لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 103

شرح لمعة الإعتقاد حقوق زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

حقوق زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فقال المؤلف -رحمه الله- تعالى: ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء، أفضلهن خديجة بنت خويلد

نعم. فيه خلاف، بعض أهل العلم يقول: من شهد له أهل الصلاح يشهد له، لكن قول مرجوح، والصواب أنه لا يشهد إلا لمن شهدت له النصوص، هذا قول لأهل العلم لحديث. أنتم شهداء الله في الأرض في قصة لما مر بجنازة أثنوا عليها بخير قال: وجبت، ثم مر بجنازة أثنوا عليها بشر قال: وجبت، فسألوه فقال: هذا أثنيتم عليه بخير فوجبت له الجنة، و هذا أثنيتم عليه بشر فوجبت له النار احتج بهذا بعض أهل العلم من ذلك أن أبا ثور يشهد للإمام أحمد بالجنة، أخذا من هذا الحديث، نعم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فقال المؤلف - رحمه الله تعالى - ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء، أفضلهن خديجة بنت خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه، زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم.

نعم. كل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا هن زوجاته في الآخرة - رضي الله عنهن وأرضاهن-؛ ولهذا لما خرجت عائشة تطالب بدم عثمان وخرجت هناك مع طلحة وغيره، قال ابن عباس والله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة، وإن الله ابتلاكم بها. فهي خرجت -رضي الله عنها-،وراحت تطالب بدم عثمان مع طلحة وجماعة من الصحابة نعم.

قال الشارح -حفظه الله تعالى- زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- زوجاته في الدنيا والآخرة وأمهات المؤمنين ولهن من الحرمة والتعظيم بما يليق بهن كزوجات لخاتم النبيين، وهن من آل بيته، طاهرات مطهرات، طيبات مطيبات، بريئات مبرآت من كل سوء يقدح في أعراضهن وفرشهن، فالطيبات للطيبين والطيبون للطيبات. فرضي الله عنهن وأرضاهن أجمعين، وصلى الله وسلم على نبيه الصادق الأمين.

زوجاته -صلى الله عليه وسلم- اللاتي كان فراقهن بالوفاة وهن:

أولا: خديجة بنت خويلد أم أولاده ما عدا إبراهيم تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد زوجين: الأول عتيق بن عابد والثاني أبو هالة التميمي

تزوجها -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن خمس وعشرين، وهي بنت أربعين سنة، وفيه دليل على أنه لا بأس بأن يتزوج الصغير ممن هي أكبر منه، بعض الناس يعتبر عيبا إذا أراد أن يتزوج امرأة ورآها تكبره بسنتين أو ثلاثة قال: أتزوج امرأة تكبرني بسنتين أو ثلاث؟! أيش المانع! هذا الرسول -عليه الصلاة والسلام-وأشرف الخلق كان ابن خمس وعشرين، شاب تزوج خديجة وهي بنت أربعين سنة.

وكذلك بالمقابل تزوج عائشة وهي بنت تسع سنين، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، أكبر منها، يكبرها بكثير، بنت تسع سنين وهو ابن ثلاث وخمسين، فلا حرج أن يتزوج الكبير الصغيرة ولا حرج أن يتزوج الصغير الكبيرة. نعم.

ولم يتزوج -صلى الله عليه وسلم- عليها حتى ماتت سنة عشر من البعثة قبل المعراج.

ثانيا: عائشة بنت أبي بكر الصديق أريها -صلى الله عليه وسلم- في المنام مرتين أو ثلاثة، وقيل: هذه امرأتك، فعقد عليها ولها ست سنين بمكة ودخل عليها في المدينة ولها تسع سنين، توفيت سنة ثمان وخمسين للهجرة.

ثالثا: سودة بنت زمعة العامرية تزوجها بعد زوج مسلم هو السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو توفيت آخر خلافة عمر وقيل سنة أربع وخمسين للهجرة.

رابعا: حفصة بنت عمر بن الخطاب - رضي الله عنها وعن أبيها- تزوجها - صلى الله عليه وسلم - بعد زوج مسلم هو خنيس بن حذافة الذي قتل في أحد وماتت سنة إحدى وأربعين للهجرة.

خامسا: زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين، تزوجها بعد استشهاد زوجها عبد الله بن جحش في أحد، وماتت سنة أربع للهجرة بعد زواجها بيسير.

سادسا: أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية تزوجها بعد موت زوجها أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد من جراحة أصابته في أحد وماتت سنة إحدى وستين للهجرة.

سابعا: زينب بنت جحش الأسدية بنت عمته -صلى الله عليه وسلم-، تزوجها بعد مولاه زيد بن حارثة سنة خمس للهجرة، وماتت سنة عشرين للهجرة.

ثامنا: جويرية بنت الحارث الخزاعية تزوجها بعد زوجها مسافع بن صفوان وقيل: مالك بن صفوان سنة ست للهجرة، وماتت سنة ست وخمسين للهجرة.

تاسعا: أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان تزوجها بعد زوج أسلم ثم تنصر، هو عبيد الله بن جحش وماتت في المدينة في خلافة أخيها سنة أربع وأربعين للهجرة.

عاشرا: صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير من ذرية هارون بن عمران -صلى الله عليه وسلم-، أعتقها وجعل عتقها صداقها بعد زوجين، أولهما: سلَّام بن مشكم والثاني: كنانة بن أبي الحُقَيق بعد فتح خيبر سنة ست للهجرة، وماتت سنة خمسين للهجرة.

ثم ميمونة بنت الحارث الهلالية تزوجها سنة سبع للهجرة في عمرة القضاء بعد زوجين، الأول: ابن عبد يالِيل والثاني: أبو رهم بن عبد العزى بنى بها في سَرِف وماتت -كلهن ثيبات إلا عائشة كلهن ثيبات، ولم يتزوج بكرا غير عائشة عليه الصلاة والسلام نعم - تزوجها سنة سبع للهجرة في عمرة القضاء بعد زوجين، الأول: ابن عبد يالِيل والثاني: أبو رهم بن عبد العزى بنى بها في سَرِف وماتت فيه سنة إحدى وخمسين للهجرة.

فهذه زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- اللاتي كان فراقهن بالوفاة - تزوجها بسَرِف وماتت في سَرِف مكان قرب مكة يسمى سَرِف نعم، - اثنتان توفيتا قبله، وهما خديجة وزينب بنت خزيمة وتسع توفي عنهن، وهن البواقي.

وبقي اثنتان لم يدخل بهما، ولا يثبت لهما من الأحكام والفضيلة ما يثبت للسابقات، وهما:

الأولى أسماء بنت النعمان الكندية تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم فارقها، واختُلف في سبب الفراق، فقال ابن إسحاق إنه وجد في كشحها بياضا ففارقها، فتزوجها بعده المهاجر بن أبي أمية

الثانية: أميمة بنت النعمان بن شراحيل الجونية وهي التي قالت: "أعوذ بالله منك" ففارقها، والله أعلم.

وأفضل زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة وعائشة -رضي الله عنهما-، ولكل منهما مزية على الأخرى.

نعم خديجة في فضل الإسلام، لها مزية أول الإسلام، وعائشة في الآخر، ففي البعثة خديجة هدأت من روع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وواسته بنفسها ومالها، وعائشة في آخر الأمر نقلت الشريعة، وبلغت السنة، نعم.

تعليق الحافظ الذهبي نعم؟ في أيش؟

في أفضلية خديجة وعائشة

قال -رحمه الله تعالى- في ترجمة أم المؤمنين عائشة وكانت امرأة بيضاء جميلة، ومن ثَمَّ يقال لها: "الحميراء"، ولم يتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- بكرا غيرها، ولا أحب امرأة حبها، ولا أعلم في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- بل ولا في النساء مطلقا امرأة أعلم منها.

نعم هي أفقه النساء على الإطلاق، أفقه امرأة -رضي الله عنها- نعم.

وذهب بعض العلماء إلى أنها أفضل من أبيها، وهذا مردود، وقد جعل الله لكل شيء قدرا، بل نشهد أنها زوجة نبينا في الدنيا والآخرة، فهل فوق ذلك مفخر؟ وإن كان للصديقة خديجة شأو لا يُلحق، وأنا واقف في أيتهما أفضل، نعم جزمت بأفضلية خديجة عليها؛ لأمور ليس هذا موضعها. انتهى كلامه.

- خديجة في أول الإسلام أفضل، وعائشة في آخره أفضل، فخديجة جاء فيها ما لم يأت في غيرها، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- جاءه جبريل وقال: أقرئها السلام من ربها ومني وهذا ما لم يأت في عائشة وعائشة قال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن هذا جبريل يقرئك السلام، فقالت: وعليه السلام، ترى ما لا نرى أما خديجة جاء جبريل وقال: أقرئها السلام من ربها ومني من رب العالمين، هذا فضل عظيم، نعم

قال: فلخديجة في أول الإسلام ما ليس لعائشة من السبق والمؤازرة والنصرة، ولعائشة في آخر الأمر ما ليس لخديجة من نشر العلم ونفع الأمة، وقد برأها الله مما رماها به أهل النفاق من الإفك في سورة النور.

قذْف عائشة بما برأها الله منه كفر؛ لأنه تكذيب للقرآن، وفي قذف غيرها من أمهات المؤمنين قولان لأهل العلم

وهذا بإجماع المسلمين أن من قذف عائشة فهو كافر بالإجماع؛ لأنه مكذب لله، فالله تعالى برأها في ثمانية عشرة آية في سورة النور، فمن قذفها فيما برأها الله منه فهو كافر؛ لأنه مكذب لله.

وفي قذف غيرها من أمهات المؤمنين قولان لأهل العلم أصحهما أنه كفر؛ لأنه قدح في النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا أيضا كذلك يعني مما يدل على كفر الرافضة ؛ لأنهم يقذفون عائشة -والعياذ بالله- فإن الخبيثات للخبيثين.