لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 87

شرح لمعة الإعتقاد البعث والحشر والنشر
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

البعث والحشر والنشر

قال المؤلف -رحمه الله-:

ويُحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا بهما فيقفون في موقف القيامة حتى يشفع فيهم نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ويحاسبهم الله -تبارك وتعالى-، وتنصب الموازين وتنشر الدواوين وتتطاير صحف الأعمال إلى الأيمان والشمائل: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا وَيَصْلَى سَعِيرًا .

كل هذا حق: الحشر والنشر، ونصب الموازين والحوض +، وإعطاء الصحف باليمين وبالشمائل، ومحاسبة الله للخلائق والشفاعة، كل هذا حق، كل هذا جاءت به النصوص. نعم.

البعث لغة: الإرسال والنشر، وشرعا: إحياء الأموات يوم القيامة.

إحياؤهم إعادة الأرواح إلى أجسادها، بعد أن تنبت الأجساد يأمر الله إسرافيل فينفخ في الصور، فتعود الأرواح إلى أجسادها، تدخل كل روح في جسدها، فيقوم الناس فينفضون التراب عن رءوسهم، إذا تم خلق الناس بعدما ينزل المطر تنبت الأجساد وينشأ الناس تنشئة قوية، وتبدل الصفات، والذوات هي هي، وكذلك الأرض: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ الأرض تبديل صفات لا تبديل ذات.

وكذلك الإنسان يبدل صفاته، الذوات هي هي يعيدها الله خلقا جديدا؛ لأن الله عالم بالذرات التي استحالت، فإذا كان الإنسان أكله حيوان أو أكله حوت، والحوت أكله حوت، فالله يعيده، يعيد الذرات، عالم بحالتها، ولو كانت مقبرة صارت مزرعة فالله -تعالى- يعيد الذرات، لا يخفى عليه شيء؛ ولهذا أثبت -سبحانه وتعالى- البعث ببيان كمال علمه وكمال قدرته وكمال حكمته، وهو قادر لا يعجزه شيء، وهو عليم بالذرات التي استحالت، وهو حكيم -سبحانه وتعالى-: قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ نعم.

والحشر لغة: الجمع، وشرعا: جمع الخلائق يوم القيامة لحسابهم والقضاء بينهم، والبعث والحشر حق ثابت بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين قال الله -تعالى-: قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ وقال -تعالى-: قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ .

ومن أنكر البعث كفر، بنص القرآن وبإجماع المسلمين من أنكر بعث الأجساد فهو كافر. نعم.

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء، كقرصة النقي ليس فيها عَلَم لأحد متفق عليه وأجمع المسلمون على ثبوت الحشر يوم القيامة، ويحشر الناس حفاة لا نعال عليهم، عراة لا كسوة عليهم، غرلا لا ختان فيهم؛ لقوله -تعالى-: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ

نعم، وأول مَنْ يكسى في موقف القيامة إبراهيم -عليه السلام- كما ثبت في الحديث الصحيح. نعم.

وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنكم تحشرون حفاة عراة غرلا، ثم قرأ: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ وأول من يُكسى إبراهيم متفق عليه وفي حديث عبد الله بن أُنَيس المرفوع الذي رواه أحمد يحشر الناس يوم القيامة عراة غُرْلا بُهْما قلنا: وما بهما؟ قال: ليس معهم شيء الحديث.