لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 88

شرح لمعة الإعتقاد الحساب
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

الحساب

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد.

فقال المؤلف -حفظه الله تعالى-: الحساب لغة: العدد، وشرعًا: إطلاع الله عباده على أعمالهم وهو ثابت بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين

نعم، قال الله تعالى إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ وقال: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا الحساب ثابت وهو أن الله تعالى يحاسب عباده ويطلعهم على أعمالهم، ثم يجازيهم عليها، نعم.

قال الله تعالى إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ وكان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول في بعض صلاته: اللهم حاسبني حسابًا يسيرا فقالت عائشة -رضي الله عنها-: ما الحساب اليسير؟ قال: أن ينظر في كتابه فيتجاوز عنه رواه أحمد وقال الألباني إسناده جيد

وأجمع المسلمون على ثبوت الحساب يوم القيامة، وصفة الحساب للمؤمن: أن الله يخلو به فيقرره بذنوبه، حتى إذا رأى أنه قد هلك قال الله له: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم. فيعطى كتاب حسناته . وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رءوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين . متفق عليه من حديث ابن عمر والحساب عام لجميع الناس إلا من استثناهم النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وهم سبعون ألفًا من هذه الأمة منهم عكاشة بن محصن يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، متفق عليه.

وروى أحمد من حديث ثوبان مرفوعا أن مع كل واحد سبعين ألفًا قال ابن كثير حديث صحيح وذكر له شواهد.

نعم، هؤلاء يدخلون الجنة بدون حساب ولا عذاب سبعون ألفًا، ومع كل ألف سبعون ألفًا، ثابت هذا، مع كل ألف سبعون ألفًا فإذا ضربت سبعين في سبعين كم تأتى؟ وجاء في حديث: مع كل واحد سبعون ألفًا لكنه حديث ضعيف لا يصح، لكن حديث مع كل ألف سبعون ألفًا هذا صحيح، هؤلاء يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، وأما بقية المسلمين فيحاسبون.

أما الكفار فإنهم ليس لهم حسنات وإنما تقرر عليهم سيئاتهم ثم يساقون إلى النار سَوقا نعوذ بالله، فهم لا يحاسبون محاسبة من له حسنات وسيئات، فهم لا حسنات لهم، تعد عليهم أعمالهم ثم يساقون إلى النار سوقًا، قال الله تعالى يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا نعم.

وأول مَنْ يحاسب هذه الأمة....

-يعني أول من يحاسب من الأمم أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، نعم-.

لقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، المقضي بينهم قبل الخلائق متفق عليه وروى ابن ماجه عن ابن عباس مرفوعًا: نحن آخر الأمم وأول من يحاسب الحديث. وأول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله الصلاة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله رواه الطبراني في الأوسط وسنده لا بأس به إن شاء الله، قاله المنذري في الترغيب والترهيب وأول ما يقضى بين الناس في الدماء لقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء متفق عليه

يعني أول ما يحاسب الإنسان من الحقوق التي بينه وبين الله الصلاة، وأما الحقوق التي بينه وبين الخلق، أول ما يقضى في الدماء، فالحساب له أول من جهتين: من جهة حقوق الله التي بين العبد وبين ربه، الصلاة أول ما يحاسب عنها، وأما الحقوق التي بينه وبين الناس أول ما يقضى بين الناس في الدماء، حقوق الخلق تتعلق بالدماء، ثم بعدها الحقوق التي تتعلق بالأموال، نعم.