نواقض الإسلام شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 12

شرح نواقض الإسلام تنبيه لا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

تنبيه: لا فرق في جميع هذه النواقض
بين الهازل والجاد والخائف

ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف، إلا المُكْرَه، وكلها من أعظم ما يكون خطرا، ومِن أكثر ما يكون وقوعا، فينبغي للمسلم أن يحذرها، ويخاف منها على نفسه -نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه وسلم.

يقول المؤلف -رحمه الله-: لا فرق في هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف إلا المُكره، وكل هذه النواقض من أعظم ما يكون خطرا، ويكثر وقوعها في الناس، فينبغي للإنسان أن يحذر من هذه النواقض؛ لأنه كثير من الناس يقع فيها، ولأن الخطر عظيم -نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه.

وهذه النواقض -يقول المؤلف-: لا فرق بين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره، فعندنا حالات: أولا: فعل ناقضا من نواقض الإسلام، فعله هازلا، مثل شخص استهزأ بالصلاة، استهزأ بالدين، يمزح يسخر، يكفر أو لا يكفر؟ الجواب: يكفُر.

شخص جاد، يسخر بالدين جازما، يكفُر، سواء كان ساخرا أو جادا، شخص آخر فعل ناقضا من نواقض الإسلام خائفا على نفسه، أو خائفا على ماله، أو على ولده، يكفر، ولو كان خائفا، فقد فعل ناقضا، سبّ الإسلام، وسب دين الإسلام عند شخص حتى يبقى ماله لا يؤخذ؛ لأنه يخشى إذا ما سب الإسلام أُخِذَ ماله، يخشى على ماله، أو يخشى على نفسه أو على ولده، يكفر أو لا يكفُر؟ يكفر.

فإذًا من فعل ناقضا من نواقض الإسلام هازلا يكفُر، جادًّا، يكفُر، خائفا، يكفر، إلا المُكره، إذا فعلها مع الإكراه بشرط أن يكون قلبه مطمئنا بالإيمان.

أما إذا اطمئن قلبه بالكفر فيكفر أيضا، مثل إنسان وضع السيف على رقبته وقيل: تكفر وإلا قتلناك، هذا إذا تكلم بكلمة الكفر بشرط أن يكون قلبه مطمئنا بالإيمان، لا يكفُر.

أما إذا لما وضع السيف على رقبته جازما بالكفر -والعياذ بالله- كفر وقلبه مطمئن بالكفر يكفر أيضا -نعوذ بالله.

فتكون الحالات خمسا: أربع حالات يكفر، والخامسة لا يكفر:

الحالة الأولى: فعل الكفر، أو ناقضا من نواقض الإسلام: مازحا هازلا يكفر.

الحالة الثانية: فعل الكفر، أو ناقضا من نواقض الإسلام جادًّا، يكفُر.

الحالة الثالثة: فعل الكفر خائفا، يكفُر.

الحالة الرابعة: فعل الكفر مكرها، واطمئن قلبه بالكفر، لمّا أُكره جاز له الكفر، يكفُر

الحالة الخامسة: فعل الكفر مكرها، واطمئن قلبه بالإيمان، لا يكفُر.

تكون خمس حالات، أربع حالات يكفُر، والحالة الخامسة لا يكفُر، ما الدليل؟ قد يقول بعض الناس: إنه خائف على نفسه أو أهله أو ماله، يتكلم بكلمة الكفر حتى يبقى ماله، نقول: هذا كفر، قال -تعالى-: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ .

إذًا استثنى الرب -سبحانه وتعالى- حالة واحدة، المُكره، بشرط أن يكون قلبه إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ثم قال الله -سبحانه-: وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ .

فالذي يكفر لأجل المال أو خوفا على ماله أو أهله، فقد استحب الدنيا على الآخرة قدم الدنيا على دينه ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ .

فإذًا إذا فعل الكفر خوفا على أهله، أو خوفا على ماله، أو خوفا على نفسه؛ فإنه يكفر، ولا يعذر بالخوف؛ لقول الله -تعالى-: ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ .

وكذلك إذا فعل الكفر هازلا، وكذلك إذا فعله جادا، وكذلك إذا فعله مكرها واطمئن قلبه بالكفر، ولا يستثنى إلا المكره إذا اطمئن قلبه بالإيمان.

والمراد بالمكره، ما كان تحت التهديد، أي: يكون إكراها ملجما بأن يوضع السيف على رقبته، أو يهدد من شخص قادر، أو يعلم أنه ينفذ في الحال، فهذا يكون مكرها!

فإذا اطمئن قلبه بالإيمان فلا يضر كونه يتكلم بكلمة الكفر، أو يفعل الكفر، أما مسألة الخوف، أي: مجرد الخوف فقط، فهذا لا يبيح له الكفر، الخوف على نفسه أو أهله أو ماله؛ فإنه يكون كافرا.

ونسأل الله السلامة والعافية، ونعوذ بالله من الشرك والكفر، والنفاق والشقاق، وسوء الأخلاق، نسأله -سبحانه وتعالى- أن يتوفانا على الإسلام، نسأله -سبحانه وتعالى- أن يثبتنا على دينه، وأن يعيذنا من مضلات الفتن، غير مغيِّرين ولا مبدلين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين

هذا يسأل عن حكم الحاكم الذي يحكِّم القوانين الوضعية الفرنسية، مع العلم أنه يدعي الإسلام، ويصلي ويصوم ويحج، ماذا يقال عنه؟

إذا كان يعتقد أنه يجوز الحكم بالقوانين الفرنسية والقواعد الفرنسية فإنه كافر، أما إذا لم يعتقد هذا أو كان له شبهة فلا بد من قيام الحجة عليه.

وذهب بعض أهل العلم إلى أنه إذا غير الدين كله في جميع أمور الدولة؛ فإنه يكون كافرا؛ لأنه بدّل الدين، وذهب إلى هذا الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره، والشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- في "رسالة تحكيم القوانين" قال: "إذا بدّل الدين كله رأسا على عقب في جميع شئون الدولة في كل شيء لا في البعض فإنه يكون كافرا؛ لأنه بدل الدين".

وقال آخرون: إنه لا بد -أيضا- من قيام الحجة عليه؛ لأنه قد يكون جاهلا، قد يكون عنده شبهة، واختار هذا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمة الله عليه-.

فضيلة الشيخ، هناك من يدعو إلى التقريب بين مذهب أهل السنة والجماعة ومذهب الرافضة والإثنا عشرية وغيرهم، وأنهم جميعا مسلمون فيدعون إلى التقريب بينهم، ضد العدو الأصلي للإسلام اليهود والنصارى فما حكم ذلك؟

كيف يمكن التقريب؟ والرافضة مذهبهم تكذيب الله ورسوله؛ فإن الله -تعالى- زكّى الصحابة وعدلهم ووعدهم بالجنة، ورضي عنهم، وهم يكفرونهم، وتكفيرهم تكذيبٌ لله!

وكيف يمكن التقريب بينهم، وهم يعبدون آل البيت ويتوسلون بهم من دون الله، لا يمكن وهم على الكفر.

فلا يمكن التقريب بين الإيمان والكفر، نسأل الله السلامة والعافية؛ ولأنهم يزعمون أن القرآن غير محفوظ، وأنه لم يبقَ إلا الثلث، وهذا تكذيب لله لقوله -تعالى-: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ فلا يمكن التقريب بين الإسلام والكفر.

هذا كذلك يسأل عن: حُكم الذي لا يكفِّر اليهود ولا النصارى ويقول: هم إخواننا، وكلنا أولاد إبراهيم -عليه الصلاة والسلام؟

هذا سبق، هذا الناقض الثالث من نواقض الإسلام، مر بنا أن من لم يكفِّر المشركين أو شك في كفرهم، ولو مجرد الشك، أو صحح مذهبهم فهو كافر.

من قال: اليهود والنصارى على دين، هم على دين إبراهيم أو قال: هم على الشريعة، اليهود على شريعة التوراة، والنصارى على شريعة الإنجيل، والمسلمون على شريعة القرآن، وكلٌّ على حق، وكلهم حق، مَن أحب أن يتدين بهذا أو بهذا أو بهذا فهو حق، هذا كافر بإجماع المسلمين

بل من شك في كفره فهو كافر، لا بد أن تعتقد أن اليهود كفار، وأنهم على باطل، والنصارى على دين باطل، والمجوس على دين باطل، وهكذا فمن لم يعتقد أنهم على دين باطل، أو شك فهو كافر، ولا بد من هذا.

وهذه هي الحنفية ملة إبراهيم أن تتبرأ من المشركين واليهود والنصارى قال الله -تعالى-: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ .

لا بد من البراءة من كل دين سوى دين الإسلام، ومن كل معبود سوى الله، تتبرأ وتعادي وتنكر أهله وتبغضهم، وتتبرأ منهم ومن دينهم، من لم يفعل ذلك ليس بمسلم، مَن قال: إن اليهود على دين حق، والنصارى على دين حق، وإن الإنسان مخيَّر بين أن يتدين بدين اليهود أو بالنصارى أو بالإسلام، فهو كافر بإجماع المسلمين بل من شك في كفره، فهو كافر، هذا هو الناقض الثالث من نواقض الإسلام.

هذا يسأل عن: حكم مَن فسّر كلمة "لا إله إلا الله" بأنه لا رازق ولا معطي؟

هذا تفسير باطل، مَن فسّر "لا إله إلا الله": لا خالق إلا الله، أو لا رازق إلا الله، هذا يفسره بعض أهل الكلام وهذا معناه يوافق دين المشركين دين أبي جهلٍ وأبي لهب أبو لهب يقول: لا خالق إلا الله، وأبو جهل يقول: لا رازق إلا الله.

فمن قال: إن معنى "لا إله إلا الله": لا خالق إلا الله هذا باطل، ولو كان المعنى هذا لحصل مصافاة وموافقة من أبي جهل وأبي لهب والمشركين للنبي -صلى الله عليه وسلم- وهم يريدون هذا، قالوا: اعبد إلهنا سنة، ونعبد إلهك سنة، نحن نقول: لا خالق إلا الله، وأنت تقول: لا خالق إلا الله، وهذا باطل.

ثم أيضا الإله معناه: هو المعبود، "لا إله": هنا لا خالق، لا إله حق إلا الله: فلا إله إلا الله، لا: نافية للجنس من أخوات "إن" تنصب الاسم وترفع الخبر، "إله": اسم "إن" منصوب، والخبر محذوف تقديره: لا إله حقٌّ، لا معبود حقٌ إلا الله.

ولا يتبين عظمة هذه الكلمة وأنها كلمة التوحيد التي تنفي الشرك، وتخرج صاحبها من دين المشركين إلا بأن يفسر "الإله" بأنه المعبود، قال الله -تعالى-: فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ أول الآية في "سورة هود" ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ .

فإذًا لا يتبين عظمة هذه الكلمة، وأنها كلمة التوحيد التي تنفي الشرك، إلا بتفسير الإله بأنه المعبود، وأن الله -تعالى- هو المعبود بالحق، وعبادة غيره عبادةٌ باطلة كما قال -سبحانه-: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ .

إذًا لهم آلهة، لكنها آلهة معبودة بالباطل، ما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك، لو كان معناها لا خالق إلا الله لكان أبو جهل موحدا، وأبو لهب موحدا.

فبعض أهل الكلام يقول: معنى "لا إله إلا الله": لا خالق إلا الله، لا رازق إلا الله، وبعضهم يقول: لا قادر على الاختراع إلا الله، وهذا من أبطل الباطل؛ فالإله هو المعبود.

يسأل عن: حكم القول فيمن قال: إن السحر تخييل، لا حقيقة له ولا يؤثر في ذات الأشياء؟

هذا باطل، هذا يروى عن أبي حنيفة أن السحر تخييل، والصواب أن السحر نوعان:

قسم منه تخييل، وقسم منه له حقيقة، والدليل على أن منه حقيقة قوله -تعالى-: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ولولا أن للسحر حقيقة لما أمر الله بالاستعاذة من شر النفاثات وهي السواحر اللاتي يعقدن العقد وينفثن فيهن.

ومنه خيال؛ لقول الله -تعالى-: يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى وقوله: وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ فالسحر نوعان: نوع منه خيال، ونوع يكون منه حقيقة، هذا هو الصواب الذي تدل عليه النصوص.

هذا يسأل عن: حكم من فسّر الكلمة الطيبة كذلك "لا إله إلا الله" بأنها إخراج اليقين الفاسد وإدخال اليقين الصالح؟

الكلمة الطيبة كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، هذا بعض جماعة التبليغ يقولون: هذا إخراج اليقين الفاسد وإدخال اليقين الصالح، الكلمة الطيبة كلمة التوحيد "لا إله إلا الله".

هذا يسأل عن ما حكم من قال: إن الروافض مذهب خامس يضيفه للمذهب الفقهي؟

ليس هناك مذهب خامس، المذاهب أربعة فقط، أي: المذاهب في الفروع أربعة، وبعضهم زاد قال: مذهب الظاهرية أما مذهب الروافض الذين يكفرون الصحابة ويعبدون آل البيت هذا شرك، فالمذهب وثني نعوذ بالله.

ما حُكم مَن حَكم بغير ما أنزل الله في كل شيء إلا في الزواج والطلاق والمواريث؟

إذا حكم بكل شيء فقد بدل الدين، فإذا بدل الدين كفر، وقال آخرون: لا بد من قيام الحجة عليه؛ لأنه قد يكون له شبهة، وقد يكون جاهلا.

يسأل عن حكم من أثنى على أهل البدع وهو يعرفهم أنهم أهل بدع وضلال، هل يلحق بأهل البدع ؟

نعم، يلحق بهم، من أثنى على أهل البدع فهو منهم، من حسن مذهبهم فهو منهم، ومن أثنى على الكفرة فهو كافر، فهو كافر مثلهم -نعوذ بالله- ومن أثنى على أهل الخير فهو منهم.

ما حكم من يقول: إن تطبيق الشريعة في مجتمعات المسلمين اليوم صعب، وستكون المفاسد أكثر من المصالح، خاصة وأن كثيرا من المسلمين تعودوا على القانون الوضعي، فنقلهم إلى الشريعة أمر صعب فما ردكم على هذه الشبهة؟

هذا يُخشى عليه من الكفر والرِّدة، من قال تطبيق الشريعة مفاسدها أكثر من مصالحها يُخشى أن يكون مرتدا -نعوذ بالله- إن لم يكن جاهلا، إن لم يكن عنده شبهة، فهذا رِدَّة -نعوذ بالله، نسأل الله السلامة والعافية.

يقول على العمل بالشريعة: مفاسدها أكثر من مصالحها، هذا رِدَّة، إلا إذا كان له شبهة أو جاهلا، نسأل الله السلامة والعافية.

يسأل عن: حكم الذين يعيشون في المجتمعات البعيدة عن العلم والتي توارث أهلها وعلماؤها الشرك وعبادة الأضرحة، ونشئوا في هذه المجتمعات هل يحكم بكفرهم، أم لا بد من إقامة الحجة عليهم؟

نعم منَ بلغه القرآن، وبلغته الشريعة، فقد قامت عليه الحجة، قال الله -تعالى-: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا وقال الله -عز وجل-: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ فمن بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة.

إنما الذي لم يبلغه الإسلام، ولم يسمع بالرسول -عليه الصلاة والسلام- هذا هو الذي كأهل الفترات وأشباههم هذا هو المعذور أما الإنسان بلغه القرآن وبلغته الشريعة ويفعل الشرك، فهذا ليس بمعذور.

هل من يشك في كفر الروافض كافر؟

من يشك في كفر الكفار كافر، لكن الذي يشك في كفر الروافض وما يدري عن حالهم، قد يكون معذورا، إذا كان ما يدري، لكن يبيَّن له ما هم عليه من الشرك.

ما هي الضوابط في مظاهرة الكفار ضد المسلمين ؟ أو هل هناك ضوابط في هذه المسألة؟

مظاهرتهم الإمداد بالمال أو بالسلاح أو بالتخطيط أو بالرأي، هذه المظاهرة.

يسأل عن: حكم السفر إلى الدول التي فيها من المنكرات الكثير مثل: شرب الخمور، والدعوة إلى الزنا، والطواف بالقبور.

لا يجوز للإنسان أن يسافر إلا بشروط: لا بد أن يكون عنده حصانة دينية، ولا بد أن يقدر على إظهار دينه، وأن يرد على الشُّبَه التي تَرِد عليه ولا بد أن يكون لحاجة أيضا إما لعلاج أو لغيره من الضرورات، وإلا فلا يسافر، لا بد من الشروط، لا يجوز للإنسان السفر إلى بلاد المشركين وهو يخشى على نفسه الفتنة، أو يخشى من الشُّبَه، وهو لا يستطيع رد الشبه.

هذه أسئلة وردت عبر شبكة المعلومات، يقول السائل فيها: ما هي علامات الساحر والكاهن؟

علامات الساحر والكاهن: أنه يدعي علم الغيب، ويخبر عن المغيبات في المستقبل، وعلامته -أيضا- أنه يكون منحرفا، غير مستقيم، ويكون بعيدا، -في الغالب- عن أهل الخير، ويكون عنده روائح منتنة، ويسكن في أماكن ضيقة ومظلمة، ويتمتم بأشياء، وفي الغالب يسأل عن اسم الأم أو اسم الأب، أو يطلب ثوبا للمريض، أو يطلب منه أن يذبح خروفا أو دجاجا، وما أشبه ذلك.

المهم أنه معروف بأحْواله وأفعاله، ويكون أيضا بعيدا عن الصلوات، وعن قراءة القرآن، وقد يقرأ شيئا من القرآن من باب ذر الرماد في العيون، إذا أتيت للساحر أو الكاهن قد يقرأ "قل هو الله أحد"، ثم تراه يتمتم وينادي الجن، تمتمات لا تعرفها.

يسأل عن: حكم من يدعو عند القبر، لا يقصد صاحب القبر، لكن يقصد بركة المكان؟

إذا كان يدعو صاحب القبر، ويقول: يا فلان أغثني! أو يقول: فرج كربتي ! اشفع لي ! هذا شرك !.

أما إذا كان يدعو الله عند القبر، ويظن أن الدعاء عند القبر مستجابا، هذا وسيلة للشرك، وبدعة مثل الصلاة عند القبر، يصلي عند القبر ركعتين لله، إن صلى لصاحب القبر، هذا شرك، وإن صلى لله هذا بدعة، ووسيلة للشرك.