كذلك حرم الإسلام الحسد ؛ محافظة على العرض، ومحافظة على سلامة الصدور، الحسد هو أن يتمنى زوال النعمة عن أخيه، أن تتمنى زوال النعمة عن أخيك، أما إذا تمنيت أن يكون لك مثل أخيك فهذه غبطة لا بأس بها، قال -عليه الصلاة والسلام-: لا حسد إلا في اثنتين -يعني لا غبطة -: رجل آتاه الله مالا فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار أما الحسد المذموم الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أن تتمنى أن تزول النعمة عن أخيك ويبقى معدما، إذا كان عنده مال تتمنى أن يكون فقيرا، إذا كان عالما تتمنى أن يكون جاهلا، إذا كان له جاه تتمنى ألا يكون له جاه، تنتقل عنه هذه النعمة، هذا الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، قال -تعالى-: وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ .
وإذا وقع في قلبه شيء من ذلك فعليه أن يجاهد نفسه، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا يؤذي أخاه لا بقول ولا بالفعل، فإن وقع نفسه شيء من الحسد، ثم تسبب في إيذاء أخيه بقول أو بفعل فإنه وقع في الحرام، وقع في الجريمة، أما إذا وقع في خاطره شيء في نفسه شيء، ثم دفعه واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، ولم يتسبب في إيذاء أخيه لا بقول ولا بفعل؛ فإن هذا لا يلام عليه.
أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا جميعا للعمل الصالح الذي يرضيه، وأسأله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا للعمل بما يرضيه، وأن يوفقنا للمحافظة على الدماء والأموال والأعراض، وأسأله -سبحانه وتعالى- أن يقذف في قلوبنا الرحمة والألفة حتى نكون أخوة متحابين متآلفين، ونسأله -سبحانه وتعالى- أن يعيذنا من العدوان على المسلمين في دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم، ونسأله -سبحانه وتعالى- أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، ونسأله -سبحانه وتعالى- أن يرزقنا جميعا جهاد النفس على أداء الواجبات وترك المحرمات، والبعد عما يغضب الله ويسخطه -سبحانه- وأسأله -سبحانه وتعالى- أن يتوفانا على الإسلام والسنة، غير مغيرين ولا مبدلين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.
مواعيد ماي 2024
الآن 51
هذا اليوم 92
بالامس 5780
لهذا الأسبوع 10709
لهذا الشهر 92
لهذه السنة 774363
منذ البدء 13044120
تاريخ البدء 2015/05/05
أعلى إحصائية 18201
بتاريخ 2019/11/14