لمعة الإعتقاد شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 110

شرح لمعة الإعتقاد التقليد
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

التقليد

التقليد لغة: وضع القلادة في العنق، واصطلاحا: اتباع قول الغير بلا حجة، وهو جائز لمن لا يصل إلى العلم بنفسه لقوله تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ .

والمذاهب المشهورة أربعة:

المذهب الحنفي: وإمامه أبو حنيفة النعمان بن ثابت إمام أهل العراق ولد سنة ثمانين للهجرة وتوفي سنة خمسين ومائة للهجرة.

المالكي: وإمامه أبو عبد الله مالك بن أنس إمام دار الهجرة، ولد سنة ثلاث وتسعين للهجرة وتوفي سنة تسع وسبعين ومائة للهجرة.

الشافعي: وإمامه أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ولد سنة خمسين ومائة للهجرة، وتوفي سنة أربع ومائتين للهجرة.

الحنبلي: وإمامه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ولد سنة أربع وستين ومائة للهجرة، وتوفي سنة إحدى وأربعين ومائتين.

وهناك مذاهب أخرى: كمذهب الظاهرية والزيدية والسفيانية وغيرهم، وكل يؤخذ من قوله ما كان صوابا، ويترك من قوله ما كان خطأ، ولا عصمة إلا في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

نسأل الله أن يجعلنا من المتمسكين بكتابه وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ظاهرا وباطنا، وأن يتوفانا على ذلك، وأن يتولانا في الدنيا والآخرة، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب.

والحمد لله كثيرا كما يحب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

نعم، والواجب على من كان عنده أهلية النظر أن ينظر في الأدلة، وليس له أن يقلد إن كان من أهل العلم وعنده أهلية النظر، ينظر، فما ظهر له عمل به، فإن كان ليس عنده أهلية النظر فإنه يقلد من يثق بدينه وعلمه وورعه، يجتهد فيمن يقلد، لا يقلد أي أحد، بل يقلد من يثق بدينه وعلمه، ويسأل من يثق بدينه وعلمه وورعه؛ لقوله تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ .

وليس له أن يقلد بالتشهي، بعض الناس يسأل هذا العالم، ثم إذا لم يناسبه يسأل الثاني، فإذا أفتاه بما يناسب هواه أخذ به، ليس له ذلك، لا يجوز هذا، وإنما يسأل من يثق بدينه وعلمه وورعه، فإذا أفتاه أخذ به، ولا يسأل أحدا بعده، أما كونه يتشهى، يأخذ بالتشهي بالفتاوى التي تناسبه هذا لا يجوز، وبهذا نكون انتهينا إن شاء الله.