مقال ضحايا الحقد العلماني والتعنت الإخواني الشيخ أزهر بن محمود سنيقرة

ضحايا الحقد العلماني والتعنت الإخواني
الأربعاء 12 جويلية 2017    الموافق لـ : 17 شوال 1438
0
560

بسم الله الرحمن الرحيم

إن ما يجري على أرض الكنانة في هذه الأيام العصيبة لرزية أليمة، وبلية جسيمة، يندى لها الجبين، وتتفطر لها قلوب المؤمنين، وهي نتيجة من نتائج التعفن السياسي، والتعنت الحزبي الذي يدفع ضريبته الأبرياء من هذه الأمة ممن زج بهم في هذا المعترك الذي أملاه علينا أعداؤنا، حيث لبسوا علينا وأقنعونا أن الحكم للشعب، فخرج الشعب ليتناطح ويتناحر، والله -جل جلاله- يقول: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ ۖ ﴾[الأنعام:57]، وقد ادعى بعض رجال الإعلام العلمانيين الحاقدين على الإسلام وأهله أن الشعب المصري علماني بفطرته!! ﴿كَبُرَ‌تْ كَلِمَةً تَخْرُ‌جُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾[الكهف: 5].
ولا يزال مكرهم وكيدهم بالليل و النهار عبر وسائل الإعلام التي اتخذوها أبواقاً لباطلهم، ومنابر لمنكرهم، يحرضون على العنف والتنصل من الأحكام الشرعية، ويظهرون عداءهم للشريعة المحمدية ترويعاً وتخويفاً لهم.

وفي مقابل هؤلاء أولئك الحزبيون من الإخوان ومن سار على طريقتهم، وانتهج نهجههم في الاشتغال بالسياسة وخوض غمارها، والإعراض عن دعوة التوحيد وتربية الناس على مقتضاها، وهذا المنهج السوي في التربية والإصلاح ﴿قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ عَلَىٰ بَصِيرَ‌ةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾[يوسف: 108]، وقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: ((فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله..))، وفي رواية ((إلى أن يوحدوا الله)).

فالتوحيد هو أساس الدعوة إلى الله، ورأسُّها، وهو عماد الإصلاح وبناؤها.

نتج عن هذا وذاك سفك الدماء المعصومة التي حرمها الله -جل وعلا- إلا بالحق، بقوله -تبارك وتعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّ‌مَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾[الأنعام: 151] وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال المرء في فسحة من دينه مالم يصب دماً محرماً))، ولقوله صلى الله عليه وسلم للحب ابن الحب رضي الله عنه: ((أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله)).

وما أكثر النصوص الواردة في بيان عظم جرم سفك الدماء المعصومة وإزهاقها.
فمتى يعي هؤلاء هذه الحقيقة الشرعية؟ وينزجر بمثل هذه النصوص القرآنية والنبوية الزاجرة عن هذا، والمبينة للوعيد الشديد في حق من تجرأ فيها وبادر إليها؟

أما آن الاوان لمن ركب موجة هذه الفتن، وخاض غمار اللعبة السياسية أن يتقي الله في النفوس البريئة من المواطنين البسطاء أن يستغلوا هذا الاستغلال العفن، ويتخذوا أوراقاً سياسية لمآرب دعائية حزبية؟!

فالواجب على كل محرض في هذه الفتنة بأي وسيلة من الوسائل أن يمسك قلمه، ويخرص لسانه، ويكف أذاه وشره، وعلى عامة المسلمين ممن شارك في بداية هذه المأساة -بدخوله في هذه المسيرات والاعتصامات ومن كان في منأى منها وبعيداً عنها- أن يلزم بيته، وأن يمسك أولاده، وأن يرفع أكف الضراعة داعياً ربه أن يرفع هذا البلاء، ويحقن دماء المسلمين.

كتبه
أزهر سنيقرة «أبو عبد الله»
المشرف العام على منتديات التصفية والتربية السلفية
الخميس: 08/شوال/1434هـ
الموافق لـ15/أغسطس/2013