لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 92

شرح لمعة الإعتقاد الصراط
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

الصراط

قال ابن قدامة -رحمه الله-: والصراط حق يجوزه الأبرار، ويزِلّ عنه الفجار .

الصراط لغة: الطريق، وشرعًا: الجسر الممدود على جهنم ليعبر الناس عليه إلى الجنة. وهو ثابت بالكتاب والسنة وقول السلف

نعم. وهو ممدود على متن جهنم يصعد الناس به إلى الجنة، من صعد وصل إلى الجنة، ومن سقط ففي النار، وعليه كلاليب تخطف من أُمرت بخطفهم، نسأل الله السلامة، على حسب الأعمال، يمرّ الناس عليه على حسب الأعمال، أول زمرة تمر كالبرق الخاطف، ثم كالريح ثم كالطير ثم كأجاود الخيل، ثم رجل يعدو عدوًا - يركض ركضًا - ثم رجل يمشي مشيًا، ثم رجل يزحف زحفًا، حتى تعجز أعمال العباد.

وعلى الصراط كلاليب تخطف من أُمرت بخطفهم، وتلقيه في النار على حسب الأعمال، يتساقط العصاة فيه، يعذبون إلى ما شاء الله ثم يخرجهم الله على حسب جرائمهم، وأما الكفرة فإنهم يساقون إلى النار سوقًا -والعياذ بالله- ليس لهم حسنات، بل تُعدّ عليهم جرائمهم، ثم يساقون إلى النار ويتساقطون فيها -والعياذ بالله- يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا نعم. ++ نعم؟ +++

قول الله تعالى. وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ظاهرها أنهم الزمرة الأولى. نعم.

قال الله تعالى وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا فسَّرها عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وقتادة وزيد بن أسلم بالمرور على الصراط، وفسَّرها جماعة منهم ابن عباس -رضي الله عنهما- بالدخول في النار لكن ينجون منهم.

الصواب أن المراد المرور على الصراط، الورود: هو المرور على الصراط، هذا أصحّ القولين، ولا يلزم من ذلك الدخول، وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا يعني: يمرّ عليها ولا يلزم منه الدخول، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وقال آخرون: المراد بها الدخول لقوله ثُمَّ نُنَجِّي يعني: دخلوا ثم نجوا، والجواب: أنه ما يلزم الدخول، فمن تعرض للخطر يقال نجاه الله منه، ولو لم يصبه نعم.

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحلّ الشَّفاعة، ويقولون: اللهم سَلِّم سلِّم متفق عليه واتفق أهل السنة على إثباته.

صفة الصراط:

سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الصراط فقال: مَدْحَضة مَزَلَّة، عليها خطاطيف وكلاليب وحَسَكة مفلطحة، لها شوكة عُقَيفاء تكون بنجد، يقال لها السَّعْدَان رواه البخاري

وله من حديث أبي هريرة وبه كلاليب مثل شوك السعدان غير أنها لا يَعلم ما قدر عظمها إلا الله، يخطفن الناس بأعمالهم وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: بلغني أنه أدَقُّ من الشعر وأحَدُّ من السيف وروى الإمام أحمد نحوه عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعًا.

ولا يعْبُر الصراط إلا المؤمنون على قدر أعمالهم، لحديث أبي سعيد -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه: فيمر المؤمنون كطرْف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والرِّكَاب، فناجٍ مُسَلَّم، ومخدوش مَرْسل، ومكدوس في جهنم متفق عليه.

وفي صحيح مسلم تجري بهم أعمالهم، ونبيّكم قائم على الصراط يقول: يا رب سلِّم سلِّم، حتى تعْجَزَ أعمال العباد، حتى يجئ الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا وفي صحيح البخاري حتى يمرّ آخرُهم يُسحب سحبًا .

وأول من يعبر الصراط من الأنبياء محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن الأمم أمته، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلِّم سلِّم رواه البخاري