تتمة ما سبق : فصل وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى تفصيلا أو إجمالا , إثباتا أو نفيا , فإننا في ذلك على كتاب ربنا وسنة نبينا معتمدون , وعلى ما سار عليه سلف الأمة و أئمة الهدى من بعدهم سائرون .
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونرى وجوب إجراء نصوص الكتاب و السنة في ذلك على ظاهرها , وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عزوجل .
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونتبرأ من طريقة المحرفين لها الذين صرفوها إلى غير ما أراد الله بها ورسوله .
قال المصنف رحمه الله تعالى : ومن طريقة المعطلين لها الذين عطلوها عن مدلولها الذي أراده الله و رسوله .
قال المصنف رحمه الله تعالى : ومن طريقة الغالين فيها الذين حملوها على التمثيل أو تكلفوا لمدلولها التكييف .
هل ما سكت عنه الشارع من الصفات نسكت عنه ؟
هل السكوت صفة لله تعالى ؟
ما وجه قول شيخ الإسلام أن مذهب التفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاد ؟
كيف نرد على أهل التفويض ؟
ما معنى قولكم نسكت عما سكت عنه الشارع ؟
المناقشة .
قال المصنف رحمه الله تعالى : ونعلم علم اليقين أن ما جاء في كتاب الله تعالى أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو حق لا يناقض بعضه بعضا , لقوله تعالى : << أفلا يتدبرون القرءان و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا >> [ النساء : 82 ] , و لأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضا , وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى : ومن ادعى أن في كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو بينهما تناقض فذلك لسوء قصده وزيغ قلبه , فليتب إلى الله تعالى , ولينزع عن غيه .
قال المصنف رحمه الله تعالى : ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو بينهما فذلك إما لقلة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر , فليبحث عن العلم , وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق , فإن لم يتبين له فليكل الأمر إلى عالمه , وليكف عن توهمه , وليقل كما يقول الراسخون في العلم : << ءامنا به كل من عند ربنا >> [ آل عمران : 7 ] , وليعلم أن الكتاب و السنة لا تناقض فيهما و لا بينهما ولا اختلاف .