القواعد الأربع شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 9

شرح القواعد الأربع الشفاعة شفاعتان شفاعة منفية وشفاعة مثبتة
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

الشفاعة شفاعتان شفاعة منفية وشفاعة مثبتة

القاعدة الثالثة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ظهر على ناس متفرقين في عباداتهم، منهم من يعبد الشمس والقمر، ومنهم من يعبد الصالحين ومنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الأنبياء ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار، وقاتلهم -صلى الله عليه وسلم- ولا فرق بينهم. هاه ولا فرق وللا ولم يفرق بينهم؟ فيه لبس طيب اقرأ.

والشفاعة شفاعتان: شفاعة منفية وشفاعة مثبتة، والشفاعة المنفية ما كانت تُطْلَب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله والدليل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ .

والشفاعة المثبتة هي التي تُطْلَب من الله ، والشافع مكرم بالشفاعة، والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن، كما قال تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ .

نعم. الشفاعة شفاعتان: شفاعة منفية وشفاعة مثبتة، يعني شفاعة باطلة منفية، وشفاعة حق.

فالشفاعة المنفية: هي التي تُطْلَب من غير الله، وهي الشفاعة لمشرك هذه باطلة، قال الله تعالى: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ وقال: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ هذه الشفاعة منفية، وإلا تكون للمشرك الذي يدعو غير الله، يطلبها من غير الله.

يقول: يا رسول الله، اشفع لي، هذا أشرك، طلبها من غير الله، وقال: يا بدوي اشفع لي، يا عبد القادر يا فلان. إذا طلبها من الله، ودعا غير الله، هذه منفية، هذه باطلة، ليس له شفاعة باطلة، المشرك ليس له شفاعة.

الثاني: الشفاعة المثبتة: وهي التي تُطْلَب من الله، يقول: يا رب، شفّع فيّ نبيك، يسأل الله، يا رب شفع فيَّ نبيك، وهو موحد، فالشفاعة المنفية للمشرك، هذه باطلة، والشفاعة المثبتة للموحد، وهو الذي يطلبها من الله، ولها شرطان:

الشرط الأول: إذن الله للشافع أن يشفع.

والثاني: رضاه عن المشفوع له.

فالشافع الذي يشفع عند الله لا بد أن يأذن الله له، حتى نبينا -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة ما يبدأ بالشفاعة حتى يأتيه الإذن، يسجد تحت العرش ويحمد الله بمحامد يفتحها عليه، ويستمر ساجدا حتى يأتيه الإذن، فيقول الله -عز وجل-: يا محمد ارفع رأسك، وسَلْ تُعْطَه، واشفعْ تُشَفَّعْ هذا الإذن.

والثاني: رضا الله عن المشفوع له، الذي يشفع له لا بد أن يرضى الله عنه بأن يكون موحدا، والله لا يرضى إلا التوحيد، فلو شفع لمشرك ما رضيه الله؛ ولهذا قال الله تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ قال: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى فالشفاعة المنفية هي التي تُطْلَب من غير الله، وهي التي تكون من مشرك، هذه باطلة، منفية غير واقعة، ولا يمكن أن تحصل.

الثانية: الشفاعة المثبتة لموحد، لأهل التوحيد الذين يطلبونها من الله ولها شرطان: إذن الله للشافع أن يشفع، كما قال -سبحانه وتعالى-: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ورضاه عن المشفوع له، كقوله: وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى نعم.