مولده :12 محرم سنة 1307هـ عنيزة السعودية
وفاته :23 جمادى الآخرة سنة 1376هـ
المصدر: موقع الشيخ قديما
هو الشيخ العلامة الزاهد الورع الفقيه الأصولي المفسر عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله بن ناصر بن حمد آل سعدي من نواصر من بني عمرو أحد البطون الكبار من قبيلة بني تميم.
ومساكن بعض بني عمرو بن تميم في بلدة قفار إحدى القرى المجاورة لمدينة حائل عاصمة المقاطعة الشمالية من نجد.
قدمت أسرة آل سعدي من بلدة المستجدة أحد البلدان المجاورة لمدينة حائل إلى عنيزة حوالى عام 1120هـ ، أما نسبه من قبل والدته فأمه من آل عثيمين، وآل عثيمين من آل مقبل من آل زاخر البطن الثاني من الوهبة، نسبة إلى محمد بن علوي بن وهيب ومحمد هذا هو الجد الجامع لبطون الوهبة جميعاً وآل عثيمين كانوا في بلدة أشيقر الموطن الأول لجميع الوهبة ونزحوا منها إلى شقراء فجاء جد آل عثيمين وسكن عنيزة وهو سليمان آل عثيمين وهو جد المترجم له من أمه.
ولد في مدينة عنيزة في الثاني عشر من شهر الله المحرم سنة ألف وثلاثمائة وسبع للهجرة النبوية الشريفة.
وتوفيت أمه سنة 1310هـ، وتوفي والده سنة 1313هـ فعاش يتيم الأبوين، وكان والده من أهل العلم والصلاح، وكان إماماً في مسجد المسوكف في عنيزة.
ولما توفي والده عطفت عليه زوجة والده، وأحبته أكثر من حبها لأولادها، فكان عندها موضع العناية؛ فلما شبَّ عن الطوق صار في بيت أخيه الأكبر حمد، واعتنى به أخوه حمد عناية فائقة، وكان يجله، ويناديه باسم الشيخ، وكان الشيخ عبدالرحمن يخاطب أخاه باسم الوالد، ويقول له باللهجة العامية: (يبه) _ كما أفاد بذلك ابنُ أخيه عبدُالرحمن بنُ حمد _.
وقد أقر الله عين حمد بأخيه الشيخ عبدالرحمن؛ حيث رأى أخاه والأنظار ترنو إليه بعين التجلة، والإكبار؛ لعلمه، وفضله، ومكانته. وقد امتد العمر بـ: حمد؛ فتجاوز المائة، وعاش بعد أخيه الشيخ عبدالرحمن اثنتي عشرة سنة؛ حيث توفي سنة 1388هـ، وهو يكبر الشيخ بما يزيد على عشرين سنة تقريباً _ كما أفاد بذلك عبدالرحمن بن حمد _.
فنشأ نشأة صالحة كريمة، وعرف من حداثته بالصلاح والتقى ، وقال الشيخ محمد العثمان القاضي في ما يرويه عن أبيه الشيخ عثمان أن الشيخ عبدالرحمن قد خرج إلى صلاة الفجر صباح سطوة آل سليم وله من العمر خمس عشرة سنة والقصر فيه الرماة والناس كلهم متحصنون في منازلهم خوفاً على أنفسهم فقابله بعض الناس فقالوا إلى أين تريد فقال لصلاة الفجر فضربوه حتى ألجأوه إلى الرجوع إلى منزله. وأقبل على العلم بجد ونشاط وهمة وعزيمة فحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب قبل أن يتجاوز الثانية عشرة من عمره، واشتغل بالعلم على علماء بلده والبلاد المجاورة لها ومن يرد إلى بلده من العلماء وانقطع للعلم وجعل كل أوقاته مشغولة في تحصيله حفظاً وفهماً ودراسة ومراجعة واستذكاراً حتى أدرك في صباه ما لا يدركه غيره في زمن طويل.
ولما رأى زملاؤه في الدراسة تفوقه عليهم ونبوغه تتلمذوا عليه وصاروا يأخذون عنه العلم وهو في سن البلوغ، فصار في هذا الشباب المبكر متعلماً ومعلماً. وما أن تقدمت به الدراسة شوطاً حتى تفتحت أمامه آفاق العلم فخرج عن مألوف بلده من الاهتمام بالفقه الحنبلي فقط إلى الاطلاع على كتب التفسير والحديث والتوحيد وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الذي فتقت ذهنه ووسعت مداركه فخرج من طور التقليد إلى طور الاجتهاد المقيد فصار يرجح من الأقوال ما رجحه الدليل وصدقه التعليل. ثم كاتب علماء الأمصار ومفكري الآفاق في جديد المسائل وعويصات الأمور حتى صار لديه جرأة وجسارة على محاولة تطبيق بعض النصوص الكريمة على بعض مخترعات هذا العصر وحوادثه، فهذه همته وعزيمته في تحصيل العلم .
أما بذله العلم ونشره إياه فإنه صرف أوقاته كلها للتعليم والافادة والتوجيه والارشاد فلا يصرفه عن حلق الذكر ومجالس الدرس صارف، ولا يرده عنها راد، إلا ما يتخلله من الفترات الضرورية. فاجتمع إليه الطلبة وأقبلوا عليه واستفادوا منه كما قدم عليه الطلاب من البلاد المجاورة لبلده لما اشتهر به من سعة العلم وحسن الافادة وكريم الخلق ولطف العشرة.
كما وردت إليه الأسئلة العديدة فأجاب عليها بالأجوبة السديدة وكان حاضر الجواب سريع الكتابة بديع التحرير سديد البحث.
مصادرنا في هذه الترجمة :
1- كتاب علماء نجد خلال ستة قرون للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام رحمه الله.
2- كتاب روضة الناظرين عن علماء نجد وحوادث السنين للشيخ محمد بن عثمان القاضي حفظه الله.
3- كتاب تراجم لسبعة علماء للشيخ محمد الحمد حفظه الله.
وكانت له اليد الطولى، والأثر العظيم في النهضة العلمية في بلده عنيزة خاصة، وفي العالم الإسلامي عامة، ولا زالت آثاره تتجدد إلى يومنا هذا.
وقد تخرج عليه أعداد كبيرة من الطلاب الذين صاروا بعد ذلك ممن يشار إليهم بالبنان.
كما ترك رحمه الله عدداً كبيراً من المؤلفات النافعة في التفسير، والحديث، والأصول، والعقيدة، والفقه، والآداب ونحو ذلك.
ومن هذه المؤلفات: خلاصة التفسير، والقواعد الحسان، والفتاوى، وبهجة قلوب الأبرار، وغيرها.
وأعظم كتبه، وأشهرها وأكثرها سيرورةً في الناس _تفسيره المعروف بـ: (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) أو ما يسمى بـ: (تفسير السعدي).
ذلك التفسير المبارك الذي لقي قبولاً منقطع النظير، وطبع طبعات كثيرة، بل لا تكاد تخلو مكتبة أو مسجد من ذلك التفسير العظيم.
ولقد كان له منهج منفرد متميز في ذلك التفسير؛ حيث عني عناية تامة بهداية القرآن، وأثره في صلاح القلوب، واستقامة أمر الدين والدنيا.
كل ذلك بأسلوب جزل سهل واضح ميسور.
وخلاصة القول أنها تزيد على ثلاثين مؤلفاً في أنواع العلوم الشرعيةمن التفسير والحديث والفقه والأصول والتوحيد ومحاسن الإسلام والرد على المخالفين والجاحدين وهي متداولة معروفة.
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد،
فيسر إدارة موقع الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي أن تضع بين أيديكم مؤلفات الشيخ والبحوث والدراسات التي تتعلق به وبتراثه.
ونود التنبيه على بعض الأمور بالنسبة للمكتبة السعدية :
1- الكتب التي في المكتبة هي الطبعات والتحقيقات المعتمدة لدى أبناء الشيخ وأحفاده القائمة على إثبات المخطوط وضبطه.
2- النسخ الإلكترونية ( الوورد) موافقة للمطبوع ومراجعة مراجعة دقيقة.
3- الكتب الناقصة في طور المراجعة حتى يتم الانتهاء منها والتحقق من أنها موافقة للمطبوع ، ثم ترفع تباعاً في الموقع.
4- سو ف يتم إضافة الكتب المصورة ( pdf) لاحقاً.
5- نرحب بأي إضافة ممكن تثري المكتبة من شروح لبعض كتب الشيخ أو تحقيق .
مع تحيات القسم العلمي في إدارة الموقع
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد قرأت في كتب علامة القصيم فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في العقيدة، والتفسير، والحديث، والفقه، وأصوله، وحققت ولله الحمد منها كتابين جليلين هما: تجريد قواعد ابن رجب، والقواعد والأصول الجامعة، وقد وجدت هذه الكتب سهلة الألفاظ، واضحة المعنى، تعنى بالتقعيد والتأصيل مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم) يحتاج إليها المبتدئ، ولا يستغني عنها المنتهي.
كتب ابن السعدي في الفقه:.
1) منهج السالكين: ألفه رحمه الله لصغار الطلبة حيث لم يكن إذ ذاك كتاب صغير يتناول مسائل الفقه يصلح لصغار الطلبة، إذ لم يكن إلا بعض مختصرات المذهب التي لا تتجاوز القول المشهور في المذهب مع ما يتخللها من تعقيد العبارة وصعوبة الوصول إلى المعنى.
فألف الشيخ هذا المختصر الفريد يمتاز عن غيره بصحة الدليل وجودة التعليل وسهولة العبارة وأيضا يمتاز بأنه كثيرا من جمله وعباراته مدرجة ومضمنة من القرآن الكريم ومن صحيح السنة المطهرة، ويمتاز باقتصاره على أهم المسائل والأحكام.
قام بتحقيقه: د. محمد بن عبد العزيز الخضيري.
2) المختارات الجلية: هذا أحد الكتب التي تعبر عن اجتهاد الشيخ وترجيحه، حيث تكرر الطلب على الشيخ في وضع كتاب في فقه الحنابلة على وجه يتضح فيه ما يختاره من الأقوال وما يصححه مع بيان مأخذها من الدليل والتعليل، لكنه لم يتيسر له الوقت الكافي فرأى أن يكتب كتابا يكون بمثابة الاستدراك على الأقوال المرجوحة في المذهب الحنبلي وجعله على أشهر الكتب تداولا بين الطلبة وهو كتاب الروض المربع للبهوتي.
3) الإرشاد إلى معرفة الأحكام أو إرشاد أولي البصائر والألباب لنيل الفقه بأقرب الطرق وأقرب الأسباب:.
هذا كتاب سلك فيه المصنف رحمه الله طريقة بديعة في التصنيف الفقهي حيث جعله مرتبا على طريقة السؤال والجواب، واجتهد في تحرير هذه الأسئلة الجوامع، وجعل الأجوبة تحتوي التفصيلات والتقسيمات التي تقرب شتات العلم وتضم متفرق المسائل.
4) المناظرات الفقهية: هذا الكتاب من إبداعات الشيخ رحمه الله حيث استعمل وسائل شتى لتقريب العلم لطلابه ومن يقرأ كتبه، ضمن كتابه مجموعة في المسائل الخلافية وعرضها على شكل مناظرة بين اثنين يدور الحوار بينها ويتم الاستدلال والمناقشة حتى ينتهي إلى أرجح القولين لقوة دليله ومأخذه، وقد تضمن الكتاب معان تربوية جليلة منها تعويد النفس الانقياد للحق ولو خالف مذهبا أو نحوه، ومنها بيان أن الاختلاف في الرأي لا يوجب القدح والعيب إلى غير ذلك.
5) الفتاوى السعدية: مجموعة من الفتاوى والكتابات وبعض تعليقات وحواشي على بعض كتب الفقه كالمنتهى والإقناع. جمعها شيخنا محمد العثيمين رحمه الله على طريقة الأسئلة والأجوبة، يظهر فيها مكانة الشيخ العلمية وما تبوأه من العلم والفقه حيث توجد أسئلة في بعض المستجدات والحوادث والنوازل نزل خصوص الشرع عليها.
6) نور البصائر والألباب في أحكام العبادات والمعاملات والحقوق والآداب:.
كتاب مختصر في أبواب الفقه عامة وفصولا مهمة في الآداب والحقوق صاغه بعبارة موجزة سهلة يشترك في فهمها الجميع مقتصرا على القول الراجح دون تعرض للخلاف، ويتميز أيضا بأنه يعد من
أواخر ما صنف حيث فرغ منه قبل وفاته بعامين تقريبا.
حققه: د خالد السبت.
7) فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والأخلاق والأحكام المستنبطة من القرآن:.
يحوي هذا الكتاب فصولا مهمة في العقائد والأخلاق والأحكام، ويقع جزء الأحكام في آخره تميز بإشارته لجملة من الأحكام العامة المستنبطة من القرآن، بحيث يبوب ثم يذكر الآيات الواردة في هذا الباب ثم يشرع في استنباط الأحكام منها على سبيل الاختصار والتقريب.
حققه د. عبد الرازق البدر.
8) شرح نظم ابن عبد القوي: لم يسعفه الوقت في أن يشرحها بنفسه فقام بجمع الإنصاف للمردادي لها بمثابة الشرح لها، حققه في رسائل جامعية ( تنشر في الموقع لاحقاً).
9) حاشية على الإقناع وشرحه: وتتميز بتحرير كثير من المسائل في كتابي الإقناع وشرحه، والربط بين المسائل المتشابهة، والعناية بذكر الفروق، وذكر اختيارات ابن تيمية.
حقق جزء منها: د. سامي الصقير.
كتبه في أصول الفقه والقواعد الفقهية:.
1) القواعد والأصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة:.
ذكر فيه رحمه الله جملة من القواعد الفقهية الهامة ثم قام بشرحها وتبين أدلتها وأمثلتها بأسلوب سهل ميسر، ثم أتبعه بجملة من الفروق الفقهية يبين فيها الفروق الصحيحة من الضعيفة.
2) تحفة أهل الطلب في تجريد أصول قواعد ابن رجب:.
هذا الكتاب يعد صورة مصغرة من أصله وهو قواعد ابن رجب، وحذف منه جملة من خلاف الأصحاب ورواياتهم والمسائل المفرعة عنها تقريبا لطلاب العلم، مع محافظته على جملة القواعد وألفاظها وذكر التقسيمات والأنواع كما ذكر كثيرا من الصور والأمثلة.
3) منظومة القواعد الفقهية:. ألفها في مقتبل عمره تشتمل على كليات القواعد مع ذكر بعض مسائل أصول الفقه بنظم بديع سهل، وشرحها بشرح يقربه ويوضحه .
4) رسالة مختصرة في أصول الفقه، تميزت بسهولة ألفاظها ووضوح معانيها، وعنايته بالقواعد والضوابط، إنها رسالة مختصرة وافية بالمراد.
فجزى الله تعالى مؤلفها خير الجزاء، وجعل ذلك في ميزان حسناته، ونفع الله بها قارئها إنه ولى ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه أ.د/ خالد بن علي المشيقح 12/11/1429هـ
الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله صلّى الله وسلّم عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فهذه كلمة موجزة في بيان جهود الشّيخ العلاّمة الورع الزّاهد الفقيه الأصولي المحقق المدقق الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر بن حمد آل سعدي في بيان العقيدة، فأقول:
إنّ من يُطالع سيرة الشّيخ رحمه الله ويَطَّلع على مؤلفاته العظيمة النافعة يجد أنّ هذا الإمام قد بذل حياته ونذر أوقاته لخدمة العلم، حيث عرف منذ حداثة سنّه ونعومة أظفاره برغبته القويّة، وحرصه الشّديد على تحصيل العلم، فكان لا يصرفه عنه صارف، ولا يشغله عنه أي أمر من الأمور، باذلاً له حياته صارفاً فيه أوقاته، زاهداً في كل ما يشغله عن العلم والتعلّم، فحفظ القرآن عن ظهر قلب في الحادية عشرة من عمره، ثم أقبل على العلماء يواظب على دروسهم، وأكبَّ على كتب أهل العلم يقرأها وينهل من معينها، فانقطع رحمه الله للعلم وتحصيله حفظاً وفهماً ودراسة ومراجعة واستذكاراً وتطبيقاً، حتى نال في وقت مبكر من عمره علوماً كثيرة وفنوناً مختلفة.
وقد بارك الله فيه وفي أوقاته ونفع به، فاستفاد منه خلق كثير في حياته، ولا يزالون ينتفعون من مؤلفاته بعد وفاته، فله رحمه الله مؤلفات كثيرة تربو على خمسين مؤلفاً في سائر فنون الشريعة ، فله مؤلفات عديدة في العقيدة الإسلامية، وفي التفسير وعلومه وفي الفقه وأصوله وفي محاسن الدين وآدابه وغير ذلك، وهي سهلة الأسلوب قريبة المأخذ واضحة المعاني جامعة شاملة.
وبذل رحمه الله جهوداً كبيرة في خدمة العقيدة خاصة والانتصار لها والذّب عنها ونهج في ذلك منهج السلف واقتفى آثارهم وترسم خطاهم، وذلك بتلقي العقيدة وأخذها من منبعها الأصيل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفهم السلف الصالح، لا بالأهواء والتشهي، والبدع والظنون الفاسدة.
ومن تأمّل كتبه وسبرها عرف شدّة عنايته بهذه العقيدة وحرصه على نشرها وتصديه لمخالفيها حيث أكثر فيها التأليف شرحاً وتوضيحاً وتقريراً وتأصيلا وردّاً على المخالفين، ومن هذه المؤلفات ما يلي:
1 ـ الأدلة القواطع والبراهين في إبطال أصول الملحدين.
وهذه الرسالة مع أنها صغيرة الحجم فإنها عظيمة النفع لما اشتملت عليه من ردود رصينة وقوية تكشف بطلان دعوى هؤلاء الملاحدة الكفرة.
2 ـ انتصار الحقّ.
وهي رسالة صغيرة عبارة عن محاورة هادفة حصلت بين رجلين كانا متصاحبين رفيقين يدينان بدين الحق، ويشتغلان في طلب العلم فغاب أحدهما مدة طويلة، ثم التقيا فإذا الغائب قد تغيرت أحواله وتبدلت أخلاقه، فسأله صاحبه عن سبب ذلك فإذا هو قد تغلبت عليه دعاية الملحدين الذين يدعون لنبذ الدين ورفض ما جاء به المرسلون.
فدارت بينهما هذه المحاورة وانتهت بإقناع الناصح زميله بفساد ما ذهب إليه.
3 ـ توضيح الكافية الشافية.
وهذا الكتاب نثر فيه الشيخ ابن سعدي نونية ابن القيم رحمه الله المسماة بـ"الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية".
4 ـ التوضيح والبيان لشجرة الإيمان.
وهي رسالة صغيرة تشتمل على مباحث الإيمان تعريفه والأمور التي يستمد منها، وفوائده وثماره وغير ذلك من المباحث المتعلقة به.
5 ـ التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة.
وهي رسالة صغيرة علق فيها الشيخ ابن سعدي تعليقاً مختصراً على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
6 ـ تنزيه الدّين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله.
وهي رسالة صغيرة ردَّ فيها الشيخ ابن سعدي على عبد الله بن علي القصيمي الذي انتكس وألحد في آخر زمانه، فأصبح يعادي الإسلام ويدعو إلى الإلحاد وإنكار وجود الله والسخرية من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم إلى غير ذلك من الكفريات وألف في ذلك كتابا أسماه (هذي هي الأغلال).
7 ـ الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين من الكافية الشافية.
وهو شرح مختصر للجزء المتعلق بتوحيد الأنبياء والمرسلين من الكافية الشافية لابن القيم، وكان الشيخ قد شرح هذا الجزء شرحاً موسعاً، ثم رأى تلخيصه في هذا الكتاب. وعليه فيكون للشيخ ابن سعدي ثلاثة مؤلفات حول نونية ابن القيم، هذان الكتابان وكتاب "توضيح الكافية الشافية" وقد سبق ذكره.
8 ـ الدرّة البهيّة شرح القصيدة التائية في حلّ المشكلة القدرية.
ناظم القصيدة التائية هو شيخ الإسلام ابن تيمية، نظمها جواباً لسؤال أورده عليه من قال إنّه ذميٌّ ليشبِّه على المسلمين ويشككهم في القضاء والقدر.
وقد شرحها الشيخ ابن سعدي في هذه الرسالة شرحاً متوسطاً جلَّى فيه عن معانيها وكشف عن غوامضها، وأضاف إليها خاتمة جليلة ذكر فيها أمثلة متنوعة تكشف مسألة القضاء والقدر وتبينها.
9 ـ الدرّة المختصرة في محاسن دين الإسلام.
وهي رسالة صغيرة ذكر فيها جملة من محاسن الدين الإسلامي ومزاياه.
10 ـ الدين الصحيح يحلّ جميع المشاكل.
وهي رسالة صغيرة عرض فيها جملة من مشاكل الحياة المهمة، وبين حلولها السليمة المأخوذة من الكتاب والسنة، وهي خمسة مشاكل:
مشكلة الدين والعقيدة، ومشكلة العلم، ومشكلة الغنى والفقر، ومشكلة السياسة الداخلية، ومشكلة السياسة الخارجية.
11ـ الرياض الناضرة والحدائق النيّرة الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة.
وهو مجلد واحد مشتمل على آداب متفرقة وفنون متنوعة وفوائد منثورة جعلها في اثنين وثلاثين فصلاً.
12 ـ سؤال وجواب في أهمّ المهمّات.
وهي رسالة صغيرة في العقيدة ألفها على طريقة السؤال والجواب اشتملت على اثنين وعشرين سؤالاً في جوانب متعددة من أمور العقيدة.
13 ـ فتح الربّ الحميد في علم العقائد وأصول التوحيد.
وهو جزء من كتابه "فتح الرحيم الملك العلاّم في علم العقائد والتوحيد والأخلاق والأحكام المستنبطة من القرآن".
حيث كان عند الشيخ رحمه الله توجّه إلى إفراد النوع الأول وهو العقائد والتوحيد باسم "فتح الربّ الحميد" وأعدَّ له مقدمة خاصّة.
14 ـ القول السديد في مقاصد التوحيد.
وهو تعليق مختصر على كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، بيّن فيه الشيخ ابن سعدي مقاصد أبواب الكتاب ومناسبتها للترجمة.
15 ـ منظومة في السير إلى الله والدار الآخرة.
وهي منظومة تتكون من ثمانية عشر بيتاً مع شرح لها ، في الحثّ على عبادة الله ومحبّته والإنابة إليه، والحث على سلوك الطريق الموصل إلى دار السلام.
إضافة إلى أن الشيخ رحمه الله له مباحث مفيدة في العقيدة منثورة في سائر مؤلفاته كالفتاوى، وتفسيره القيم، وخلاصته، وكتابه "فتح الملك العلاّم"، وكتابه "القواعد الحسان" وغير ذلك من كتبه النافعة.
وقد استفاد كثيراً من كتب من سبقه من علماء الإسلام المتقدّمين، ولاسيما من كتب العالمين الجليلين شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن قيم الجوزيّة اللذين ظهر تأثّره بهما في مؤلفاته، فقد أكبَّ على كتبهما مطالعة واستذكاراً وحفظاً وفهماً وتلخيصاً وشرحاً.. فحصل له بسبب ذلك انتفاع كبير وخير عظيم.
وتأثّره رحمه الله بشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم يظهر من نواح متعدّد، أجملها في ما يلي:
1 ـ أجمع كلُّ من ترجم له من تلاميذه وغيرهم على عنايته بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم واشتغاله بها طيلة حياته وحثّه الدّائم لتلاميذه بالعناية بها.
2 ـ ثناؤه الدّائم عليهما وعلى مؤلفاتهما في كتبه.
فمن ذلك قوله رحمه الله في كتابه "طريق الوصول": ((إنّ كتب الإمام الكبير شيخ الإسلام والمسلمين تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية ـ قدّس الله روحه ـ جمعتْ فأوعتْ جميع الفنون النّافعة والعلوم الصّحيحة، وجمعت علوم الأصول والفروع، وعلوم النقل والعقل، وعلوم الأخلاق والآداب الظاهرة والباطنة، وجمعتْ بين المقاصد والوسائل، وبين المسائل والدلائل، وبين الأحكام وبين حكمها وأسرارها، وبين تقرير المذهب الحقّ والردّ على جميع المبطلين، وامتازت على جميع الكتب المصنَّفة بغزارة علمها وكثرته وقوّته وجودته وتحقيقه، بحيث يجزم من له اطلاع عليها وعلى غيرها أنها لا يوجد لها نظير يساويها أو يقاربها)).
وقال في الكتاب نفسه: ((وقد سلك شمس الدين ابن قيم الجوزيّة مسلك شيخه، بالتحقيق للعلوم الأصوليّة والفروعيّة والظاهرة والباطنة، وكان أعظم من انتفع بشيخ الإسلام، وأقومهم بعلومه وأوسعهم في العلوم النقليّة والعقليّة)).
وقال في "المواهب الربانيّة" في أثناء شرحه لاسم الله تعالى (اللَّطيف) وآثاره، قال رحمه الله: ((ولا يخفى لطف الباري في وجود شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في أثناء قرون هذه الأمة، وتبيين الله به وبتلاميذه من الخير الكثير والعلم الغزير، وجهاد أهل البدع، والتعطيل والكفر، ثم انتشار كتبه في هذه الأوقات، فلا شك أنّ هذا من لطف الله لمن انتفع بها، وأنه يتوقف خير كثير على وجودها، فلله الحمد والمنّة والفضل)).
وله رحمه الله قصيدة نونية تتكون من ثلاثين بيتاً نظمها في مدح هذين الشيخين الجليلين ومؤلفاتهما، منها:
يا طلبا لعلوم الشرع مجتهداً |
|
يبغي انكشاف الحقّ والعرفان |
احرص على كتب الإمامين اللذيـ |
|
ـن هما المحك لهذه الأزمان |
العالمين العاملين الحافظيـ |
|
ـن المعرضين عن الحطام الفاني |
عاشا زماناً داعيين إلى الهدى |
|
من زائغ ومقلد حيران |
أعني به شيخ الورى وإمامهم |
|
يعزى إلى تيمية الحران |
والآخر المدعو بابن القيم |
|
بحر العلوم العالم الرباني |
فهما اللذان قد أودعا في كتبهم |
|
غرر العلوم كثيرة الألوان |
فيها الفوائد والمسائل جمعت |
|
من كل فاكهة بها زوجان |
إن رمت معرفة الإله وما له |
|
من وصفه وكماله الرباني |
أو رمت تفسير الكتاب وما حوى |
|
من كثرة الأسرار والتبيان |
أو رمت معرفة الرسول حقيقة |
|
وجلالة المبعوث بالفرقان |
أو رمت فقه الدين مرتبطاً به |
|
أصل الدليل أدلة الاتقان |
أو رمت معرفة القصائد كلها |
|
للمبطلين وردها ببيان |
أو رمت معرفة الفنون جميعها |
|
من نحوها والطب للأبدان |
تلق الجميع مقرراً وموضّحا |
|
قد بيناها أحسن التبيان |
3 ـ تأثره بهما في أسلوبه في الكتابة، وفي تقريره للمسائل، وتأصيله للقواعد، وردوده على المنحرفين، وكثرة نقله واقتباسه من أقوالهما.
4 ـ عنايته بالتأليف حول كتبهما، حيث له عدّة مؤلفات تدور حول كتب هذين العالمين إما شرحاً وتوضيحاً، أو نثراً، أو تلخيصاً.
فله حول كتب ابن تيمية:
ـ الدرة البهية في شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية.
ـ والتنبيهات اللّطيفة فيما احتوتْ عليه الواسطية من المباحث المنيفة.
وله حول نونية ابن القيم ثلاثة مؤلفات سبق الإشارة إليها.
وله أيضاً كتاب "طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول".
وهذا الكتاب من أبرز كتبه الدّالة على شدّة عنايته بكتب الشّيخين، وهذا يظهر لنا من ناحيتين:
النّاحية الأولى: سبب تأليف الكتاب، إذ ألفه رحمه الله ليكون بديلاً لكتاب ابن تيمية المسمى "قواعد الاستقامة"، فقال: ((طالما بحثنا عنه لتحصيله من مظانه فلم يتيسر، لكثرة فوائد)).
والنّاحية الأخرى: مادة هذا الكتاب، فهو عبارة عن أكثر من ألف قاعدة وأصل وضابط وتعريف، استخرجها من أكثر من ستين كتاباً من كتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم بعد قراءة متأنية في هذه الكتب.
هذا وإنّ المقصود مما تقدّم الإشارة إلى بعض جهود هذا الإمام في عنايته بالعقيدة السلفيّة والذّب عنها، وكنت أفردت رسالة علميّة في هذا الموضوع وهي مطبوعة بعنوان "الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة". والله تعالى أعلم.
وأسأل الله أن يغفر للشيخ عبد الرحمن بن سعدي وأن يرحمه ويجزيه خير الجزاء، وأن يجعل هذه الجهود العظيمة في ميزان حسناته، وأن ينـزله الفردوس الأعلى، وأن يبارك في عقبه إنه سميع مجيب.
وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
كان ذا قامة متوسطة، شعره كثيف، ووجهه مستدير ممتلئ طلق، ولحيته كثَّة، ولونه أبيض مشرب بحمرة.وكان شعره في شبيبته في غاية السواد، وبعدما كَبِر قليلاً صارت لحيته في غاية البياض؛ حيث ابيضَّت لحيته وهو في الثامنة والعشرين من عمره تقريباً _ كما أفاد بذلك ابنه محمد _. وكان على وجهه حسن، ونور، وصفاوة.كان رحمه الله آية باهرة في الأخلاق؛ فكان رحيماً بالناس، متودداً لهم، محباً لنفعهم، صبوراً عليهم.
وكان طلق ا لمحيا، ذا دعابة ومرح، لا يُعْرَفُ الغضب في وجهه، وكان ينزل الناس منازلهم، ويحرص على القرب منهم، وإجابة دعواتهم، وزيارة مرضاهم، وتشييع جنائزهم.
وكان على جانب كبير من عفة اليد، ونزاهة العرض، وعزة النفس، وكان محباً لإصلاح ذات البين؛ فما من مشكلة تعرض عليه إلا ويسعى في حلها برضا من جميع الأطراف؛ لما ألقى الله عليه من محبة الخلق له، وانقيادهم لمشورته.
ولقد كان محل التقدير والثناء عند الخاصة والعامة، ولقد أثنى عليه كثير من علماء عصره.
قال عنه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: (... كان رحمه الله كثير الفقه والعناية بمعرفة الراجح من المسائل الخلافية بالدليل، وكان عظيم العناية بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم، وكان يرجح ما قام عليه الدليل، وكان قليل الكلام إلا فيما ترتب عليه فائدة، جالسته غير مرة في مكة والرياض، وكان كلامه قليلاً إلا في مسائل العلم، وكان متواضعاً، حسن الخلق، ومن قرأ كتبه عرف فضله وعلمه، وعنايته بالدليل، فرحمه الله رحمة واسعة).
وسئل سماحة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله عن رأيه في كتاب تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي فقال: (هو تفسير جيد، وله أقوال جيدة، مع أن مراجعتي له قليلة، لكن في حدود اطلاعي عليه تبين لي أنه متحرر الرأي والنظر بضوابط الشرع، وليس عنده جمود أو تعصب.
وقد التقيته في دمشق قبل أكثر من أربعين سنة، وآنست منه علماً جماً، ورأيت فيه تواضع العلماء وهو _ في هذا _ كسائر علماء نجد، يذكروننا بأخلاق العلماء المتقدمين وتواضعهم، وليس كغيرهم ممن جعلهم علمهم مغرورين متكبرين...).
وقال عنه سماحة الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله: (... فإن من قرأ مصنفاته _ابن سعدي_ وتتبع مؤلفاته، وخالطه وسبر حاله أيام حياته _ عرف منه الدأب في خدمة العلم اطلاعاً وتعليماً، ووقف منه على حسن السيرة، وسماحة الخلق، واستقامة الحال، وإنصاف إخوانه وطلابه من نفسه، وطلب السلامة فيما يجر إلى شر، أو يفضي إلى نزاع أو شقاق، فرحمه الله رحمة واسعة...).
وقال عنه سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: (... إن الرجل قلَّ أن يوجد مثله في عصره في عبادته وعلمه وأخلاقه، حيث كان يعامل كُلاً من الصغير والكبير بحسب ما يليق بحاله، ويتفقد الفقراء، فيوصل إليهم ما يسد حاجتهم بنفسه، وكان صبوراً على ما يَلُمُّ به من أذى الناس، وكان يحب العذر ممن حصلت له هفوة، حيث يوجهها توجيهاً يحصل به عذر من هفا...).
وقال عنه فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله: (... لقد عرفت الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي من أكثر من عشرين سنة، فعرفت فيه العالم السلفي المدقق المحقق الذي يبحث عن الدليل الصادق، وينقب عن البرهان الوثيق، فيمشي وراءه لا يلوي على شيء...).
وقال: (... عرفت فيه العالم السلفي، الذي فهم الإسلام الفهم الصادق، وعرف فيه دعوته القوية الصادقة إلى الأخذ بكل أسباب الحياة العزيزة القوية الكريمة النقيَّة...).
قام رحمه الله بأعمال جليلة أعظمها دروسه العلمية، وخطبه المنبرية، وتأسيسه وتشجيعه لكثير من الأعمال والمشاريع الخيرية. وكان مرجع بلدته عنيزة في جميع الأمور؛ فهو المدرس، والواعظ، وإمام الجامع، وخطيبه. وهو المفتي، وكاتب الوثائق، ومحرر الوصايا، وعاقد الأنكحة، ومستشار الناس فيما ينوبهم، كل ذلك كان يؤديه حسبةً لله دون مقابل مادي. وقد عرض عليه القضاء عام 1360هـ فأبى، وتكدر كثيراً حتى إنه كان يغمى عليه في بعض الأوقات، وكان لا يشتهي الطعام، حتى يسر الله له التخلص منه. وكان يشرف على المعهد العلمي في عنيزة عندما أُسس عام 1373هـ دون مقابل.
أصيب عام 1371هـ قبل وفاته بخمس سنين بمرض ضغط الدم، وتصلب الشرايين، فكان يعتريه مرة بعد أخرى إلى أن توفاه الله قبل طلوع فجر يوم الخميس 23 سنة 1376هـ عن تسع وستين سنة. حرص الشيخ رحمه الله منذ نشأته على طلب العلم، وأمضى حياته في العلم حفظاً، ودراسة، وتحصيلاً، وتدريساً لا يصرفه عنه صارف.
فلما بلغ أشده ونضج علمه ورسخ قدمه شرع في التأليف ففسر القرآن الكريم وبين أصول التفسير وشرح جوامع الكلام النبوي ووضح أنواع التوحيد وأقسامه وهذب مسائل الفقه وجمع أشتاتها ورد على الملاحدة والزنادقة والمخالفين وبين محاسن الإسلام كل ذلك في كتب ورسائل طبعت ووزعت ونفع الله بها.
والقصد أنه صار مرجع بلاده وعمدتهم في جميع أحوالهم وشئونهم فهو مدرس الطلاب، وواعظ العامة وإمام الجامع وخطيبه، ومفتي البلاد وكاتب الوثائق وحرر الأوقاف والوصايا وعاقد الأنكحة ومستشارهم في كل ما يلمهم.
وكان لا ينقطع عن زيارتهم في بيوتهم ومشاركتهم في مجتمعاتهم ومع هذا بارك الله في أوقاته فقام بهذه الأشياء كلها ولم تصرفه عن التأليف والمراجعة والبحث فأعطى كل ذي حق حقه.
1- الشيخ محمد بن عبدالكريم الشبل 1257_1343هـ وتلقى العلم عن علماء الحرمين الشريفين، ورحل إلى مصر، والشام، والعراق، والكويت، فحصل على علم غزير.
2- الشيخ العابد المقرئ المجود عبدالله بن عائض 1249_ 1322 هـ.
وقد كان رحمه الله حسن الخط, جميل الصوت, إمام مسجد الجوز في عنيزة.
وقد تلقى العلم على مشائخ كبار في مكة, ومصر, وكذلك تلقى على كبار علماء نجد كالشيخ عبدالله أبابطين رحمه الله. وكان له مواقف عجيبة, ومنها أن وفاته كانت في مقبرة عنيزة وذلك لما انتهى من دفن أحد الموتى.
(وهما أول من قرأ عليهما)
3- الشيخ إبراهيم بن جاسر 1241_ 1338هـ كان _ يرحمه الله _ يحفظ الصحيحين, وقال عنه الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله: (إنه يستحضر شرح النووي عن مسلم).
وقد تلقى الشيخ إبراهيم العلم عن علماء الشام, وفي صالحية دمشق، ولازم علماء الحنابلة في نابلس.
4- الشيخ صعب بن عبدالله التويجري 1253_ 1339هـ وقد كان من العباد المعروفين بكثرة قراءة القرآن، وقيل: إنه كان يقرأ القرآن وهو نائم.
5- الشيخ علي بن محمد السناني1263_1339هـ وكان لهذا الشيخ يد طولى في التفسير, والحديث, وكان رحمه الله ذا خط جميل جداً .
6- الشيخ علي بن ناصر بن وادي ادي 1273_1361هـ علم بحر في علم الحديث الذي أخذه عن علماء الحديث في الهند ومنهم الشيخ نذير حسين, والشيخ صديق حسن, وكان ذا خلق وعبادة, وقد أجاز الشيخ عبد الرحمن في مروياته.
7- الشيخ محمد العبدالله آل سليم في بريدة.
8- الشيخ محمد الأمين الحسني الشنقيطي (نزيل الزبير)، وقد تأثر به الشيخ في طريقته في التدريس، وأسلوبه في التعليم، وهو ليس صاحب أضواء البيان _ رحم الله الجميع _ توفي سنة 1351 هـ.
9- الشيخ صالح بن عثمان القاضي 1282_1351هـ وقد لازمه الشيخ عبدالرحمن, وجلس بعده للتدريس.
وقد رحل الشيخ صالح إلى مكة، ومصر لطلب العلم.
10- الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع 1300_1385هـ وقد كان مدير عام المعارف سنة 1365هـ، وصاحب المؤلفات المشهورة، وقد أخذ عن علماء بغداد والبصرة، ومصر، ودمشق.
11- الشيخ المؤرخ إبراهيم بن صالح بن عيسى 1270_1343هـ درس رحمه الله على علماء العراق، والهند، وأجاز الشيخ عبدالرحمن في مروياته من كتب الحديث.
قرأ على كل واحد من هؤلاء العلماء بفنه الذي يجيده واختصاصاتهم معروفة.
فابن شبل وابن عائض والتويجري وصالح آل عثمان، بالفقه وأصوله.
وابن وادي وابن جاسر بالتفسير والحديث وأصولهما.
والسناني وابن سليم بالتوحيد.
والشنقيطي وابن مانع بالعلوم العربية.
تلاميذه كثيرون جداً فمنهم أفواج من أهل بلدة عنيزة ومنهم طوائف من غيرها وهم :
1- الشيخ سليمان بن إبراهيم البسام.
2- الشيخ محمد بن عبدالعزيز المطوع.
3- الشيخ محمد بن صالح آل عثيمين وهو الذي قام بعده بإمامة الجامع وخطابته والوعظ والتدريس في المكتبة.
4- الشيخ علي بن محمد بن زامل آل سليم وهو أعلم أهل نجد في زمننا هذا بالنحو.
5- الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل عضو بالهيئة القضائية العليا بعد أن تقلب في عدة مناصب قضائية.
6- الشيخ محمد بن منصور آل زامل مدرس بالمعهد العلمي بعنيزة.
7- الشيخ سليمان بن صالح بن حمد البسام عم الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام وكان من خاصته.
8- الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد البسام وكان من أحسن تلاميذه في إعادة الدرس بعد إلقائه من الشيخ المترجم له.
9- الشيخ عبدالله بن محمد العوهلي مدرس بالمعهد العلمي بمكة المكرمة.
10- الشيخ حمد بن محمد البسام مدرس بالمعهد العلمي بعنيزة.
11- الشيخ عبدالعزيز بن محمد البسام وهو النائب عن شيخه في حياته في الإمامة والخطابة.
12- الشيخ عبدالله بن حسن آل بريكان وهو مدرس بالمعهد العلمي بعنيزة.
13- الشيخ عبدالعزيز بن محمد السلمان مدرس في معهد إمام الدعوة بالرياض وصاحب مؤلفات معروفة.
14- الشيخ محمد بن سليمان بن عبدالعزيز البسام يقيم في مكة المكرمة ومدرس في الحرم المكي الشريف وكان من أخص أصحابه.
15- الشيخ عبدالمحسن الخريدلي ولي القضاء في جيزان.
16- الشيخ محمد الناصر الحناكي صار قاضياً في القويعية.
17- الشيخ عبدالرحمن آل عقيل صار قاضياً في جيزان.
18- الشيخ عبدالله المحمد المطرودي يحفظ صحيح البخاري بأسانيده.
19- الشيخ محمد العبدالرحمن العبدلي.
20- الشيخ عبدالله العبدالعزيز المطوع صار له مواقف مشهورة حين قيام الأخوان وصولتهم.
21- الشيخ محمد العبدالله المانع من الطلاب المدركين.
22- الشيخ سليمان المحمد الشبل صار مدرساً في مدارس مكة ومدارس عنيزة وله اطلاع.
23- الشيخ إبراهيم المحمد العمود تقلب في عدة مناصب قضائية آخرها قضاء المنطقة الشرقية.
24- الشيخ محمد الصالح الفضيلي قاضي تيماء.
25- الشيخ عبدالعزيز العلي المساعد مدرس بالمعهد العلمي بعنيزة.
26- الشيخ سليمان العبدالرحمن الدامغ له اطلاع في علوم العربية ومدرس بالرياض.
27- الشيخ حمد المحمد المرزوقي مدرس في معهد النور.
28- الشيخ صالح المحمد الزغيبي مدرس في الثانوية بمكة المكرمة.
29- الشيخ صالح العبدالله الزغيبي إمام المسجد النبوي الشريف.
30- الشيخ عبدالرحمن المحمد آل اسماعيل إمام وخطيب جامع الضبط ومدير الابتدائية الرحمانية بعنيزة.
31- الشيخ حمد الصغير قاضي بلدة الرس.
32- الشيخ عبدالله المحمد الصيخان مدرس بعنيزة.
33- عبدالعزيز بن سبيل قاضي بالبكيرية ثم المدرس بالمسجد الحرام.
34- الشيخ عبدالله الخضيري قاضي بلدة عفيف ثم مدرس بمعهد المدينة المنورة.
35- الشيخ عبدالرحمن المحمد المقوش قاضي بالرياض ثم أحيل إلى التقاعد.
36- الشيخ محمد الصالح الخزيم قاضي المذنب ثم عنيزة.
37- الشيخ علي بن حمد الصالحي صاحب مؤسسة النور للطباعة والنشر.
38- الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الشبيلي مدرس بالمعهد العلمي بعنيزة.
39- الشيخ محمد بن عثمان بن صالح آل قاضي حفيد القاضي المشهور، وواعظ وإمام أحد جوامع عنيزة.
40- الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام عضو هيئة كبار العلماء وصاحب كتاب علماء نجد وغيرها من الكتب المتداولة المشهورة.
41- الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن حنطي قاضي الدرعية.
42- الوجيه الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن زامل بن عبدالله آل سليم وهو من تلاميذه الأقدمين لأنه يقارب المترجم له في السن وهو من أعيان مدينة عنيزة وقد مدح شيخه المترجم له بقصيدة عندما كانا يشتغلان بالعلم منها هذه الأبيات:
دع عنك ذكر الهوى واذكر أخا ثقة *** يدعو إلى علم لم يقعد به الضجر
شمس العلوم ومن بالفضل متصـف *** مفتاح خير إلى الطاعات مبتـكر
بحر من العلم نـال العلـم في صغر *** مع التقى حيث ذاك الفوز والظفر
نال العـلا يافـعا تـعلو مراتبـه *** ففضله عند كل النـاس مشـتهر
بالـفقه في الدين نال الخـير أجمعه *** والفقـه في الـدين غصن كله ثمر
مواعيد فيفري 2025
الآن 40
هذا اليوم 3934
بالامس 6141
لهذا الأسبوع 10075
لهذا الشهر 63112
لهذه السنة 242122
منذ البدء 14703398
تاريخ البدء 2015/05/05
أعلى إحصائية 18201
بتاريخ 2019/11/14