست عوضا عن دخول الجنة، دخول الجنة برحمة الله، والعمل هو السبب، الباء في النفي غير الباء في الإثبات: الباء في الحديث: لن يدخل أحدكم الجنة بعمله باء العوض، المعنى: لن يدخل أحدكم الجنة عوضا عن عمله، والباء في الإثبات كما في الآية، باء السببية، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فيكون دخول الجنة له سبب وهو العمل، دخول الجنة برحمة الله، لكن له سبب وهو العمل، فمن أتى بالسبب نالته الرحمة، ومن لا يأتي بالسبب لم تناله الرحمة، قال الله -تعالى- وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أما من لم يتق الله، ولم يكن من أهل التوحيد فلا يدخل الجنة؛ لأنه ما أتى بالعمل، فلا تناله الرحمة، ثم إذا دخلوا الجنة اقتسموا الدرجات بالأعمال، الأعمال، يقتسمون منها الدرجات بأعمالهم، التفاضل بينهم بالأعمال، والدخول، كلهم يدخلونها برحمة الله بسبب العمل. نعم.

ثم يؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون ربهم الحديث رواه ابن ماجه والترمذي وقال: غريب. وضعفه الألباني وقوله: وقال ابن مسعود إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء

الشاهد أن الله -تعالى- إذا أذن لأهل الجنة يزورونه، يكلمهم ويكلمونه، ففيه إثبات الكلام لله، لأن البحث الآن في إثبات كلام الله عز وجل. نعم.

وقال ابن مسعود إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أثر ابن مسعود لم أجده بهذا اللفظ، وذكر ابن خزيمة طرقه في كتاب التوحيد بألفاظ منها: "سمع أهل السماوات للسماوات صلصلة".

هذا في الصوت، ففيه إثبات الصوت لكلام الله، لكن يغني عن أثر ابن مسعود الحديث الصحيح: أن الله -تعالى- يوم القيامة ينادي -كما في البخاري - ينادي آدم، فيقول: لبيك. يقول: أخرج بعث النار ينادي بصوت، وفي اللفظ الآخر: ينادي بصوت يسمعه من بعد، كما يسمعه من قرب فإثبات الصوت لكلام الله ثبات في الأحاديث الصحيحة، والنداء إنما يكون بصوت: وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ النداء لا يكون إلا بصوت، والنجاء يكون بغير صوت، والكلام من قرب يسمى نجى، والكلام من بعد يسمى ندا، والنداء لا بد فيه من الصوت، نعم.

وهذا قول ابن مسعود يعني يكون هذا، يعني سواء صح أو ما صح، هذا ثابت في الأحاديث الصحيحة، هذا الأثر إذا صح يكون ابن مسعود فهم من النصوص. نعم.

وأما المروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهو من حديث النواس بن سمعان مرفوعًا: إذا أراد الله أن يوحي بأمره تكلم بالوحي، فإذا تكلم أخذت السماوات منه رجفة، أو قال: رعدة، أو قال: رعدة شديدة من خوف الله، فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا الحديث رواه أبو خزيمة وابن أبي حاتم