الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقال المؤلف -حفظه الله تعالى-:
القاعدة الأولى في الواجب نحو نصوص الكتاب والسنة في أسماء الله وصفاته:
الواجب في نصوص الكتاب والسنة إبقاء دلالتها على ظاهرها من غير تغيير؛ لأن الله أنزل القرآن بلسان عربي مبين، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يتكلم باللسان العربي، فوجب إبقاء دلالة كلام الله وكلام رسوله على ما هي عليه في ذلك اللسان؛ ولأن تغييرها عن ظاهرها قول على الله بلا علم، وهو حرام لقوله تعالى قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
نعم هذه القاعدة معروفة، هو إجراء دلالة النصوص على ظاهرها ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ظاهر النص إثبات الاستواء على العرش، وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ظاهره إثبات العلم والحكمة وإثبات اسم الله العليم الحكيم، فسرت على ظاهرها؛ لأن دلالة الألفاظ تقتضي هذا، وإلا فما الفائدة من الألفاظ إذا كانت دلالتها لا تعتبر، وتحريف قوله (استوى ) معناه الاستيلاء والنزول ومعناه نزول الرحمة هذا قول على الله بلا علم، تقول على الله وهو من الكبائر العظيمة التي جعلها الله تعالى فوق الشرك، فيقول: إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ جعل القول على الله بلا علم فوق الشرك، وذلك لأنه يشمل الشرك وغيره، فالشرك قول على الله بلا علم، فالقول بأن النصوص يجب تأويلها أو أن لها معاني غير المعاني التي يفهم من ظاهرها قول على الله بلا علم، لا شك، فالواجب إجراء النصوص على ظاهرها، نصوص الصفات على ظاهرها على ما دلت عليه وهذه هي طريقة السلف نعم.
مثال ذلك قوله تعالى بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ فإن ظاهر الآية أن لله يدين حقيقيتين.
يعني فيجب إثباتها أي اليدين لله -عز وجل- على ظاهر الآية، التمثيل منفي لقول الله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ فلله يدان حقيقيتان هذا ظاهر الآية، القول بأن اليد معناها النعمة أو معناها القدرة هذا تحريف وقول على الله بلا علم، وإخراج للفظ عن ظاهره، من أبطل الباطل، فإجراء اللفظ على ظاهره يثبت لله يدين حقيقيتين، لا يماثل الله تعالى أحد من خلقه في شيء من صفاته.
فيجب إثبات ذلك له، فإذا قال قائل: المراد بهما القوة قلنا له: هذا صرف للكلام عن ظاهره فلا يجوز القول به؛ لأنه قول على الله بلا علم
تحريف للفظ عما دل عليه.
مواعيد أكتوبر 2025
الآن 33
هذا اليوم 3035
بالامس 4866
لهذا الأسبوع 37539
لهذا الشهر 104300
لهذه السنة 1777146
منذ البدء 16238422
تاريخ البدء 2015/05/05
أعلى إحصائية 18201
بتاريخ 2019/11/14