العقيدة الطحاوية شرح الشيخ محمد أمان بن علي الجامي الدرس 62

شرح العقيدة الطحاوية الدرس الثاني والستون
الخميس 4 جوان 2015    الموافق لـ : 16 شعبان 1436
تحميل الشريط

عناصر الشريط

  1. تعليق الشيخ على قوله في شرح الطحاوية : " ... والقائلون بأن الأجسام مركبة من الجواهر المفردة - لهم في المعاد خبط واضطراب. وهم فيه على قولين: منهم من يقول: تعدم الجواهر ثم تعاد. ومنهم من يقول: تفرق الأجزاء ثم تجمع. فأورد عليهم الإنسان الذي يأكله حيوان، وذلك [ الحيوان ](1) أكله إنسان، فإن أعيدت تلك الأجزاء من هذا، لم تعد من هذا ؟ وأورد عليهم: أن الإنسان يتحلل دائما، فماذا الذي يعاد ؟ أهو الذي كان وقت الموت ؟ فإن قيل بذلك، لزم أن يعاد على صورة ضعيفة، وهو خلاف ما جاءت به النصوص، وإن كان غير ذلك، فليس بعض الأبدان بأولى من بعض ! فادعى بعضهم أن في الإنسان أجزاء أصلية لا تتحلل، ولا يكون فيها شيء من ذلك الحيوان الذي أكله الثاني ! والعقلاء يعلمون أن بدن الإنسان نفسه كله يتحلل، ليس فيه شيء باق، فصار ما ذكروه في المعاد مما قوى شبهة المتفلسفة في إنكار معاد الأبدان. والقول الذي عليه السلف وجمهور العقلاء: أن الأجسام تنقلب من حال إلى حال، فتستحيل ترابا، ثم ينشئها الله نشأة أخرى، كما استحال في النشأة الأولى: فإنه كان نطفة، ثم صار علقة، ثم صار مضغة ، ثم صار عظاما ولحما، ثم أنشأه خلقا سويا. كذلك الإعادة: يعيده الله بعد أن يبلى كله إلا عجب الذنب، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ( كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب، منه خلق ابن آدم، وفيه يركب ) . وفي حديث آخر: ( إن الأرض تمطر مطرا كمني الرجال، ينبتون في القبور كما ينبت النبات ) ... " .
  2. قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... فالنشأتان نوعان تحت جنس، يتفقان ويتماثلان من وجه، ويفترقان ويتنوعان من وجه. والمعاد هو الأول بعينه، وإن كان بين لوازم الإعادة ولوازم البداءة فرق، فعجب الذنب هو الذي يبقى، وأما سائره فيستحيل، فيعاد من المادة التي استحال إليها. ومعلوم أن من رأى شخصا وهو صغير، ثم رآه وقد صار شيخا، علم أن هذا هو ذاك، مع أنه دائما في تحلل واستحالة. وكذلك سائر الحيوان والنبات، فمن رأى شجرة وهي صغيرة، ثم رآها كبيرة، قال: هذه تلك. وليست صفة تلك النشأة الثانية مماثلة لصفة هذه النشأة، حتى يقال إن الصفات هي المغيرة، لا سيما أهل الجنة إذا دخلوها فإنهم يدخلونها على صورة آدم، طوله ستون ذراعا، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما، وروي: أن عرضه سبعة أذرع. وتلك نشأة باقية غير معرضة للآفات، وهذه النشأة فانية معرضة للآفات..." مع تعليق الشيخ.
  3. قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... وقوله:" وجزاء الأعمال"- قال تعالى: (( مالك يوم الدين )) . (( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين )). والدين: الجزاء، يقال: كما تدين تدان، أي كما تجازي تجازى، وقال تعالى: (( جزاء بما كانوا يعملون )) . وقال (( جزاء وفاقا )) . وقال (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون )) . وقال(( من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون}{ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون )). وقال (( من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون )) . وأمثال ذلك. وقال صلى الله عليه وسلم، فيما يروي عن ربه عز وجل، من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه: ( يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) . وسيأتي لذلك زيادة بيان عن قريب، إن شاء الله تعالى ..." مع تعليق الشيخ.
  4. قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... وقوله: " والعرض والحساب، وقراءة الكتاب، والثواب والعقاب "- قال تعالى: (( فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية )) ، إلى آخر السورة. وقال (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه فأما من أوتي كتابه بيمينه}{فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره}{فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا إنه كان في أهله مسرورا إنه ظن أن لن يحور بلى إن ربه كان به بصيرا )) . وقال (( وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة )) . وقال (( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا )) . وقال (( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار ))، إلى آخر السورة. (( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده )) ، إلى قوله: (( إن الله سريع الحساب )) . (( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )) . وروى البخاري رحمه الله في صحيحه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك ) ، فقلت: يا رسول الله، أليس قد قال الله تعالى: (( فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا )) ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب ) . يعني أنه لو ناقش في حسابه لعبيده لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولكنه تعالى يعفو ويصفح. وسيأتي لذلك زيادة بيان، إن شاء الله تعالى . وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ( إن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فإذا موسى آخذ بقائمة العرش، فلا أدري أفاق قبلي، أم جوزي بصعقة يوم الطور ) ؟ . وهذا صعق في موقف القيامة، إذا جاء الله لفصل القضاء، وأشرقت الأرض بنوره، فحينئذ يصعق الخلائق كلهم. فإن قيل: كيف تصنعون بقوله في الحديث: ( إن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من تنشق عنه الأرض، فأجد موسى باطشا بقائمة العرش ) ؟ قيل: لا ريب أن هذا اللفظ قد ورد هكذا، ومنه نشأ الإشكال. ولكنه دخل فيه على الراوي حديث في حديث، فركب بين اللفظين، فجاء هذان الحديثان هكذا: أحدهما: ( أن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق ) ، كما تقدم، والثاني: ( أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ) ، فدخل على الراوي هذا الحديث في الآخر. وممن نبه على هذا أبو الحجاج المزي، وبعده الشيخ شمس الدين ابن القيم، وشيخنا الشيخ عماد الدين ابن كثير، رحمهم الله. وكذلك اشتبه على بعض الرواة، فقال: ( فلا أدري أفاق قبلي أم كان ممن استثنى الله عز وجل ) ؟ والمحفوظ الذي تواطأت عليه الروايات الصحيحة هو الأول، وعليه المعنى الصحيح، فإن الصعق يوم القيامة لتجلي الله لعباده إذا جاء لفصل القضاء، فموسى عليه السلام إن كان لم يصعق معهم، فيكون قد جوزي بصعقة يوم تجلى ربه للجبل فجعله دكا، فجعلت صعقة هذا التجلي عوضا عن صعقة الخلائق لتجلي ربه يوم القيامة. فتأمل هذا المعنى العظيم ولا تهمله... " مع تعليق الشيخ.
  5. قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... وروى الإمام أحمد، والترمذي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، عن الحسن، قال: سمعت أبا موسى الأشعري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فعرضتان جدال ومعاذير، وعرضة تطاير الصحف، فمن أوتي كتابه بيمينه، وحوسب حسابا يسيرا، دخل الجنة، ومن أوتي كتابه بشماله، دخل النار ). وقد روى ابن أبي الدنيا عن ابن المبارك: أنه أنشد في ذلك شعرا: وطارت الصحف في الأيدي منشرة *** فيها السرائر والأخبار تطلع فكيف سهوك والأنباء واقــــــــعة *** عما قليل، ولا تدري بما تقع أفي الجنان وفوز لا انقــــــطاع له *** أم الجحيم فلا تبقي ولا تدع تهوي بساكنها طورا وترفــــــعهم *** إذا رجوا مخرجا من غمها قمعوا طال البكاء فلم يرحم تــــــــضرعهم *** فيها، ولا رقية تغني ولا جزع لينفع العلم قبل المـــــــــــوت عالمه *** قد سال قوم بها الرجعى فما رجعوا ... " مع تعليق الشيخ.