القواعد الأربع شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 8

شرح القواعد الأربع القاعدة الأولى أن الكفار في زمن الرسول الذين قاتلهم أقروا بتوحيد الربوبية فقط
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

القاعدة الأولى
أن الكفار في زمن الرسول الذين قاتلهم كانوا مقرين بتوحيد الربوبية
ولم يكونوا مقرين بتوحيد الألوهية

القاعدة الأولى: أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا مقرين أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت النافع الضار، الذي يدبر جميع الأمور، وما أدخلهم ذلك في الإسلام، والدليل قوله تعالى: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ .

نعم. هذه هي القاعدة الأولى التي يتميز بها المشرك من الموحد: أن تعلم وتتيقن أن الكفار في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- كفار مكة وكفار قريش وكفار العرب الذين قاتلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- واستحلَّ دماءهم وأموالهم، كانوا مُقِرِّين بتوحيد الربوبية، ولم يدخلهم في الإسلام، كانوا يقرون بأن الله هو الخالق، الرازق، المدبر، المحيي، المميت، النافع، الضار، مسبب الأسباب، بيده كل شيء.

ومع ذلك، هذا التوحيد الذي أقروا به -وهو توحيد الربوبية- ما أدخلهم في الإسلام، ولا أخرجهم من الشرك، بل مع ذلك قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستحل دماءهم وأموالهم، وسبى ذراريهم وأموالهم، وهم يقرون بهذا التوحيد، لماذا؟ لأنهم أشركوا في توحيد العبادة والألوهية، ما يكفي الإقرار بتوحيد الربوبية، ما يكفي الإقرار بتوحيد الربوبية وحده، بل لا بد أن تضم إليه توحيد الألوهية.

الدليل على أن الكفار مقرون بتوحيد الربوبية، ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- الآية، وهي قول الله تعالى في سورة يونس: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قل -يا محمد - للكفار للمشركين مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ؟ من الذي يرزق؟ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ من الذي يملك السمع والأبصار؟ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ومن الذي يخرج الميت من الحي؟ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ماذا يقولون؟ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ .

إذن مقرون بهذا، والمؤلف اقتصر على آية، هناك آيات كثيرة.

مثل قوله تعالى: قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ .

وقال سبحانه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ .

وقال سبحانه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ .

إذن هم مقرون بتوحيد الربوبية، ومع ذلك ما نفعهم هذا الإقرار، لماذا؟ لأنهم أشركوا في توحيد العبادة والألوهية، لا بد من التوحيدين، توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، من أقر بأحدهما دون الآخر ما نفع لا يكون موحدا، لا بد أن يوحد الله في الربوبية والألوهية. نعم.