العقيدة الواسطية شرح الشيخ محمد أمان بن علي الجامي الدرس 29

شرح العقيدة الواسطية الدرس التاسع والعشرون
الخميس 4 جوان 2015    الموافق لـ : 16 شعبان 1436
تحميل الشريط

عناصر الشريط

  1. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية : " ... وأما قوله : " وله صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات "؛ فأصل الشفاعة من قولنا : شفع كذا بكذا إذا ضمه إليه ، وسمي الشافع شافعا لأنه يضم طلبه ورجاءه إلى طلب المشفوع له . والشفاعة من الأمور التي ثبتت بالكتاب والسنة ، وأحاديثها متواترة ؛ قال تعالى : (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) فنفي الشفاعة بلا إذن إثبات للشفاعة من بعد الإذن . قال تعالى عن الملائكة : (( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) . فبين الله الشفاعة الصحيحة ، وهي التي تكون بإذنه ، ولمن يرتضي قوله وعمله . وأما ما يتمسك به الخوارج والمعتزلة في نفي الشفاعة من مثل قوله تعالى : (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) ، (( ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة )) ، (( فما لنا من شافعين )) ... إلخ ؛ فإن الشفاعة المنفية هنا هي الشفاعة في أهل الشرك ، وكذلك الشفاعة الشركية التي يثبتها المشركون لأصنامهم ، ويثبتها النصارى للمسيح والرهبان ، وهي التي تكون بغير إذن الله ورضاه ... " .
  2. قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله : " أما الشفاعة الأولى ؛ فيشفع في أهل الموقف حتى يقضى بينهم " ؛ فهذه هي الشفاعة العظمى ، وهي المقام المحمود الذي يغبطه به النبيون ، والذي وعده الله أن يبعثه إياه بقوله : (( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا )) . يعني : يحمده عليه أهل الموقف جميعا . وقد ( أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم إذا سمعنا النداء أن نقول بعد الصلاة عليه : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ) . وأما قوله : " وأما الشفاعة الثانية ؛ فيشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة " ؛ يعني : أنهم وقد استحقوا دخول الجنة لا يؤذن لهم بدخولها إلا بعد شفاعته . وأما قوله : " وهاتان الشفاعتان خاصتان له " ؛ يعني : الشفاعة في أهل الموقف ، والشفاعة في أهل الجنة أن يدخلوها . وتنضم إليهما ثالثة ، وهي شفاعته في تخفيف العذاب عن بعض المشركين ؛ كما في شفاعته لعمه أبي طالب ، فيكون في ضحضاح من نار ؛ كما ورد بذلك الحديث وأما قوله : " وأما الشفاعة الثالثة ؛ فيشفع فيمن استحق النار ... " إلخ . وهذه هي الشفاعة التي ينكرها الخوارج والمعتزلة ؛ فإن مذهبهم أن من استحق النار ؛ لا بد أن يدخلها ، ومن دخلها لا يخرج منها لا بشفاعة ولا بغيرها . والأحاديث المستفيضة المتواترة ترد على زعمهم وتبطله .... " .
  3. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية .
  4. الرد على من فسر المقام المحمود بأن الله يجلس نبيه معه على عرشه .
  5. الرد على من يقول إن الله على صورة شاب أمرد .
  6. فائدة : خطأ مجاهد في تفسير قوله تعالى : (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ... )) بأنها تنتظر ثواب ربها . . يعتبر من أخطاء المجتهدين . مع بيان من أخطأ بعض التابعين .
  7. نصيحة من الشيخ لطلبة العلم بالتأدب مع أهل العلم .
  8. تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية : " ... وأما قوله : " أما الشفاعة الأولى ؛ فيشفع في أهل الموقف حتى يقضى بينهم " ؛ فهذه هي الشفاعة العظمى ، وهي المقام المحمود الذي يغبطه به النبيون ، والذي وعده الله أن يبعثه إياه بقوله : (( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا )) . يعني : يحمده عليه أهل الموقف جميعا . وقد ( أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم إذا سمعنا النداء أن نقول بعد الصلاة عليه : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ) ... " .
  9. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية : " ... وأما قوله : " وأما الشفاعة الثانية ؛ فيشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة " ؛ يعني : أنهم وقد استحقوا دخول الجنة لا يؤذن لهم بدخولها إلا بعد شفاعته . وأما قوله : " وهاتان الشفاعتان خاصتان له " ؛ يعني : الشفاعة في أهل الموقف ، والشفاعة في أهل الجنة أن يدخلوها . وتنضم إليهما ثالثة ، وهي شفاعته في تخفيف العذاب عن بعض المشركين ؛ كما في شفاعته لعمه أبي طالب ، فيكون في ضحضاح من نار ؛ كما ورد بذلك الحديث وأما قوله : " وأما الشفاعة الثالثة ؛ فيشفع فيمن استحق النار ... " إلخ . وهذه هي الشفاعة التي ينكرها الخوارج والمعتزلة ؛ فإن مذهبهم أن من استحق النار ؛ لا بد أن يدخلها ، ومن دخلها لا يخرج منها لا بشفاعة ولا بغيرها . والأحاديث المستفيضة المتواترة ترد على زعمهم وتبطله .... " .
  10. قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وأصناف ما تضمنته الدار الآخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء ، والآثار من العلم المأثور عن الأنبياء ، وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي ، فمن ابتغاه وجده ... " .
  11. قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله : " وأصناف ما تضمنته الدار الآخرة من الحساب ... " إلخ ؛ فاعلم أن أصل الجزاء على الأعمال خيرها وشرها ثابت بالعقل كما هو ثابت بالسمع ، وقد نبه الله العقول إلى ذلك في مواضع كثيرة من كتابه ؛ مثل قوله تعالى : (( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )) ، (( أيحسب الإنسان أن يترك سدى )) . فإنه لا يليق في حكمة الحكيم أن يترك الناس سدى مهملين ، ولا يؤمرون ، ولا ينهون ، ولا يثابون ولا يعاقبون ؛ كما لا يليق بعدله وحكمته أن يسوي بين المؤمن والكافر ، والبر والفاجر ؛ كما قال تعالى : (( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار )) . فإن العقول الصحيحة تأبى ذلك وتنكره أشد الإنكار . وكذلك نبههم الله على ذلك بما أوقعه من أيامه في الدنيا من إكرام الطائعين ، وخذلان الطاغين . وأما تفاصيل الأجزية ومقاديرها ؛ فلا يدرك إلا بالسمع والنقول الصحيحة عن المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ... " .
  12. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية .
  13. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية .
  14. قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وتؤمن الفرقة الناجية من أهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره والإيمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين فالدرجة الأولى : الإيمان بأن الله تعالى عليم بالخلق ، وهم عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلاً وأبداً ، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال ، ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق ، فأول ما خلق الله القلم قال له : اكتب ، قال : ما أكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ، فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، جفت الأقلام ، وطويت الصحف كما قال تعالى : (( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير )) ، وقال : (( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير )) وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة وتفصيلاً : فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء ، وإذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث إليه ملكاً ، فيؤمر بأربع كلمات ، فيقال له : اكتب : رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد ، ونحو ذلك ، فهذا التقدير قد كان ينكره غلاة القدرية قديماً ، ومنكروه اليوم قليل ... " .
  15. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية .
  16. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية : " ... والإيمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين فالدرجة الأولى : الإيمان بأن الله تعالى عليم بالخلق ، وهم عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلاً وأبداً ، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال ، ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق ، فأول ما خلق الله القلم قال له : اكتب ، قال : ما أكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ، فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، جفت الأقلام ، وطويت الصحف كما قال تعالى : (( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير )) ، وقال : (( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير )) وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة وتفصيلاً : فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء ، وإذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث إليه ملكاً ، فيؤمر بأربع كلمات ، فيقال له : اكتب : رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد ، ونحو ذلك ، فهذا التقدير قد كان ينكره غلاة القدرية قديماً ، ومنكروه اليوم قليل ... " .
  17. قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... والإيمان بالقدر خيره وشره من الله تبارك وتعالى أحد الأركان الستة التي يدور عليها فلك الإيمان ؛ كما دل عليه حديث جبريل وغيره ، وكما دلت عليه الآيات الصريحة من كتاب الله عز وجل . وقد ذكر المؤلف هنا أن الإيمان بالقدر على درجتين ، وأن كلا منهما تتضمن شيئين : فالدرجة الأولى تتضمن : أولا : الإيمان بعلمه القديم المحيط بجميع الأشياء ، وأنه تعالى علم بهذا العلم القديم الموصوف به أزلا وأبدا كل ما سيعمله الخلق فيما لا يزال ، وعلم به جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال . فكل ما يوجد من أعيان وأوصاف ويقع من أفعال وأحداث فهو مطابق لما علمه الله عز وجل أزلا . ثانيا : أن الله كتب ذلك كله وسجله في اللوح المحفوظ ، فما علم الله كونه ووقوعه من مقادير الخلائق وأصناف الموجودات وما يتبع ذلك من الأحوال والأوصاف والأفعال ودقيق الأمور وجليلها قد أمر القلم بكتابته ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم : ( قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء ) . وكما قال في الحديث الذي ذكره المؤلف : ( أن أول ما خلق الله القلم ؛ قال له : اكتب ، قال : وما أكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) . و ( أول ) هنا بالنصب على الظرفية ، والعامل فيه ( قال ) ؛ أي : قال له ذلك أول ما خلقه . وقد روي بالرفع على أنه مبتدأ ، وخبره القلم ولهذا اختلف العلماء في العرش والقلم ؛ أيهما خلق أولا . وحكى العلامة ابن القيم في ذلك قولين ، واختار أن العرش مخلوق قبل القلم ، قال في " النونية " : والناس مختلفون في القلم الذي *** كتب القضاء به من الديـــــــان هل كان قبل العرش أو هو بعده *** قولان عند أبي العلا الهمداني والحق أن العرش قبل لأنــــــــــه *** وقت الكتابة كان ذا أركــــان وكتابة القلم الشريف تعقـــــــبت *** إيجاده من غير فــــصل زمان وإذا كان القلم قد جرى بكل ما هو كائن إلى يوم القيامة بكل ما يقع من كائنات وأحداث ؛ فهو مطابق لما كتب فيه ، فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ؛ كما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما وغيره . ... " .
  18. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية .