لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 93

شرح لمعة الإعتقاد الشفاعة
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

الشفاعة

ويشفع نبينا - صلى الله عليه وسلم - فيمن يدخل النار من أمته من أهل الكبائر، فيخرجون بشفاعته بعدما احترقوا وصاروا فحمًا.

ونصوص الشَّفاعة من الأحاديث المتواترة أيضا، الشَّفاعة والحوض و من بنى لله مسجدًا بنى الله له بيتا في الجنة هذا من الأحاديث المتواترة، هذه كلها من الأحاديث المتواترة، نعم. ومن كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار من الأحاديث المتواترة. نعم.

وصاروا فحمًا وحَمَمًا، فيدخلون الجنة بشفاعته. ولسائر الأنبياء والمؤمنين والملائكة شفاعات، قال تعالى وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين.

نعم. والشفاعة خاصة بالموحِّد العاصي، بالموحدين العصاة بشرطين: الشرط الأول: إذْنُ الله للشافع أن يشفع، لابد أن يأذن الله له، والشرط الثاني: أن يرضى عن المشفوع له. أما المشرك لا يرضى الله قوله ولا عمله، ما يؤذن فيه فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ نعم.

الشَّفاعة لغة: جعل الوتر شفعًا، واصطلاحًا: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرّة. والشفاعة يوم القيامة نوعان: خاصة بالنبى - صلى الله عليه وسلم - وعامَّة له ولغيره. فالخاصة به - صلى الله عليه وسلم - شفاعته العظمى في أهل الموقف عند الله؛ ليُقضى بينهم حين يلحقهم من الكرب والغمّ ما لا يطيقون.

فيذهبون إلى آدم فنوح فإبراهيم فموسى فعيسى -عليهم الصلاة والسلام- وكلّهم يعتذرون، فيأتون إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فيشفع فيهم إلى الله، فيأتي -سبحانه وتعالى- للقضاء بين عباده. وقد ذكرت هذه الصفة في حديث الصُّورِ المشهور، لكن سنده ضعيف مُتكلم فيه، وحُذفت من الأحاديث الصحيحة، فاقتُصر منها على ذكر الشَّفاعة في أهل الكبائر

وقصده من هذا الردّ على المعتزلة والخوارج الذين أنكروا الشَّفاعة، فالعلماء يحذفون، إذا وصلوا إلى الشَّفاعة العظمى حذفوها، وذكروا الشَّفاعة في العصاة للرد على الخوارج والمعتزلة ؛ لأنهم ينكرون الشَّفاعة في العصاة نعم.

قال ابن كثير -رحمه الله- وشارح الطحاوية: وكان مقصود السلف من الاقتصار على الشَّفاعة في أهل الكبائر هو الرد على الخوارج ومن تابعهم من المعتزلة وهذه الشَّفاعة لا ينكرها المعتزلة والخوارج

الشَّفاعة العظمى ما ينكرونها، إنما ينكرون الشَّفاعة في خروج العصاة، هذه ينكرونها، أما الشَّفاعة العظمى، وهي الشَّفاعة من أجل الفصل، فصل الله تعالى بين عباده هذه ما ينكرونها، نعم.

ويشترط فيها إذْن الله؛ لقوله تعالى مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ النوع الثاني: العامّة وهي الشَّفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين

لأن معتَقَد الخوارج والمعتزلة أن العاصي يخلَّد في النار وليس له الشَّفاعة، هذا معتقدهم.

من المؤمنين أهل الكبائر أن يخرجوا منها بعدما احترقوا وصاروا فحمًا وحَمَمًا؛ لحديث أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن أناس - أو كما قال - تصيبهم النار بذنوبهم -أو قال بخطاياهم- فيميتهم إماتة، حتى إذا صاروا فحمًا أُذِن في الشَّفاعة الحديث رواه أحمد وهم عصاة الموحدين، نعم. - قال ابن كثير في النهاية: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه من هذا الوجه

وهذه الشَّفاعة تكون للنبي -صلى الله عليه وسلم- وغيره من الأنبياء والملائكة والمؤمنين

والأفراط عامَّة، الشَّفاعة اللي في العصاة اللي في النار يشفع فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وغيره من الأنبياء والملائكة والأفراط والصالحون والشهداء كلهم يشفعون.

لحديث أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه فيقول الله تعالى: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحمُ الراحمين، فيقبض قبضة من النار، فيُخْرِج منها قومًا لم يعملوا خيرًا قط... .

قوله لم يعملوا خيرًا قط أي زيادة عن التوحيد والإيمان، نعم.

فيُخْرِج منها قومًا لم يعملوا خيرًا قط قد عادوا حَمَمًا - يعني فحمًا، نسأل الله العافية- متفق عليه وهذه الشَّفاعة ينكرها المعتزلة والخوارج ؛ بناء على مذهبهم أن فاعل الكبيرة مخلد في النار، فلا تنفعه الشَّفاعة. ونَردّ عليهم بما يأتي:

أولا: أن ذلك مخالف للمتواتر من الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ثانيا: أنه مخالف لإجماع السلف

ويشترط لهذه الشَّفاعة شرطان: الأول: إذْن الله في الشَّفاعة؛ لقوله تعالى مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ الثاني: رضا الله عن الشافع والمشفوع له؛ لقوله تعالى وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى فأما الكافر فلا شفاعة له لقوله تعالى فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ أي لو فرض أن أحدًا شفع لهم لم تنفعهم الشَّفاعة.

وأما شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمه أبي طالب حتى كان في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه وإنه لأهون أهل النار عذابًا، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار .

هذا خاصّ بالنبى -صلى الله عليه وسلم- وخاص بأبي طالب وهي شفاعة تخفيف، تخفيف العذاب، خفّ كفره بسبب دفاعه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما خَفَّ كفره شفع له في التخفيف في العذاب، ما يخرج، إنما هي شفاعة تخفيف خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وخاص بأبي طالب ما يشفع لغيره من الكفرة وخاص بالنبى -صلى الله عليه وسلم- وهي شفاعة تخفيف لا خروج، نعم.

وأهون أهل النار يعني أهل النار اللي هم الكفار ؟

نعم. كفار، المراد الكفار نعم. +

رواه مسلم فهذا خاص بالنبى -صلى الله عليه وسلم- وبعمه أبي طالب فقط، وذلك -والله أعلم- لِمَا قام به من نُصْرة النبي -صلى الله عليه وسلم- والدفاع عنه، نعم. فخف كفره فشفع فيه بتخفيف العذاب، نعم، وعما جاء به.