لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 94

شرح لمعة الإعتقاد الجنة والنار
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

الجنة والنار

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن اسْتنّ بسنته واقتفى أثره واتبع هداه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فقال المؤلف - رحمه الله تعالى - والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان ، فالجنة مأوى أوليائه، والنار عقاب لأعدائه، وأهل الجنة فيها مخلدون إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ .

نعم. وهذا هو معتقد أهل السنة والجماعة وهذا هو الصواب الذي دلت عليه النصوص، أن الجنة والنار مخلوقتان الآن، وأنهما دائمتان لا تفنيان. وذهبت المعتزلة إلى أن الجنة والنار معدومتان الآن، ولا توجدان إلا يوم القيامة، قالوا: إن وجودهما الآن ولا جزاء عبث، والعبث محال على الله، هذه شبهتهم.

لكن نقول لهم هذا باطل من أبطل الباطل، أولا: النصوص دلت على أنهما موجودتان أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا مرصدة: معدة أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الجنة، فهذا دليل على إيجادها، ثم أيضا من قال لكم أنها معطلة الآن؟ غير معطلة، الأرواح: أرواح المؤمنين في الجنة تنعم، وأرواح الكفرة في النار تعذب، ما هي معطلة، الجنة والنار ما هي معطلة.

الولدان في الجنة، والحور، وأرواح المؤمنين نسمة من طائر يعلق بشجر الجنة حتى يرجعها الله إلى جسده يوم يبعثه. والشهيد، الشهداء أرواحهم في حواصل طير خضر تسرح في الجنة، ترد أنهارها وتأكل من ثمارها، حتى يرجعها الله إلى جسده يوم يبعثه، وكذلك أيضا المؤمن إذا وضع في قبره، يفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها، والكافر يفتح له باب إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها. من قال لكم إنها معطلة؟‍‍! هذا من أغلاط المعتزلة وجهلهم وضلالهم.

ثم أيضا إن التهديد والتخويف بالنار إذا كانت موجودة هذا أبلغ في الزجر من لو قال: إذا كان يوم القيامة توجد النار وتعذبون فيها، وكذلك التشويق إلى الجنة، فإذا قيل إنها موجودة الآن ومعدة، ليس كما إذا قيل إنها في يوم القيامة توجد لكم جنة، هذا من أبطل الباطل.

وأهل الجنة في الجنة مخلدون، وأهل النار في النار مخلدون. والمؤلف هنا ذكر قال: " أهل الجنة مخلدون" وسكت عن النار، لكن استدل بالآيات، قال: وأهل الجنة أيش قال؟

والجنة والنار مخلوقتان، والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان، فالجنة مأوى أوليائه والنار عقاب لأعدائه، وأهل الجنة فيها مخلدون.

وأهل النار ؟ ما ذكر؟ وأهل النار أيضا فيها مخلدون، لكن ذكر الآيات بعدها إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ .

كل النسخ هكذا، ما عندكم فيها " وأهل النار " كان السياق يقتضي أن يقول: " وأهل الجنة فيها مخلدون وأهل النار فيها مخلدون"، ثم يستدل إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ سكت عن أهل النار نعم. ++

نعم. أنا قلت هذا أنه ذكره إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ لكن كان ينبغي أنه لما ذكر أهل الجنة مخلدون يذكر بعدها وأن أهل النار مخلدون، يحتمل أنه سقطت منها. في الطبعة عندك؟ لعلها ساقطة وإيش عندك؟ وأهل الجنة اقرأ اللي عندك ++

وأهل النار فيها مخلدون نعم. صح، هذه ساقطة، والأقرب أنها ساقطة، أيش النسخة اللي معك هذه؟

" وأهل النار مخلدون"، السياق يقتضي هذا، نعم.

الجنة لغة: البستان الكثير الأشجار، وشرعا: الدار التي أعدها الله في الآخرة للمتقين. والنار لغة: معروفة، وشرعا: الدار التي أعدها الله في الآخرة للكافرين وهما مخلوقتان الآن؛ لقوله تعالى في الجنة أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ وَفِي النَّارِ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ والإعداد التهيئة.

ولقوله - صلى الله عليه وسلم - حين صلى صلاة الخسوف: إنى رأيت الجنة، فتناولت منها عنقودا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا .

والأدلة في هذا كثيرة، والأدلة فيها متعددة على أن الجنة والنار مخلوقتان الآن، نعم.

ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط أفظع منها متفق عليه والجنة والنار لا تفنيان؛ لقوله سبحانه جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا والآيات في تأبيد الخلود في الجنة كثيرة، وأما في النار فذكر في ثلاثة مواضع:

في سورة النساء قال تعالى وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وفي الأحزاب إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وفي الجن وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وقال تعالى إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ والجنة في أعلى عليين لقوله تعالى كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ .

+++ نعم. هذا مكان الجنة والجنة والنار مخلوقتان الآن ولا تفنيان أبدا ولا تبيدان، وهذا هو الذي عليه أهل السنة قاطبة وأهل البدع، ما عدا الجهم بن صفوان يقول: إن النار والجنة تفنيان -والعياذ بالله- في النهاية.

وقال أبو الهذيل العلاف شيخ المعتزلة في القرن الثالث الهجري قال: إنه تفنى حركاتهم، يجمدون مثل الحجارة، تفنى حركات أهل الجنة وأهل النار وهذا من أبطل الباطل، وهي أقوال شاذة؛ ولهذا أنكر أهل السنة قاطبة وغيرهم على الجهمية فالجنة والنار مخلوقتان دائمتان لا تفنيان ولا تبيدان نعم. +++

لا، شيخ الإسلام لا يقول بفنائها، يقول بأبديتها. لكن ابن القيم -رحمه الله- نقل نقولا قد يرى بعضهم أنه يرى بفناء النار، وكذلك أيضا نقل في "شفاء العليل" أقوالا كثيرة قد يدل أنه يقول بفناء النار، وله أقوال أخرى صريحة في أبديتها.

فيحتمل أن هذه مجملة وأن هذه مفصلة، ويحتمل أنه كان له قول ثم رجع عنه، أما شيخ الإسلام فليس هناك ما يدل على أنه يرى القول بفنائها بل أقواله صريحة في الأبدية نعم.

لقوله تعالى كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث البراء بن عازب المشهور في قصة فتنة القبر: فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض والنار في أسفل سافلين لقوله تعالى كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ .

نعم. الجنة فوق في السماء، وهي درجات كل درجة أعلى نعيما، وأعلاها الفردوس، الفردوس هو أعلى نعيم في الجنة وأعلاها، وسقفها عرش الرحمن، سقف الجنة عرش الرحمن، والنار في أسفل سافلين، وتبرز يوم القيامة تبرز وتسجر البحار وتكون جزءا منها - والعياذ بالله - وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى وينصب الصراط على متن جهنم، يمر الناس عليه، فمن صعد فإلى الجنة، ومن سقط ففي النار، نعم.

وقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث البراء بن عازب السابق، فيقول الله تعالى: اكتبوا كتاب عبدي في سجين في الأرض السفلى

وأهل الجنة كل مؤمن تقي، لأنهم أولياء الله، قال الله تعالى في الجنة: أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ وقال أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ .

نعم. والتقوى، أصل التقوى: توحيد الله وهي إخلاص الدين لله، فمن مات على التوحيد فهو من أهل الجنة، ومن مات على الشرك الأكبر فهو من أهل النار - والعياذ بالله -، والعاصي على خطر قد يعفى عنه ويدخل الجنة من أول الأمر وقد يعذب، ثم يخرج منها إلى الجنة. نعم.

وأهل النار كل كافر شقي، قال الله تعالى في النار أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ وقال فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ .