وهذا التوحيد هو معنى قولك: لا إله إلا الله.
"هذا التوحيد" أي: توحيد العبادة، هو معنى قولك: لا إله إلا الله، وبيان ذلك أن كلمة: "لا إله إلا الله" مشتملة على ركنين عظيمين، وهما النفي والإثبات "فلا إله": نفي، "إلا الله": إثبات، و"الإله" معناه: المعبود، و"لا": تفيد النفي، "لا": حرف نافية للجنس؛ من أخوات "إنّ" تنصب الاسم، وترفع الخبر، واسمها: "إلهَ"، والخبر محذوف تقديره: "حقٌّ"، و"الإله" معناه: المعبود، "الإله": المعبود.
"لا إله إلا الله"، والتقدير: لا إله حق إلا الله، أي: لا معبود حقّ إلا الله. فالتوحيد لا بد فيه من النفي والإثبات، ولا يكفي أن يقال المعبود الله؛ لأن هناك معبودا غيره.
لكن إذا قلت: لا إله إلا الله، أي: لا معبود حق إلا الله، حصل نفي وإثبات.
بعض أهل الكلام وبعض الأشاعرة يقولون: معنى لا إله إلا الله: لا خالق إلا الله، وهذا خطأ في التعريف إذ لو كان معناها: لا خالق إلا الله، لما كان هناك خلاف بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبين المشركين ؛ فهم يقولون: لا خالق إلا الله.
وبعضهم يقول: لا إله موجود إلا الله، فيقدر الخبر، وهذا التعريف خاطئ؛ لأن الآلهة موجودة، متعددة، فالشمس عُبدت من دون الله، والقمر عُبد من دون الله، والنجوم عُبدت من دون الله، والملائكة عُبدوا من دون الله، والأنبياء عُبدوا من دون الله، والبشر عُبدوا من دون الله، ولكنها عبادة بالباطل.
والعبادة بالحق هي عبادة الله؛ قال الله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ . أما إذا فُسِّر الإله بالمعبود، وقُدِّر الخبر: حقّ، أي: لا إله حق، فهذا التفسير صحيح.
واضح هذا؟! نعم.
مواعيد أكتوبر 2025
الآن 21
هذا اليوم 572
بالامس 5138
لهذا الأسبوع 572
لهذا الشهر 106975
لهذه السنة 1779821
منذ البدء 16241097
تاريخ البدء 2015/05/05
أعلى إحصائية 18201
بتاريخ 2019/11/14