قال ابن قدامة وقوله -تعالى- في الكفار: وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ .
كذلك إثبات الغضب لله كما يليق بجلاله وعظمته، فالغضب وصفٌ يليق بجلال الله وعظمته لا يشبه غضب المخلوق، غضب المخلوق غليان دم القلب لطلب الانتقام، والله -تعالى- مُنَزّه عن مشابهة المخلوقين، وهو غضب يليق بجلاله وعظمته، من أثر الغضب الانتقام، وفي حديث الشفاعة: إن ربي غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله .
وأهل البدع أهل التحريف يفسرون الغضب بالانتقام، وهذا غلط هذا تحريف؛ لأن الانتقام أثر من آثار الغضب، وليس هو الغضب، أثر من أثر الصفة، والصواب الذي عليه المحققون من أهل السُّنة والجماعة إثبات الغضب لله على ما يليق بجلاله وعظمته، وهو من الصفات الفعلية، نعم.
الصفة السابعة: الغضب:
الغضب من صفات الله الثابتة له بالكتاب والسُّنة وإجماع السلف قال الله -تعالى- فيمن قَتل مؤمنًا متعمدًا: وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الله كتب كتابًا عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي . متفق عليه
وأجمع السلف على ثبوت الغضب لله، فيجب إثباته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وهو غضب حقيقي يليق بالله، وفسّره أهل التعطيل بالانتقام، ونردّ عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة وبوجهه الرابع: أن الله -تعالى- غاير بين الغضب والانتقام فقال: فَلَمَّا آسَفُونَا أي: أغضبونا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فجعل الانتقام نتيجة للغضب، فدلّ على أنه غيره.
قال ابن قدامة وقوله -تعالى-: اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ .
قف على هذا، وفق الله الجميع لطاعته، ورزقكم الله العلم النافع، والعمل الصالح، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه.
مواعيد ديسمبر 2025
الآن 46
هذا اليوم 5747
بالامس 6808
لهذا الأسبوع 5747
لهذا الشهر 55291
لهذه السنة 2065901
منذ البدء 16527177
تاريخ البدء 2015/05/05
أعلى إحصائية 18201
بتاريخ 2019/11/14