لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 62

شرح لمعة الإعتقاد تحدى البشر أن يأتوا بمثل هذا القرآن
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

تحدى البشر أن يأتوا بمثل هذا القرآن

لم يبق شبهة لذي لب في أن القرآن هو هذا الكتاب العربي، الذي هو كلمات وحروف وآيات، لأن ما ليس كذلك لا يقول أحد إنه شعر.

وقال -عز وجل-: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ ولا يجوز أن يتحداهم بالإتيان بمثل ما لا يدرى ما هو ولا يعقل.

أراد بهذا الرد على الأشاعرة الله -تعالى- تحدى البشر أن يأتوا بمثل هذا القرآن فقال: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ يعني: في شك مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يعني محمدا -صلى الله عليه وسلم- وهو القرآن فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ .

القرآن الآن من الحروف الثمانية والعشرين، مكون من هذه الحروف، ائتوا بمثله، ما استطاعوا، تحداهم أن يأتوا بمثله فلم يستطيعوا، تحداهم أن يأتوا بعشر سور فما استطاعوا، تحداهم أن يأتوا بسورة فما استطاعوا.

هذا القرآن الذي بين أيديهم وهم أفصح..، كانوا فصحاء، أفصح الناس، أفصح العرب والقرآن الذي يتلى مكون من الحروف الثماني والعشرين الهجائية المعروفة، ومع ذلك ما استطاعوا، لو استطاعوا لفعلوا، لكن ما استطاعوا؛ ولهذا قال -سبحانه-: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يعني: محمدا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ فلو كان الكلام معنى قائم بالنفس، وأن هذا القرآن الذي بين أيدينا عبارة عبر به جبريل أو محمد لكان قد أتوا بمثل هذا القرآن، هذا من أبطل الباطل، لأنهم يقولون: إن القرآن هذا عبارة عما في نفس الله، فكأنهم أتوا بمثل ما في نفس الله، نعوذ بالله، وهذا من أبطل الباطل، كلام الله حروف ومعاني، وهذا القرآن الذي أنزله سبحانه وتعالى.

الأشاعرة يقولون: القرآن ما فيه كلام الله، بأيدنا، هذا عبارة من كلام البشر أو كلام جبريل عبر به، وإلا ما فيه شيء. لو ألقاه في المصحف وداسه بقدميه ما فيه كلام الله، نعوذ بالله، هذا من أبطل الباطل. نعم.