حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال : قال عبد الله رضي الله عنه : لقد أتاني اليوم رجل فسألني عن أمر ما دريت ما أرد عليه فقال : أرأيت رجلا مؤديا نشيطا يخرج مع أمرائنا في المغازي فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها ؟ فقلت له : والله ما أدري ما أقول لك إلا أنا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرة حتى نفعله وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلا فشفاه منه وأوشك أن لا تجدوه والذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثغب شرب صفوه وبقي كدره .
الكلام على كتاب الذهبي العبر في خبر من غبر .
باب كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس.
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبا له قال : كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما فقرأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس خطيبا قال : ( أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ) ثم قال : ( اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأهزاب اهزمهم وانصرنا عليهم ).
باب استئذان الرجل الإمام : لقوله (( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنوك )) إلى آخر الآية / النور.
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن المغيرة عن الشعبي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فتلاحق بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على ناضح لنا قد أعيا فلا يكاد يسير فقال لي : ( ما لبعيرك ) قال قلت : أعيي قال : فتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فزجره ودعا له فما زال بين يدي الإبل قدامها يسير فقال لي : ( كيف ترى بعيرك ) قال قلت : بخير قد أصابته بركتك قال : ( أفتبيعنيه ) قال : فاستحييت ولم يكن لنا ناضح غيره قال فقلت : نعم قال : ( فبعنيه ) فبعته إياه على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة قال فقلت : يا رسول الله إني عروس فاستأذنته فأذن لي فتقدمت الناس إلى المدينة حتى أتيت المدينة فلقيني خالي فسألني عن البعير فأخبرته بما صنعت فيه فلامني قال وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي حين استأذنته : ( هل تزوجت بكرا أم ثيبا ) فقلت : تزوجت ثيبا فقال : ( هلا تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك ) قلت : يا رسول الله توفي والدي أو استشهد ولي أخوات صغار فكرهت أن أتزوج مثلهن فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن فتزوجت ثيبا لتقوم عليهن وتؤدبهن قال : فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة غدوت عليه بالبعير فأعطاني ثمنه ورده علي . قال المغيرة : هذا في قضائنا حسن لا نرى به بأسا.
شرح قول المغيرة : هذا في قضائنا حسن لا نرى به بأسا.
باب من غزا وهو حديث عهد بعرسه : فيه جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
باب من اختار الغزو بعد البناء : فيه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
باب مبادرة الإمام عند الفزع.
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة حدثني قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان بالمدينة فزع فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة فقال : ( ما رأينا من شيء وإن وجدناه لبحرا ).
باب السرعة والركض في الفزع.
حدثنا الفضل بن سهل حدثنا حسين بن محمد حدثنا جرير بن حازم عن محمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : فزع الناس فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة بطيئا ثم خرج يركض وحده فركب الناس يركضون خلفه فقال : ( لم تراعوا إنه لبحر فما سبق بعد ذلك اليوم ).
باب الخروج في الفزع وحده.
باب الجعائل والحملان في السبيل : وقال مجاهد قلت لابن عمر : الغزو قال : إني أحب أن أعينك بطائفة من مالي قلت : أوسع الله علي قال : إن غناك لك وإني أحب أن يكون من مالي في هذا الوجه .
وقال عمر : إن ناسا يأخذون من هذا المال ليجاهدوا ثم لا يجاهدون فمن فعله فنحن أحق بماله حتى نأخذ منه ما أخذ.
وقال طاوس ومجاهد : إذا دفع إليك شيء تخرج به في سبيل الله فاصنع به ما شئت وضعه عند أهلك.
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال : سمعت مالك بن أنس سأل زيد بن أسلم فقال زيد : سمعت أبي يقول : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : حملت على فرس في سبيل الله فرأيته يباع فسألت النبي صلى الله عليه وسلم آشتريه ؟ فقال : ( لا تشتره ولا تعد في صدقتك ).
حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن عمر بن الخطاب حمل على فرس في سبيل الله فوجده يباع فأراد أن يبتاعه فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( لا تبتعه ولا تعد في صدقتك ).
حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال حدثني أبو صالح قال : سمعت أبا هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت عن سرية ولكن لا أجد حمولة ولا أجد ما أحملهم عليه ويشق علي أن يتخلفوا عني ولوددت أني قاتلت في سبيل الله فقتلت ثم أحييت ثم قتلت ثم أحييت ).
باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا سعيد بن أبي مريم قال حدثني الليث قال أخبرني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني ثعلبة بن أبي مالك القرظي أن قيس بن سعد الأنصاري رضي الله عنه وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الحج فرجل .
حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : كان علي رضي الله عنه تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان به رمد فقال : أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علي فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لأعطين الراية - أو قال ليأخذن - غدا رجلا يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه ) فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا : هذا علي فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتح الله عليه.
حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن نافع بن جبير قال : سمعت العباس يقول للزبير رضي الله عنهما : ها هنا أمرك النبي صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية .