لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 76

شرح لمعة الإعتقاد الطائفة الثانية القدرية
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

الطائفة الثانية القدرية

الطائفة الثانية: القدرية يقولون: العبد مستقل .

يعني القدرية النفاة القدرية النفاة كلهم يسمونهم قدرية، أولئك يقال لهم قدرية الجبرية أو المجبرة، وهؤلاء القدرية النفاة هؤلاء الذين ينفون أن يكون الله خلق أفعال العباد، يقولون: إن العباد خالقون لأفعالهم، الله ما خلقها، ولا أوجدها، بل العباد أوجدوها مستقلين، والشبه التي حصلت لهم، يقولون: لو قلنا إن الله خلق أفعال العباد وعذب عليها، لكان الله ظالما، فرارا من ذلك قالوا: العباد هم الذين خلقوا أفعالهم؛ ولذلك العاصي يستحق العقوبة عليها، لأنه الذي خلقه المطيع يستحق الثواب، لأنه الذي أوجدها، حتى قالوا المعتزلة إنه يجب على الله أن يثيب المطيع، وأنه يستحق الأجر على الله، كما يستحق الأجير أجره، ويجب عليه أيضا عقلا أن يعاقب المسيء، وليس له أن يسامح، ولا أن يعفوا عنه، نسأل الله العافية، نعم.

يقولون: العبد مستقل بعمله، ليس لله فيه إرادة ولا قدرة ولا خلق.

ونرد عليهم بأمرين:

الأول: أنه مخالف لقوله تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ .

الثاني: إن الله مالك السماوات والأرض، فكيف يكون في ملكه ما لا تتعلق به إرادته وخلقه؟

نعم، الله خالق كل شيء، هذا عام يشمل أفعال العباد، وغير أفعال العباد، خالق الذوات والصفات والأفعال.

ثانيا: أنه يلزم على قولهم إن العباد خالق للأفعال، أنه يقع في ملك الله ما لا يريد، والله تعالى لا يقع في ملكه ما لا يريد، لا يقع في ملكه ما لا يريد.

وثالثا: يلزم على قولهم أن تغلب مشيئة العبد مشيئة الله -نعوذ بالله- فهم يقولون: إن الله أراد من العبد الطاعة، والعبد أراد المعصية، فوقعت إرادة العبد، ولم تقع إرادة الله، إذن لزم على ذلك أن يقع في ملك الله ما لا يريد، ولزم على ذلك أن تغلب إرادة العبد، إرادة الله -نعوذ بالله- وهم مخصومون، لأن الجميع خصومهم.

ولهذا يقال: التقى قدري ومجوسي، قصة التقى قدري ومجوسي في سفينة، فنصح القدري المجوسي، وقال له: أسلم، فقال القدري: حتى يريد الله، إذا أراد الله أسلمت، فقال القدري: الله يريد، ولكن الشيطان هو الذي لا يريد، فقال المجوسي: هذا شيطان قوي، غلبه، يعني غلبت مشيئته مشيئة الله، إرادته إرادة الله، إذا كان الله يريد والشيطان لا يريد، وهو الآن مع الشيطان، وقعت إرادة الشيطان، فهذا معناه أن إرادة الشيطان هي اللي غلبت.

وفي رواية وقصة، أنه قال: أنا مع الأقوى منهما -اللي إرادته قوية أنا معه- فغلب القدري وخصم، فهم مخصومون، حتى الكفرة خصموهم وحاجوهم، نعم -نسأل الله العافية.