مسائل الجاهلية شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 16

شرح مسائل الجاهلية اعتذار أهل الجاهلية عن قبول الحق بعدم الفهم
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

المسألة الخامسة عشرة
اعتذار أهل الجاهلية عن قبول الحق بعدم الفهم

المسألة الخامسة عشرة: اعتذارهم عن اتباع ما آتاهم الله بعدم الفهم كقوله: قُلُوبُنَا غُلْفٌ وقوله: يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ فأكذبهم الله وبيّن أن ذلك بسبب الطبع على قلوبهم، والطبع بسبب كفرهم.

الخامسة عشرة: اعتذارهم عن قبول الحق بعدم فهمه؛ ولهذا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: قُلُوبُنَا غُلْفٌ قال الله تعالى بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ وأخبر الله عن اليهود وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ قال الله: بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ وأخبر عن كفار قريش أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ قلوبنا في أكنة، يعني: في غلاف، وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ مانعٌ وحاجز يمنعنا من قبول وفهم ما تقوله، وأخبر الله عن قوم شعيب أنهم قالوا لشعيب مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا .

فالاعتذار عن قبول الحق بعدم الفهم من صفات أهل الجاهلية وهذا ليس عذرا بل إن الله أعطاهم العقول والأفهام، لكن صدودهم وإعراضهم هو الذي حملهم على ذلك، كونهم صدوا عن الحق.. كونهم أعرضوا.. كونهم لا يقبلون الحق ليس هذا عذرًا، ولا يعتبر هذا عدم فهم، هم فهموا.. يفهمون الكلام ويسمعون كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم يعرفون اللغة العربية لكن صدودهم وإعراضهم وعدم قبولهم الحق، وعدم اختيارهم ورضاهم بالحق هو الذي جعلهم يعارضون الحق ويعتذرون بعدم الفهم، وهذا عذر باطل ومردود.

هم عندهم أفهام لكنهم لم يوفقوا، وعندهم ذكاء وعندهم فهم ولكنهم لم يعطوا إيمانًا ولا ذكاءً، عدلا من الله تعالى، والله تعالى له الحكمة البالغة، فهذا ليس عذرًا في عدم قبول الحق، دعواهم أنهم لم يفهموا لا يعفيهم من قبول الحق، من وجوب قبول الحق، فيجب عليهم قبول الحق؛ لأن الآلات والأدوات قد أعطاهم الله إياها، أعطاهم سمعًا وأعطاهم بصرًا وأعطاهم عقلا وأعطاهم فهمًا، أما إذا سلب العقل فإنه يرفع عنه التكليف، إذا سلب العقل كل إنسان ليس معه عقل: كالمجنون، والصغير الذي لم يبلغ هذا غير مكلف.

أعِد المسألة الخامسة عشرة.