لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 58

شرح لمعة الإعتقاد القرآن كلام الله
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

القرآن كلام الله تعريف القرآن الكريم

فصل: القرآن كلام الله.

ومن كلام الله سبحانه القرآن العظيم، وهو كتاب الله المبين، وحبله المتين، وصراطه المستقيم، وتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلب سيد المرسلين، بلسان عربي مبين، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وهو سور محكمات، وآيات بينات، وحروف وكلمات، من قرأه فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات، له أول وآخر، وأجزاء وأبعاض، متلو بالألسنة، محفوظ في الصدور، مسموع بالآذان، مكتوب في المصاحف، فيه محكم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، وأمر ونهي، لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ .

هذا هو معتقد أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله، ألفاظه ومعانيه، وأن كلام الله اسم للفظ والمعنى، وأنه حروف، أن الله تكلم به بحرف وصوت يسمع، وكذلك التوراة والإنجيل والزبور، كلها من كلام الله، التوراة والزبور والإنجيل والقرآن، كلها كلام الله -عز وجل- تكلم بها، والقرآن كلام الله ألفاظه ومعانيه، ليس كلام الله اللفظ دون المعنى، ولا المعنى دون اللفظ، بل الألفاظ والمعاني، وهو حروف وصوت، تكلم الله به بحرف وصوت يسمع، وهو منزل غير مخلوق، كلام الله منزل غير مخلوق؛ لأنه صفة من صفاته سبحانه وتعالى.

من قال القرآن مخلوق فهو كافر عند أهل العلم هكذا أطلق أهل السُّنَّة كفَّروا من قال: القرآن مخلوق على وجه العموم، من قال القرآن مخلوق كافر، فقد كفر، والقرآن له حروف، حروف وألفاظ ومعاني وأجزاء وأبعاض، خلافا للأشاعرة الذين يقولون: لا يتبعض. الأشاعرة يقولون: لا يتبعض ولا يتجزأ، ولا يتعدد ولا يتكسر، شيء واحد، ويرون أن كلام الله هو المعنى فقط، وأما اللفظ ليس من كلام الله.

اللفظ والحروف والأصوات هذه يقولون: ليست كلام الله، وإنما هي عبارة يعبر بها عن كلام الله، فالقرآن الذي في المصحف الذي بين أيدينا يقول: ليس كلام الله، ولكنه تأدى به كلام الله، عبارة يعبر بها عن كلام الله، وأما كلام الله فهو في نفسه لا يسمع، ليس بحرف ولا بصوت، هو المعنى القائم، ولكن الله اضطر جبريل ففهم المعنى القائم بنفسه، فعبر بهذا القرآن الذي كتب، أو عبر به محمد

وهذا من أبطل الباطل، كلام الله لفظه ومعناه، ليس كلام الله اللفظ دون المعنى، ولا المعنى دون الحروف، هو حرف وصوت، فكلام الله قديم النوع حادث الآحاد، بمعنى أن كلام الله ليس له بداية، لكن أفراد الكلام حادثه، لأن الله يتكلم متى شاء، بما شاء، كيف شاء سبحانه.

فلما جاءت المجادلة خولة بنت حكيم وجاء..، -لما ظاهر منها زوجها أوس بن الصامت - جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تجادله، فقالت هي: يا رسول الله، إن أوس بن الصامت ظاهر مني، فقال -عليه السلام-: ما أراك إلا حرمتي عليه، وجعلت تجادل وقالت: يا رسول الله، إن له صبية، ثم قالت: أشكوا إلى الله صبية، إن ضممتهم إلي جاعوا، أو إليه ضاعوا، وجعلت تجادل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأنزل الله في الحال هذه الآية الكريمة: صدر سورة المجادلة: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ، ونزلت الكفَّارة وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ .

نزلت هذه الآية في الحال على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأفراد كلام الله حادثة، لكن نوع الكلام قديم، لم يزل الله متكلما، لأن الكلام صفة كمال، ولا يقال: إن الكلام له أول وبداية كما تقول الكرامية هذا من أبطل الباطل، لأن هذا تعطيل لله من صفات الكمال سبحانه وتعالى.

+القرآن أجزاء وأبعاض، له أجزاء، ثلاثين جزءًا الآن، أجزاء وأبعاض، كلام الله بعضه أفضل من بعض، يتفاوت، "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن.