لم يبق شبهة لذي لب في أن القرآن هو هذا الكتاب العربي، الذي هو كلمات وحروف وآيات، لأن ما ليس كذلك لا يقول أحد إنه شعر.
وقال -عز وجل-: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ ولا يجوز أن يتحداهم بالإتيان بمثل ما لا يدرى ما هو ولا يعقل.
أراد بهذا الرد على الأشاعرة الله -تعالى- تحدى البشر أن يأتوا بمثل هذا القرآن فقال: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ يعني: في شك مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يعني محمدا -صلى الله عليه وسلم- وهو القرآن فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ .
القرآن الآن من الحروف الثمانية والعشرين، مكون من هذه الحروف، ائتوا بمثله، ما استطاعوا، تحداهم أن يأتوا بمثله فلم يستطيعوا، تحداهم أن يأتوا بعشر سور فما استطاعوا، تحداهم أن يأتوا بسورة فما استطاعوا.
هذا القرآن الذي بين أيديهم وهم أفصح..، كانوا فصحاء، أفصح الناس، أفصح العرب والقرآن الذي يتلى مكون من الحروف الثماني والعشرين الهجائية المعروفة، ومع ذلك ما استطاعوا، لو استطاعوا لفعلوا، لكن ما استطاعوا؛ ولهذا قال -سبحانه-: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يعني: محمدا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ فلو كان الكلام معنى قائم بالنفس، وأن هذا القرآن الذي بين أيدينا عبارة عبر به جبريل أو محمد لكان قد أتوا بمثل هذا القرآن، هذا من أبطل الباطل، لأنهم يقولون: إن القرآن هذا عبارة عما في نفس الله، فكأنهم أتوا بمثل ما في نفس الله، نعوذ بالله، وهذا من أبطل الباطل، كلام الله حروف ومعاني، وهذا القرآن الذي أنزله سبحانه وتعالى.
الأشاعرة يقولون: القرآن ما فيه كلام الله، بأيدنا، هذا عبارة من كلام البشر أو كلام جبريل عبر به، وإلا ما فيه شيء. لو ألقاه في المصحف وداسه بقدميه ما فيه كلام الله، نعوذ بالله، هذا من أبطل الباطل. نعم.
مواعيد ماي 2024
الآن 34
هذا اليوم 736
بالامس 8586
لهذا الأسبوع 30270
لهذا الشهر 112204
لهذه السنة 886475
منذ البدء 13156232
تاريخ البدء 2015/05/05
أعلى إحصائية 18201
بتاريخ 2019/11/14