العقيدة الواسطية شرح الشيخ محمد أمان بن علي الجامي الدرس 26

شرح العقيدة الواسطية الدرس السادس والعشرون
الخميس 4 جوان 2015    الموافق لـ : 16 شعبان 1436
تحميل الشريط

عناصر الشريط

  1. تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية . : " ... وهو سبحانه فوق عرشه ، رقيب على خلقه ، مهيمن عليهم ، مطلع عليهم . . إلى غير ذلك من معاني ربوبيته وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من أنه فوق العرش وأنه معنا حق على حقيقته ، لا يحتاج إلى تحريف ، ولكن يصان عن الظنون الكاذبة مثل أن يظن أن ظاهر قوله : (( في السماء )) أن السماء تظله أو تقله ، وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان فإن الله قد (( وسع كرسيه السماوات والأرض )) ، وهو (( يمسك السماوات والأرض أن تزولا )) ، (( ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه )) ، (( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره )) ... " .
  2. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية : " ... بل العالم كله سماواته وأرضه من العرش إلى الفرش كله بين يديه سبحانه ؛ كأنه بندقة في يد أحدنا ؛ أفلا يجوز لمن هذا شأنه أن يقال : إنه مع خلقه مع كونه عاليا عليهم بائنا منهم فوق عرشه ؟ ! بلى ؛ يجب الإيمان بكل من علوه تعالى ومعيته ، واعتقاده أن ذلك كله حق على حقيقته ، من غير أن يساء فهم ذلك ، أو يحمل على معان فاسدة ؛ كأن يفهم من قوله : (( وهو معكم )) معية الاختلاط والامتزاج ؛ كما يزعمه الحلولية ! أو يفهم من قوله : (( في السماء )) أن السماء ظرف حاو له محيط به ! كيف وقد وسع كرسيه السماوات والأرض جميعا ؟ ! وهو الذي (( يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه )) ؟ ! فسبحان من لا يبلغه وهم الواهمين ، ولا تدركه أفهام العالمين ... " .
  3. قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... فصل وقد دخل في ذلك الإيمان بأنه قريب مجيب كما جمع بين ذلك في قوله : (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ... )) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) ، وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فإنه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته ، وهو علي في دنوه ، قريب في علوه . ومن الإيمان بالله وكتبه الإيمان بأن القرآن كلام الله ، منزل ، غير مخلوق ، منه بدأ ، وإليه يعود ، وأن الله تكلم به حقيقة ، وأن هذا القرآن الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة ، لا كلام غيره ولا يجوز إطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله ، أو عبارة ، بل إذا قرأه الناس أو كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله تعالى حقيقة ... " .
  4. قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : " وقد دخل في ذلك الإيمان ..." إلخ ، يجب الإيمان بما وصف الله به نفسه من أنه قريب مجيب ، فهو سبحانه قريب ممن يدعوه ويناجيه ، يسمع دعاءه ونجواه ، ويجيب دعاءه متى شاء وكيف شاء ، فهو تعالى قريب قرب العلم والإحاطة ؛ كما قال تعالى : (( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )) . وبهذا يتبين أنه لا منافاة أصلا بين ما ذكر في الكتاب والسنة من قربه تعالى ومعيته وبين ما فيهما من علوه تعالى وفوقيته . فهذه كلها نعوت له على ما يليق به سبحانه ، ليس كمثله في شيء منها . قوله : " ومن الإيمان بالله وكتبه ... " إلخ ، جعل المصنف الإيمان بأن القرآن كلام الله داخلا في الإيمان بالله ؛ لأنه صفة من صفاته ، فلا يتم الإيمان به سبحانه إلا بها ، إذ الكلام لا يكون إلا صفة للمتكلم ، والله سبحانه موصوف بأنه متكلم بما شاء متى شاء ، وأنه لم يزل ولا يزال يتكلم ؛ بمعنى أن نوع كلامه قديم وإن كانت آحاده لا تزال تقع شيئا بعد شيء بحسب حكمته ... " .
  5. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية .
  6. فائدة : الفروق بين الحديث القدسي والقرآن .
  7. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية .
  8. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية . : " ... قوله : " ومن الإيمان بالله وكتبه ... " إلخ ، جعل المصنف الإيمان بأن القرآن كلام الله داخلا في الإيمان بالله ؛ لأنه صفة من صفاته ، فلا يتم الإيمان به سبحانه إلا بها ، إذ الكلام لا يكون إلا صفة للمتكلم ، والله سبحانه موصوف بأنه متكلم بما شاء متى شاء ، وأنه لم يزل ولا يزال يتكلم ؛ بمعنى أن نوع كلامه قديم وإن كانت آحاده لا تزال تقع شيئا بعد شيء بحسب حكمته ... " .
  9. قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئاً ، لا إلى من قاله مبلغاً مؤدياً وهو كلام الله حروفه ، ومعانيه ، ليس كلام الله الحروف دون المعاني ، ولا المعاني دون الحروف ... " .
  10. قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقد قلنا فيما سبق : إن الإضافة في قولنا : القرآن كلام الله ؛ هي من إضافة الصفة للموصوف ، فتفيد أن القرآن صفة الرب سبحانه ، وأنه تكلم به حقيقة بألفاظه ومعانيه ، بصوت نفسه . فمن زعم أن القرآن مخلوق من المعتزلة ؛ فقد أعظم الفرية على الله ، ونفى كلام الله عن الله وصفا ، وجعله وصفا لمخلوق ، وكان أيضا متجنيا على اللغة ، فليس فيها متكلم بمعنى خالق للكلام . ومن زعم أن القرآن الموجود بيننا حكاية عن كلام الله ؛ كما تقوله الكلابية ، أو أنه عبارة عنه ؛ كما تقوله الأشعرية ؛ فقد قال بنصف قول المعتزلة ؛ حيث فرق بين الألفاظ والمعاني ، فجعل الألفاظ مخلوقة ، والمعاني عبارة عن الصفة القديمة ؛ كما أنه ضاهى النصارى في قولهم بحلول اللاهوت وهو الكلمة في الناسوت وهو جسد عيسى عليه السلام ؛ إذ قال بحلول المعاني التي هي الصفة القديمة في هذه الألفاظ المخلوقة ، فجعل الألفاظ ناسوتا لها . والقرآن كلام الله ؛ حيث تصرف ، فمهما كتبناه في المصاحف ، أو تلوناه بالألسنة ؛ لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله ؛ لأن الكلام كما قال المصنف إنما يضاف إلى من قاله مبتدئا ؛ لا إلى من قاله مبلغا مؤديا . وأما معنى قول السلف : " منه بدأ وإليه يعود " ؛ فهو من البدء ؛ يعني : أن الله هو الذي تكلم به ابتداء ، لم يبتدأ من غيره ، ويحتمل أن يكون من البدو ؛ بمعنى الظهور ؛ يعني أنه هو الذي تكلم به وظهر منه ، لم يظهر من غيره . ومعنى : " إليه يعود " ؛ أي : يرجع إليه وصفا ؛ لأنه وصفه القائم به ، وقيل : معناه يعود إليه في آخر الزمان ، حين يرفع من المصاحف والصدور ؛ كما ورد في أشراط الساعة ... " .
  11. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية .
  12. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية .
  13. قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقد دخل أيضا فيما ذكرناه من الإيمان به وبكتبه وبملائكته وبرسله : الإيمان بأن المؤمنين يرونه يوم القيامة عياناً بأبصارهم كما يرون الشمس صحواً ليس بها سحاب ، وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته . يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة ، ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله تعالى ... " .
  14. قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما كون الإيمان بأن القرآن كلام الله داخلا في الإيمان بالكتب ؛ فإن الإيمان بها إيمانا صحيحا يقتضي إيمان العبد بأن الله تكلم بها بألفاظها ومعانيها ، وأنها جميعا كلامه هو ؛ لا كلام غيره ، فهو الذي تكلم بالتوراة بالعبرانية ، وبالإنجيل بالسريانية ، وبالقرآن بلسان عربي مبين . قوله :" وقد دخل أيضا فيما ذكرناه ... " إلخ ؛ تقدم الكلام على رؤية المؤمنين لربهم عز وجل في الجنة ؛ كما دلت على ذلك الآيات والأحاديث الصريحة ، فلا حاجة بنا إلى إعادة الكلام فيها . غير أن قوله : " يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة " قد يوهم أن هذه الرؤية أيضا خاصة بالمؤمنين ، ولكن الحق أنها عامة لجميع أهل الموقف ؛ حين يجيء الرب لفصل القضاء بينهم ؛ كما يدل عليه قوله تعالى : (( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام )) الآية والعرصات : جمع عرصة ، وهي كل موضع واسع لا بناء فيه ... " .
  15. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية .
  16. قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... فصل ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت ، فيؤمنون بفتنة القبر ، وبعذاب القبر ونعيمه ، فأما الفتنة فإن الناس يمتحنون في قبورهم ، فيقال للرجل : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، فيقول المؤمن : ربي الله ، والإسلام ديني ، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي وأما المرتاب فيقول : هاه هاه لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ، فيضرب بمرزبة من حديد ، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان ، ولو سمعها الإنسان لصعق ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب ، إلى أن تقوم القيامة الكبرى ، فتعاد الأرواح إلى الأجساد ... " .
  17. قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : " ومن الإيمان باليوم الآخر ... " إلخ ؛ إذا كان الإيمان باليوم الآخر أحد الأركان الستة التي يقوم عليها الإيمان ؛ فإن الإيمان به إيمانا تاما كاملا لا يتحقق إلا إذا آمن العبد بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب التي تكون بعد الموت . والضابط في ذلك أنها أمور ممكنة أخبر بها الصادق صلوات الله عليه وسلامه وآله ، وكل ممكن أخبر به الصادق يجب الإيمان بوقوعه كما أخبر ؛ فإن هذه الأمور لا تستفاد إلا من خبر الرسول ، فأهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كله ... " .
  18. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية .