لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 71

شرح لمعة الإعتقاد القدر
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

القدر

وقال حفظه الله تعالى: القدر من صفات الله تعالى أنه الفعال لما يريد كما قال تعالى: إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ فلا يخرج شيء عن إرادته وسلطانه، ولا يصدر شيء إلا بتقديره وتدبيره، بيده ملكوت السماوات والأرض، يهدي من يشاء برحمته، ويضل من يشاء بحكمته، لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته وسلطانه، وهم يسألون، لأنهم مربوبون محكمون.

نعم، ما يسأل عما يفعل، لأنه حكيم -سبحانه وتعالى-، ما يقال لله سبحانه ما يفعل؟ لأنه يفعل بالقدرة بالإرادة، كما يقوله: من ينكر الحكم والتعليل، وهم الجبرية من الأشاعرة والجهمية ينكرون أن يكون الله حكيم، هذا من أبطل الباطل، والله -سبحانه- لا يسأل عما يفعل، لكونه يفعل بالإرادة والمشيئة.

والصواب، لا يسأل عما يفعل، لأنه حكيم لكمال حكمته ومصلحته، ولما يترتب على تقديره -سبحانه وتعالى- للمصلحة والرحمة، فهو ما يسأل لكمال حكمته، وهم يسألون -العباد يسألون-، لأنهم مأمورون مربوبون، مقهورون، فهم مسئولون، العباد والمخلوقون مسئولون، أما الله فليس فوقه أحد يسأله، فهو لا يسأل؛ لكمال حكمته -سبحانه وتعالى-، نعم.

والإيمان بالقدر واجب، وهو أحد أركان الإيمان الستة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره رواه مسلم وغيره

نعم، الإيمان بالقدر أحد أصول الدين، أحد أصول الإيمان، من لم يؤمن بالقدر فليس بمؤمن.

الإيمان بالله، هذا الأصل الأول، الأصل الثاني: الإيمان بالملائكة، الأصل الثالث: الإيمان بالكتب، الأصل الرابع: الإيمان بالرسل، الأصل الخامس: الإيمان باليوم الآخر، الأصل السادس: الإيمان بالقدر، هذه أصول ستة، وهي أصول اتفقت عليها الرسل، والشرائع وأجمع عليها المسلمون من جحد واحدا منها، خرج من دائرة الإسلام، وصار من الكافرين -نسأل الله السلامة والعافية-، فالإيمان بالقدر أصل من أصول الإيمان، وأصل من أصول الدين، لا يصح إيمان العبد، ولا إسلامه إلا بالإيمان به، نعم.

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: آمنت بالقدر خيره وشره، حلوه ومره فالخير والشر باعتبار العاقبة، والحلاوة والمرارة باعتباره وقت إصابته، وخير القدر ما كان نافعا، وشره ما كان ضارا أو مؤذيا.

نعم، بالنسبة للعبد، بالنسبة للمقدور، المقدر عليه بالنسبة للمخلوق، أما بالنسبة للخالق فلا يسمى شرا، كما سبق، نعم.

والخير والشر هو بالنسبة للمقدور وعاقبته، فإن منه ما يكون خيرا، كالطاعات والصحة والغنى، ومنه ما يكون شرا، كالمعاصي والمرض والفقر، أما بالنسبة لفعل الله، فلا يقال إنه شر، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعاء القنوت الذي علمه الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنهما-: وقنى شر ما قضيت فأضاف الشر إلى ما قضاه لا إلى قضائه.

ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح، هذه فاتت على المؤلف -رحمه الله-: والشر ليس إليك يعني الشر المحض الذي لا حكمة في تقديره، لا يوجد ليس يوجد، نعم. ما يوجد شر محض أبدا، جميع الشرور الموجودة كلها شرور نسبية، أما الشر المحض، يعني الذي من جميع الوجوه لا يوجد، والشر المحض تفسيره، هو الذي لا حكمة في إيجاده وتقديره، هذا لا يوجد، فالشرور الموجودة كلها نسبية، نعم.